بعد رفض «ميرا موراتي» لعرض المليار دولار.. أزمة داخل «ميتا» بسبب عروض التوظيف الفلكية لخبراء التكنولوجيا
فنتيك جيت: مصطفى عيد
في خضم سباقها المحموم للهيمنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، تواجه شركة «Meta» تحديات داخلية متصاعدة بسبب استراتيجية التوظيف العدوانية التي ينتهجها رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرغ. وبحسب تقرير لموقع Business Insider، فإن العروض الضخمة التي يقدمها زوكربيرغ لاستقطاب أبرز خبراء الذكاء الاصطناعي من الشركات المنافسة أثارت استياء الموظفين الحاليين داخل الشركة، وخلقت ما يشبه أزمة معنويات في فرق البحث والتطوير.
وتأتي هذه التطورات بعد محاولة فاشلة لاستقطاب ميرا موراتي، الرئيسة التقنية السابقة لشركة «OpenAI» ومؤسسة «Thinking Machines Lab»، بعرض وصل إلى مليار دولار، قبل أن ترفض الانضمام إلى «Meta». وردًا على ذلك، شنت الشركة ما وصف بـ«غارة كاملة» على شركتها الناشئة، مقدمة عروضًا مالية تتراوح بين 200 و500 مليون دولار للباحثين العاملين معها.
وبحسب شهادات موظفين في «Meta»، فإن هذه السياسة تعطي انطباعًا بأن الإدارة تعتبر فرقها الداخلية في مجال الذكاء الاصطناعي قد أخفقت، إذ قال أحدهم: «الأمر يبدو كما لو أن زوكربيرغ يخبر موظفي GenAI أنهم فشلوا». من جانب آخر، علق مسؤول تنفيذي في شركة منافسة بأن موظفي الذكاء الاصطناعي في «Meta» لم يستوفوا معايير التوظيف العالية، مضيفًا: «Meta أشبه بفريق واشنطن كوماندرز في عالم التقنية؛ تدفع مبالغ ضخمة مقابل مواهب متوسطة، ما يخلق انطباعًا مضللًا لدى العامة بأنهم الأفضل لمجرد رواتبهم المرتفعة».
رهان بمليارات الدولارات على «الذكاء الفائق»
زوكربيرغ خصص أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي العام (AGI)، عبر الاستثمار في الرقائق المخصصة، ومراكز البيانات، وأساطيل الحوسبة التي ستضم نحو 600 ألف وحدة معالجة رسومية (GPU). ورغم هذه الاستثمارات، ما تزال نماذج «Meta» مثل Llama 4 متأخرة عن منافسين مثل GPT-5 من «OpenAI» وClaude 3.5 من «Anthropic».
لكن الشركة تمكنت بالفعل من استقطاب أسماء بارزة من السوق، مثل شينغجيا تشاو، أحد مبتكري «ChatGPT»، وألكسندر وانغ مؤسس «Scale AI».
استراتيجية مثيرة للجدل
زوكربيرغ دافع عن استراتيجيته، مؤكدًا أن الإنفاق الضخم على المواهب لا يشكل سوى جزء صغير من استثمارات «Meta» الواسعة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. كما شدد على أن فريقًا صغيرًا وموهوبًا يعد الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق اختراق علمي، قائلاً: «في الواقع، أنت تريد أصغر مجموعة ممكنة من الأشخاص القادرين على استيعاب المشروع بالكامل في عقولهم».
غير أن هذه المقاربة خلقت انقسامًا داخل الشركة، إذ يرى موظفون قدامى في أقسام الذكاء الاصطناعي أن مشاريعهم فقدت الزخم، وأن دورهم أصبح هامشيًا مع دفع الموارد نحو ما يشبه «مشروع مانهاتن» للذكاء الاصطناعي.
اقرأ ايضا:
«ميرا موراتي» ترفض عرض «مارك زوكربيرج» بمليار دولار للانضمام لمختبر «ميتا» للذكاء الخارق
شخص آخر رفض عرض المليار دولار من «مارك زوكربيرج»..هذه المرة كانت سيدة الذكاء الاصطناعي في العالم