افتتحت الأسواق تداولاتها لهذا الأسبوع بنبرة قوية، خصوصًا في تداولات الذهب، الذي واصل تسجيل مكاسب ملحوظة مدفوعًا بتوقعات الأسواق حيال توجهات السياسة النقدية الأمريكية.
فقد ارتفعت أسعار الذهب لتصل إلى مستويات 3612 دولارًا للأونصة، بدعم من التوقعات المتزايدة على قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة. ورغم أن الأسواق تسعر احتمالية خفض بمقدار 50 نقطة أساس بنسبة 10% فقط، وهي نسبة لا تزال منخفضة، إلا أن تبني بنك ستاندرد تشارترد لهذا السيناريو ساهم في تعزيز شهية المستثمرين تجاه الذهب كملاذ آمن، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.
أسواق الطاقة
أما على صعيد أسواق الطاقة، فقد شهدت أسعار النفط ارتفاعًا مفاجئًا رغم قرار منظمة أوبك+ خلال اجتماعها يوم الأحد الماضي بزيادة الإنتاج اعتبارًا من شهر أكتوبر المقبل بمقدار 137 ألف برميل يوميًا. وعكست ردة فعل السوق تفاؤلًا نسبيًا، حيث اعتُبرت هذه الزيادة الطفيفة (بالمقارنة مع الزيادات السابقة) إشارة ضمنية على اعتراف المنظمة بتراجع محتمل في الطلب العالمي على النفط خلال الأشهر المقبلة. وكنتيجة مباشرة لذلك، سجل خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى مستويات 63.50 دولارًا للبرميل.
احتمال ارتفاع المؤشر العام للتضخم
وفي سياق البيانات الاقتصادية المنتظرة، تترقب الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم الأمريكية الخاصة بمؤشر أسعار المستهلكين لشهر أغسطس. وتشير التوقعات إلى احتمال ارتفاع المؤشر العام للتضخم إلى مستوى 2.9%، في حين لم تصدر بعد تقديرات رسمية للمؤشر الأساسي. وفي حال تأكدت هذه التوقعات أو جاءت القراءة أعلى من المتوقع، فإن ذلك سيضع الاحتياطي الفيدرالي أمام معضلة حقيقية؛ فبينما يسعى لدعم الاقتصاد وسوق العمل الذي يظهر علامات تباطؤ، سيُضطر لمواجهة ضغوط التضخم المتزايد، مما قد يقلص فرص خفض الفائدة بأكثر من 25 نقطة أساس خلال اجتماع الأسبوع المقبل. أما الاجتماعات التالية، فستظل مرهونة بمسار البيانات الاقتصادية القادمة.
يشير الأداء الحالي للأسواق إلى حالة من الترقب والحذر، مدفوعة بالتقلبات في توقعات السياسة النقدية، والتحركات الاستراتيجية لأوبك+، والتحديات المرتقبة في ملف التضخم الأمريكي. الذهب يواصل استفادته من توقعات خفض الفائدة، بينما النفط يسلك مسارًا صعوديًا على خلفية تباطؤ في زيادات أوبك+ في الإنتاج. ومع اقتراب موعد صدور بيانات التضخم واجتماع الفيدرالي، سيبقى التركيز منصبًا على كيفية موازنة صناع القرار بين دعم النمو واحتواء التضخم، وهو ما سيحدد اتجاه الأسواق خلال الربع الأخير من هذا العام.
بقلم مهند ياقوت، كبير محللي الأسواق بالشرق الأوسط لدى Scope Markets
اقرأ ايضا:
«فوري» تستعد لاطلاق صناديق للاستثمار في البورصة والذهب قبل نهاية مارس 2025
تبعات قرار رفع الفائدة الأمريكية..الدولار والأسهم ينخفضان والذهب يرتفع