رئيس البورصة المصرية: 10 شركات انتقلت من سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى السوق الرئيسي للشركات الكبرى
فينتك جيت:ريهام علي
أكد الدكتور إسلام عزام، رئيس البورصة المصرية، أن سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة يمثل منصة رئيسية لدعم الشركات الناشئة والمتوسطة، موضحًا أن هذا السوق يوفر فرصة حقيقية لتعزيز رؤوس الأموال وتنويع مصادر التمويل وجذب المزيد من المستثمرين.
وأشار عزام، اليوم خلال احتفال بدء تداول أسهم شركة “فيركيم مصر للأسمدة والكيماويات” بالسوق الرئيسي، إلى أن السوق يتيح للشركات إمكانية طرح أسهم أو سندات بما يدعم قدرتها على التوسع وتنفيذ خططها الاستثمارية، مشددًا على أن البورصة تعمل على تأهيل هذه الشركات للانتقال التدريجي إلى السوق الرئيسي.
وأوضح أن الفترة الماضية شهدت انتقال 10 شركات من سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة إلى السوق الرئيسي الذي يضم الشركات الكبرى التي يزيد رأس مالها عن 100 مليون جنيه، معتبرًا ذلك انعكاسًا لدور المنصة كجسر لنمو الشركات.
وأضاف أن شركتين جديدتين انضمتا خلال العام الحالي إلى السوق الرئيسي، من بينها الشركة التي بدأت تداولها اليوم، وهي من الكيانات المتميزة التي نتوقع لها المزيد من النجاحات.”
ولفت رئيس البورصة إلى أن الاستراتيجية المستقبلية تهدف إلى أن تبدأ الشركات مسيرتها من خلال سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ثم تتدرج بالانتقال إلى السوق الرئيسي، قبل التوسع خارجيًا عبر طرح شهادات إيداع دولية (GDRs) في بورصة لندن، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستسهم في دمج الشركات المصرية في الأسواق العالمية وتعزيز ثقة المستثمرين الدوليين بها، بما يفتح الباب أمام جذب استثمارات أجنبية جديدة لمصر.
من جانبه، أكد الدكتور شريف الجبلي، رئيس مجلس إدارة مجموعة بولي سيرف للأسمدة والكيماويات، أن المجموعة تُعد من أقدم الشركات المصرية والإفريقية العاملة في مجال صناعة الأسمدة الفوسفاتية، حيث بدأ نشاطها منذ عام 1947، وهو ما منحها خبرة تراكمية طويلة في هذا القطاع الاستراتيجي المرتبط بالأمن الغذائي والتنمية الزراعية.
وأوضح أن المجموعة استطاعت عبر مسيرتها أن تحتل مكانة متميزة بين كبريات شركات الأسمدة، حيث يُعتبر أحد مصانعها من أكبر مصانع إنتاج الأسمدة الفوسفاتية على مستوى العالم.
وأشار إلى أن المجموعة تلعب دورًا رئيسيًا ليس فقط في السوق المحلي بل أيضًا في الأسواق الإفريقية، من خلال دورها البارز في إنتاج وتجارة وتصدير الأسمدة الفوسفاتية عبر المنصة الإفريقية للتجارة.
ولفت الجبلي إلى أن المجموعة ساهمت على مدار عقود في تدعيم مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعة وتصدير الأسمدة، بما يعزز قدراتها التنافسية ويدعم الاقتصاد الوطني عبر الصادرات الصناعية، مشيرًا إلى أن لديها مشروعات توسعية مهمة سيتم الإعلان عنها خلال الأشهر المقبلة، تمتد إلى مجالات صناعية أخرى مرتبطة بقطاع الكيماويات والأسمدة.
وأضاف أن نصف إنتاج الشركة يُخصص للسوق المحلي بما يلبي الطلب المتزايد على الأسمدة الفوسفاتية والمركبة لدعم النشاط الزراعي، بينما يُوجه النصف الآخر للتصدير الخارجي، ما يعزز قدرة مصر على المنافسة عالميًا ويزيد من حصيلة الصادرات.
وكشف الجبلي عن خطط الشركة لإطلاق مشروعين كبيرين في قطاع الأسمدة تشملان التوسع في إنتاج الأسمدة الفوسفاتية والعضوية ومنتجات جديدة، بما يرفع الطاقة الإنتاجية من 1.4 مليون طن إلى نحو 3 ملايين طن سنويًا.
من جهته، قال المهندس عبد السلام الجبلي، نائب رئيس شركة بولي سيرف، إن بداية “فيركيم مصر” تعود إلى عام 2001 من خلال مصنع بمدينة السادات لإنتاج الأسمدة المتخصصة، ثم توسعت لتشمل مختلف أنواع الأسمدة الفوسفاتية، مستفيدة من خبرات المجموعة الأم.
وأوضح أن المجموعة تضم شركات رئيسية مثل أبو زعبل للأسمدة وأسوان للأسمدة وشركة تركين، ما شكل قاعدة إنتاجية قوية عززت مكانتها في السوقين المحلي والإقليمي.
وأشار إلى أن النجاح في القيد بالسوق الرئيسي لم يكن ليتحقق دون الدعم الكبير من وزارة الصناعة والهيئة العامة للرقابة المالية والبورصة المصرية وهيئة الاستثمار، إلى جانب جهود وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المهندس حسن الخطيب، مؤكدًا أن التعاون مع هذه الجهات على مدار عامين كان حاسمًا في استكمال إجراءات القيد.
وأكد نائب رئيس الشركة أن رأسمال “فيركيم مصر” يبلغ 400 مليون جنيه، وأن القيد في السوق الرئيسي يعكس ثقة المستثمرين منذ أول يوم تداول، موضحًا أن هذه الخطوة تستهدف توسيع قاعدة الملكية وجذب استثمارات جديدة وتوفير التمويل اللازم للتوسعات المستقبلية، فضلًا عن تعزيز مبادئ الشفافية والحوكمة بما يتماشى مع متطلبات السوق.
وكشف عن خطط استثمارية طموحة تشمل إنشاء مجمع صناعي كيماوي متكامل يعتمد بشكل رئيسي على الخامات المصرية وخاصة خام الفوسفات، لإنتاج حامض الكبريتيك وحامض الفوسفوريك كأساس لصناعة الأسمدة الفوسفاتية.
وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع ستُنفذ باستثمارات بين 400 و500 مليون دولار على مساحة تصل إلى 500 ألف متر مربع، بطاقة إنتاجية تبلغ نحو 300 ألف طن من حامض الفوسفوريك سنويًا، عبر هيكل تمويلي متنوع يشمل التمويل الذاتي والشراكات التمويلية.
وأشار إلى أن الشركة لا تزال تدرس المواقع المناسبة لإقامة المشروع، حيث يتم المفاضلة بين عدة مناطق استراتيجية منها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس ونجع حمادي وسفاجا والمثلث الذهبي، موضحًا أن جميع هذه المواقع قادرة على استيعاب المشروع الضخم بما يتماشى مع خطة الدولة لزيادة القيمة المضافة من الخامات الطبيعية وتحويلها إلى منتجات صناعية قابلة للتصدير.