رائد الأعمال محمد أبو النجا نجاتي: ريادة الأعمال تبدأ بالقيم قبل المهارات..وفشل الشركات الناشئة هو القاعدة وليس الاستثناء
فنتيك جيت: ريهام علي
أكد رائد الأعمال الشهير محمد أبو النجا نجاتي، أن دخول مجال ريادة الأعمال لا يقتصر على إمتلاك المهارات الفنية أو الفكر الريادي فقط، بل يتطلب منظومة متكاملة من القيم الأساسية مثل الالتزام، احترام الآخرين، وإتقان العمل، مشددًا على أن “النجاح الحقيقي” مرهون بالالتزام الشخصي والانضباط المهني.
جاء ذلك خلال حفل توقيع النسخة الخامسة من كتابه الجديد “ضربة البداية”، والذي قال عنه نجاتي إنه محاولة لتبسيط مفاهيم العمل وريادة الأعمال من خلال ربطها بلغة كرة القدم، بما يجعلها أقرب إلى وجدان الشباب وطريقة تفكيرهم.
وأوضح أن الكتاب يركز على مفاهيم أساسية مثل احترام الكلمة، والالتزام تجاه المسؤولين، وإتقان العمل، باعتبارها اللبنات الأساسية لأي نجاح مهني، مضيفًا أن ما يحتاجه السوق هو شباب يضيفون قيمة حقيقية، لا مجرد تكرار لتجارب قائمة.
وكشف نجاتي عن إطلاقه مؤخرًا شركة جديدة في مجال النقل التشاركي بالشراكة مع مجموعة من المستثمرين، رغم التحديات والانتقادات التي واجهته نتيجة تشبع السوق بكيانات ضخمة تصل قيمتها إلى ما بين مليار و50 مليار دولار. وقال: “في اللحظة اللي سمعت فيها نداء السوق، قلت لنفسي: أنا مش داخل أعمل شركة علشان أجرب، أنا داخل عشان أنفّذ استجابة لحاجة حقيقية موجودة على الأرض”.
وأشار إلى عقد لقاءات مع مسئولي وزارة النقل المصرية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن التشريع، مؤكدًا أهمية بناء فريق قوي وتأمين تمويل مدروس بدلًا من الانشغال بآراء الآخرين أو الخوف من الفشل.
كما شدد نجاتي على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية لا غنى عنها لأي رائد أعمال، قائلاً: “أنا لو قلت مش هشتغل بالذكاء الاصطناعي هكون بهزر.. السوق كله اتغير. في شركات حققت عشرات الملايين في شهور لأنها تجاوبت مع إشارات السوق”.
وفيما يتعلق بنسبة الفشل المرتفعة في المشروعات الناشئة، أوضح أن 90% من تجارب ريادة الأعمال في مصر تنتهي دون نتائج ملموسة، مشيرًا إلى أن هذا ليس استثناءً بل هو القاعدة في بيئة مليئة بالتحديات.
وسلّط نجاتي الضوء على أبرز الصعوبات التي تواجه رواد الأعمال في مصر، ومنها البيروقراطية، والتعقيدات التشريعية، ونقص الدعم، وغياب الاستقرار، وضغوط السوق، والعمالة غير المؤهلة، وضعف سلاسل الإمداد. وقال: “رائد الأعمال في مصر بيواجه كل يوم موظف ضرائب بيطلب تقديرات غير منطقية، وتعقيد في الإجراءات، وفوضى في السوق، وإحساس دائم إنه بيحارب لوحده”.