فنتيك جيت: مصطفى عيد
تعمل الصين على تعزيز استخدام اليوان الرقمي (e-CNY) كجزء من استراتيجية أوسع لتوسيع نفوذها المالي عالميًا ومواجهة الهيمنة الطويلة الأمد للدولار الأميركي في التجارة والتمويل الدوليين.
وبحسب وكالة أسوشيتد برس، فإنه رغم مكانة الصين كثاني أكبر اقتصاد في العالم، لا تزال أمامها عقبات ثقيلة تعرقل تدويل اليوان، أبرزها القيود الصارمة على دخول الأسواق المالية الصينية ومحدودية قابلية تحويل العملة بحرية. لكن ذلك لم يمنع بكين من التفكير في خطوات جريئة، إذ يناقش خبراؤها إطلاق عملة مستقرة مرتبطة باليوان، خاصة أن هونغ كونغ تمتلك بالفعل قواعد تنظيمية مهيأة لهذا النوع من الأصول.
خطة شاملة
التقارير الأخيرة كشفت أن مجلس الدولة الصيني يضع خطة شاملة لدفع اليوان نحو العالمية، قد تشمل إصدار عملة مستقرة مدعومة رسميًا، بينما يلتزم البنك المركزي الصيني الصمت تجاه هذه الأنباء. وفي الوقت الذي تتحرك فيه بكين بحذر، تتسارع الخطوات على الجانب الآخر من المحيط، حيث وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي قانونًا جديدًا ينظم العملات المستقرة بالدولار، في إشارة واضحة إلى احتدام المنافسة بين القوتين الاقتصاديتين على قيادة المشهد المالي الرقمي.
الصين واليوان الرقمي
الصين، التي دشنت تجربتها مع اليوان الرقمي عام 2019 بمشاركة شركات كبرى مثل ماكدونالدز، حققت بالفعل انتشارًا محليًا واسعًا. فقد اعتمدت بعض المدن دفع رواتب موظفيها الحكوميين عبر العملة الرقمية، وسجّلت التعاملات بها حتى يوليو 2024 ما يقارب 7.3 تريليون يوان، وهو رقم يعكس استعدادها للتحول من مرحلة الاختبار إلى الاستخدام الفعلي واسع النطاق.
وبينما تواصل بكين حظر التعامل بالعملات المشفرة الخاصة مثل بتكوين، فإنها تفتح الطريق أمام عملتها الرقمية الرسمية لتصبح وسيلة دفع معترفًا بها ومدعومة بالكامل من الدولة، في مزيج يجمع بين الانفتاح التكنولوجي والسيطرة المحكمة على النظام المالي. خطوة تمهّد لمواجهة شرسة مع الدولار في معركة قد تعيد تشكيل مستقبل المال العالمي.
اقرأ ايضا:
بعد شكوك بكين..«إنفيديا» تطور شريحة ذكاء اصطناعي جديدة من أجل الصين
الحكومة تحظر استيراد السيارات الكهربائية الصينية.. بداية من سبتمبر المقبل
شركة «Keeta» الصينية لتوصيل الطلبات تطلق خدماتها رسمياً في قطر
الصين تُجبر مراكز البيانات على الاعتماد على شرائح الذكاء الاصطناعي المحلية