فينتك جيت: مصطفى عيد
في تصعيد سياسي جديد بين اثنين من أبرز وجوه السياسة والتكنولوجيا في الولايات المتحدة، شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على الملياردير إيلون ماسك، متوعدًا بإغلاق شركاته وسحب الدعم الفيدرالي عنها، ومهددًا بإعادته إلى “موطنه الأصلي” جنوب أفريقيا.
الهجوم جاء في أعقاب تهديد ماسك الصريح عبر منصته الاجتماعية «X» بتأسيس حزب سياسي جديد يُسمى «حزب أمريكا»، وذلك ردًا على تمرير ما وصفه بـ«قانون الإنفاق الجنوني» الذي يناقشه مجلس الشيوخ، والذي أيده ترامب بشدة.
وكتب ماسك في منشور غاضب: “أي عضو في الكونغرس وعد بتقليص الإنفاق الحكومي ثم صوت لصالح أكبر زيادة في الديون بتاريخ أمريكا، عليه أن يشعر بالخزي! سأضمن هزيمته في الانتخابات التمهيدية العام المقبل، حتى لو كان هذا آخر ما أفعله في حياتي!”
وسرعان ما صعّد تهديده مضيفًا: “إذا تم تمرير هذا القانون المجنون، فسيتم إطلاق حزب أمريكا في اليوم التالي. هذا البلد بحاجة إلى بديل حقيقي عن حزب الديمقراطيين والجمهوريين، حتى يسمع الشعب صوته.”
ترامب لم يلتزم الصمت، ورد بقوة عبر منصته «Truth Social» قائلاً: “إيلون ماسك ربما تلقى إعانات مالية أكثر من أي شخص في التاريخ. وبدون هذه الإعانات، سيتعين عليه إغلاق أعماله والعودة إلى جنوب أفريقيا. لن يكون هناك مزيد من الصواريخ، أو الأقمار الصناعية، أو السيارات الكهربائية، وسنوفر بذلك ثروة هائلة!”
وأضاف ترامب مهددًا: “ربما علينا أن نوجه وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE) لإجراء تحقيق شامل في هذه الأموال. هناك أموال ضخمة يمكن توفيرها!”
ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من الخلافات المتواصلة بين ماسك وإدارة ترامب حول مشروع قانون داخلي مثير للجدل من شأنه رفع سقف الدين الأمريكي بمقدار 5 تريليونات دولار – وهو ما وصفه ماسك بـ«عبودية الديون» ودليل على أن البلاد تُدار بحزب واحد وصفه ساخرًا بـ«حزب بوركي بيغ».
اللافت أن ماسك كان قد أعلن في مايو الماضي نيته الابتعاد عن المشهد السياسي، مؤكدًا أنه أنفق ما يكفي بعد أن دعم حملة ترامب والمرشحين الجمهوريين بأكثر من 275 مليون دولار في انتخابات 2024، إلا أن مشروع القانون الحالي دفعه للعودة بقوة إلى الواجهة.
كما هدد ماسك بدعم مرشحين لمنافسة أعضاء الكونغرس الجمهوريين الذين صوتوا لصالح مشروع القانون، مؤكدًا أن الوقت قد حان لإطلاق حزب سياسي جديد يهتم بمستقبل الاقتصاد والصناعة، وليس الماضي.
البيت الأبيض من جهته دافع عن مشروع القانون، مؤكدًا أنه سيساهم في تقليص العجز وتحفيز النمو، رغم أن تقديرات مكتب الميزانية في الكونغرس تشير إلى أنه سيرفع العجز بنحو 3.3 تريليون دولار خلال العقد المقبل.
في المقابل، انتقد ماسك خفض الدعم عن قطاعات المستقبل مثل السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية، قائلاً إن المشروع يدعم “صناعات الماضي” ويضر بمستقبل أمريكا التكنولوجي.
ترامب لم يتردد في الدفاع عن موقفه المناهض لفرض استخدام السيارات الكهربائية، مشددًا على أن “السيارات الكهربائية جيدة، لكن لا يجب إجبار الجميع على امتلاكها.”
الخلاف المتفجر بين ماسك وترامب يعكس تحولًا جذريًا في العلاقة التي كانت متقاربة يومًا ما، ويفتح الباب أمام سيناريوهات سياسية جديدة، أبرزها دخول ماسك رسميًا إلى معترك تأسيس الأحزاب وخوض الانتخابات.
اقرأ ايضا:
شركة إيلون ماسك «xAI» تطلق واجهة برمجة التطبيقات «API» لنموذج «Grok 3»
وول ستريت جورنال: إيلون ماسك يعرض الاستحواذ على OpenAI بقيمة 97.4 مليار دولار
وول ستريت جورنال: إيلون ماسك يعرض الاستحواذ على OpenAI بقيمة 97.4 مليار دولار