فينتك جيت: مصطفى عيد
شهد النصف الأول من عام 2025 انتعاشًا غير مسبوق في مشهد الشركات الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث سجلت الشركات تمويلات تجاوزت 1.1 مليار دولار عبر 243 صفقة استثمارية، في قفزة تمثل نموًا بنسبة 50% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
مما يعكس تسارع الثقة بالمنظومة الريادية في المنطقة، وعودة الزخم بقوة إلى استثمارات رأس المال الجريء، خاصة في الأسواق الثلاثة الكبرى: السعودية، الإمارات، ومصر.
السعودية تتصدر
كشفت بيانات الموجز الرقمي خلال النصف الأول أن السعودية واصلت تعزيز موقعها كقائدة للمنطقة في مجال الاستثمار في الشركات الناشئة، حيث استحوذت على 49.1% من إجمالي قيمة التمويلات، بما يعادل حوالي 540 مليون دولار، من خلال 35% من إجمالي عدد الصفقات المنفذة في المنطقة.
وجاء هذا الأداء مدفوعًا بجولات تمويلية كبرى لعدد من الشركات السعودية، في مقدمتها شركة «Tabby» التي جمعت 160 مليون دولار، وشركة «iMENA» التي حصلت على 135 مليون دولار، ما يعكس تنوع واستقرار السوق السعودي من حيث عدد وجودة الصفقات.
الإمارات في المركز الثاني بـ380 مليون دولار
أما الإمارات العربية المتحدة، فواصلت حضورها القوي في المشهد، حيث استحوذت على 34.5% من قيمة التمويلات، بقيمة تقدر بنحو 379.5 مليون دولار، من خلال 31.7% من إجمالي عدد الصفقات.
وبرز من بين أبرز جولات التمويل في السوق الإماراتي شركة «Flow48»، التي جمعت 69 مليون دولار، إلى جانب شركة «AppliedAI» التي حصدت 55 مليون دولار، وهو ما يعكس اهتمام السوق المحلي والعالمي بالحلول التقنية المتقدمة التي تطرحها الشركات الإماراتية.
مصر تحافظ على ثالث أكبر حصة استثمارية
بدورها، احتفظت مصر بموقعها كثالث أكبر سوق لجذب الاستثمارات، مستحوذة على 13.5% من إجمالي التمويلات، بما يعادل نحو 148.5 مليون دولار، من خلال 15.5% من إجمالي الصفقات.
وجاءت شركة «Nawy»، المتخصصة في الحلول العقارية الرقمية، في صدارة الصفقات المصرية خلال النصف الأول بعد جمعها 52 مليون دولار، وهو ما يعكس النمو السريع لقطاع التكنولوجيا العقارية في مصر، بجانب اهتمام المستثمرين العالميين بفرص السوق المحلي.
نمو واضح في جولات ما بعد التمويل التأسيسي
تشير البيانات إلى زيادة ملحوظة في جولات ما بعد التمويل التأسيسي (Pre-Series A وSeries A)، ما يدل على انتقال عدد كبير من الشركات الناشئة في المنطقة من مرحلة إثبات الفكرة إلى مرحلة النمو والتوسع. وهذا يعزز من جاذبية المنطقة للمستثمرين الباحثين عن فرص استثمارية أقل مخاطرة وأكثر نضجًا.
المغرب ضمن المشهد
ورغم هيمنة ثلاث دول على المشهد، إلا أن المغرب نجح في تسجيل 3.3% من عدد الصفقات، وهو ما يعكس بداية نهوض المنظومة الريادية في شمال إفريقيا. ويتوقع مراقبون أن يتسارع نمو بيئة الاستثمار في المغرب خلال النصف الثاني من 2025، خاصة مع اهتمام صناديق التمويل الجريء بإفريقيا الناطقة بالفرنسية.
القطاعات الصاعدة تتصدر المشهد
بحسب بيانات الموجز الرقمي، استحوذت الشركات العاملة في مجالات التكنولوجيا المالية، الذكاء الاصطناعي، التجارة الإلكترونية، والتكنولوجيا العقارية على الحصة الأكبر من التمويلات، ما يعكس اتجاهًا واضحًا من المستثمرين نحو الشركات التي تملك نماذج أعمال قابلة للتوسع السريع وتوفر حلولًا حقيقية لمشكلات الأسواق المحلية.
اقرأ ايضا:
«بلومبرج» : الشركات الناشئة تقتحم مجال تجميد الحيوانات المنوية
«صندوق التنمية السياحي» يُطلق 3 برامج لتمكين الأفكار الرياديّة والشركات الناشئة بالسعودية
رئيس «Y Combinator» يحذر: ثقافة «تزييف النجاح» قد تقود مؤسسي الشركات الناشئة إلى السجن