«بنك التسويات الدولية» يحذر: العملات المستقرة «أموال زائفة» تهدد الاستقرار المالي العالمي

فينتك جيت: مصطفى عيد

أطلق «بنك التسويات الدولية» (BIS)، الذي يُعد أقوى مؤسسة مالية عالمية تخدم 63 بنكًا مركزيًا وتمثل نحو 95% من الناتج المحلي العالمي، أقسى انتقاداته حتى الآن لسوق العملات المستقرة، واصفًا إياها بأنها «أموال زائفة» تهدد الأنظمة النقدية العالمية.

وفي تقريره السنوي، حذّر البنك من أن العملات المستقرة، مثل عملة «USDT» التي تُصدرها «Tether»، لا ترقى لمعايير “المال السليم”، وتفتقر إلى ما يُعرف بـ«الوحدة النقدية الموحدة» التي تجعل العملة قابلة للتداول والقبول عالميًا بنفس القيمة.

ويأتي هذا التحذير في توقيت لافت، حيث أقرّ مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعًا ينظّم العملات المستقرة المقوّمة بالدولار، مما قد يفتح الباب أمام انتشار واسع لتلك العملات، في خطوة ترى فيها «BIS» خطرًا حقيقيًا على السيادة النقدية للدول.

وركّز التقرير على 3 مخاوف رئيسية:

• مشكلة “المال المزيف”: شبّه التقرير العملات المستقرة بالفوضى النقدية في أمريكا القرن التاسع عشر، عندما كانت البنوك تصدر أوراق نقدية خاصة بها بأسعار متفاوتة. وأكد أن العملات المستقرة تفتقر إلى الثقة والقبول العالمي المرتبط بالنقود الصادرة عن البنوك المركزية.

• نقص الشفافية في «Tether»: أشار التقرير إلى مخاوف مستمرة بشأن ما إذا كانت «Tether»، التي تستحوذ على أكثر من نصف سوق العملات المستقرة، تحتفظ فعليًا بالأصول التي تدّعي أنها تدعم بها عملتها.

• تهديد للاستقرار المالي: يرى «BIS» أن التوسع غير المنظم للعملات المستقرة قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار المالي العالمي، وخلق نظام نقدي موازي قد يُعيد العالم إلى حقبة الانهيارات البنكية الجماعية.

هذا التحذير يمثل إشارة رسمية قوية للمستثمرين وصنّاع القرار حول ضرورة التعامل بحذر مع توسع العملات المستقرة، لا سيما مع تنامي استخدامها دون رقابة صارمة أو شفافية كاملة.

اقرأ ايضا:

«مصرف الإمارات» يتعاون مع «بنك التسويات الدولية» لتطوير قدرات التمويل المفتوح عبر الحدود 

بنك «التسويات الدولية»: 71% من البنوك المركزية العالمية تستخدم «الذكاء الاصطناعي الإبداعي» للحماية من التهديدات الإلكترونية

«بنك التنمية الصناعية» يسجل 1.7 مليار جنيه أرباحا قبل المخصصات في 2024