العالم يترقب قرارات أسعار الفائدة بعد 150 يومًا من حكم «ترامب» وسط تصاعد الصراعات التجارية والجيوسياسية
فينتك جيت:مصطفى عيد
في ظل مرور 150 يومًا على تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم، تسود حالة من الجمود النقدي حول العالم، حيث تستعد عدة بنوك مركزية لإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير هذا الأسبوع، وسط قلق متزايد من تبعات الحروب التجارية والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بحسب تقرير نشرته وكالة «Bloomberg».
تداعيات الرسوم الجمركية
وتواجه البنوك المركزية في دول تمثل نحو 40% من الاقتصاد العالمي تحديات غير مسبوقة، دفعت معظمها لاعتماد سياسة «الانتظار والترقب» لتقييم تداعيات الرسوم الجمركية، واضطرابات سلاسل الإمداد، إضافة إلى ارتفاع أسعار النفط على خلفية الضربة الإسرائيلية الأخيرة للمنشآت النووية الإيرانية.
مخاوف من تباطؤ النمو وعودة التضخم
كانت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD»، ومقرها باريس، قد خفضت مؤخرًا توقعاتها لنمو الاقتصاد العالمي، محذرة من تأثير سياسات الحماية التجارية على معدلات التضخم، وهو ما سيكون حاضرًا في قمة مجموعة السبع (G7) المنعقدة بكندا بدءًا من الإثنين.
ويرجح محللو «Bloomberg Economics» أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (FOMC) سيُبقي الفائدة دون تغيير خلال اجتماعه الأربعاء، مشيرين إلى أن السيناريو المرجح بات خفضًا واحدًا فقط بمقدار 25 نقطة أساس في 2025، مقارنة بتوقعين سابقين. بينما لا تزال الأسواق تسعر تخفيضًا بنحو 50 نقطة أساس.
اليابان وبريطانيا والنرويج تتبع النهج الحذر
من جانبه، يتجه بنك اليابان لتثبيت الفائدة مع مراجعة محتملة لبرنامج شراء السندات، في حين يتوقع أن يُبقي كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي النرويجي على تكاليف الاقتراض دون تغيير، وسط ضغوط على التضخم والنمو.
ويتوقع أن يصوّت بنك إنجلترا بأغلبية 7-2 لصالح الإبقاء على الفائدة عند 4.25%، رغم تجاوز التضخم للهدف البالغ 2%، وسينتظر المستثمرون إشارات بشأن وتيرة الخفض القادمة، والتي قد تشمل 3 خطوات ربع سنوية حتى فبراير 2026.
تحركات محدودة في أوروبا وإفريقيا
في أوروبا، قد يُقدم البنك الوطني السويسري على خفض الفائدة ربع نقطة لتصل إلى صفر%، وذلك لأول مرة، بهدف الحد من تدفقات رؤوس الأموال على الفرنك السويسري. كما يُتوقع أن يُبقي البنك المركزي التركي الفائدة عند 46%، بينما تميل ناميبيا وبوتسوانا إلى اتخاذ قرارات خفض محدودة دعمًا للاقتصاد.
في إسرائيل، تظهر بيانات التضخم تراجعًا طفيفًا إلى 3.5% في مايو، وسط تجميد مستمر للفائدة عند 4.5% بسبب الوضع الإقليمي. أما في جنوب إفريقيا، فيُرتقب صدور مراجعة الاستقرار المالي وسط توقعات باستقرار معدل التضخم عند 2.8%.
الأسواق الأمريكية تترقب بيانات الاستهلاك والإنتاج
في الولايات المتحدة، من المنتظر صدور بيانات حول مبيعات التجزئة لشهر مايو، والتي يُتوقع أن تظهر تراجعًا بسبب ضعف الطلب على السيارات، مع مؤشرات على صمود إنفاق المستهلكين باستثناء قطاعي السيارات والوقود.
كما تشمل البيانات تقارير عن إنتاج المصانع، وإنشاءات الإسكان، والتي يُتوقع أن تعكس استمرار التباطؤ في النشاط السكني بفعل ارتفاع تكاليف الاقتراض.
أما في كندا، فيلتقي رئيس الوزراء مارك كارني بقادة العالم في قمة G7، بينما تصدر بيانات حول الهجرة ومبيعات التجزئة كمؤشرات على التفاعل الشعبي مع تصعيد التوترات التجارية.
قرارات هامة في آسيا وسط ترقب اقتصادي صيني
في آسيا، تتجه معظم البنوك المركزية للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، مع استثناء محتمل لـ الفلبين التي قد تخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع انحسار التضخم. وتصدر الصين حزمة بيانات شاملة تشمل مبيعات التجزئة، والإنتاج الصناعي، والبطالة، وسط توقعات بتباطؤ في مبيعات مايو، وتراجع في الاستثمارات العقارية.
وفي اليابان، تشير التوقعات إلى تراجع في الصادرات والطلبات الآلية في مايو، بينما يُنتظر صدور أرقام التضخم الوطني يوم الجمعة.
كما تكشف الهند عن بيانات التجارة، وتُصدر تايوان وماليزيا وسنغافورة أرقام الصادرات، ما يعكس حجم التحديات التجارية في القارة.
أمريكا اللاتينية بين ثبات الفائدة وتراجع التضخم
في أمريكا اللاتينية، من المرجح أن يُبقي البنك المركزي البرازيلي على أسعار الفائدة عند 14.75%، مستندًا إلى إشارات إيجابية من بيانات التضخم الأخيرة، فيما ينتظر أن يُبقي البنك المركزي التشيلي الفائدة عند 5% للمرة الرابعة على التوالي، مع إصدار تقرير ربع سنوي يتضمن تحديثات للنمو والتضخم.
وتُصدر كولومبيا والبرازيل بيانات الناتج المحلي الإجمالي لشهر أبريل، وسط مؤشرات على استمرار النشاط الاقتصادي مدفوعًا بتحفيزات مالية وسوق عمل قوية، رغم إشارات الضعف الظاهرة في بيانات مارس.
اقرا ايضا:
«ترامب» يربح أكثر من 600 مليون دولار من العملات المشفرة والعقود التجارية
«ترامب» يصف رئيس الاحتياط الفيدرالي ب «الأحمق»
«ترامب» يعلن التوصل إلى اتفاق مع الصين
بسبب «ترامب»..«أبل» تخسر 750 مليار دولار من قيمتها منذ بداية 2025