«إن سكيل» الشريك البريطاني لـ«إنفيديا» من شركة مجهولة إلى ريادة الذكاء الاصطناعي

فينتك جيت: مصطفى عيد

انبثقت «إن سكيل» رسميًا في مايو 2024 كفرع عن شركة «آركون إنرجي» المتخصّصة سابقًا في بنية تعدين العملات المشفرة، ومنذ ذلك الحين تسارعت تحركاتها في سوق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، جمعت الشركة تمويلًا مبدئيًا لتمويل خططها التوسعية، ما أكسبها قدرة على التفاوض مع لاعبين كبار في السوق.


استثمار ضخم من «إنفيديا» يدفع النمو

أعلنت «إنفيديا» التزام استثماري كبير في «إن سكيل»، حيث بلغت قيمة المساهمة حوالي 500 مليون جنيه إسترليني (نحو 683 مليون دولار)، وذلك كجزء من رسم خارطة بنية تحتية بريطانية يُتوقع أن تصل استثماراتها إلى مستويات كبيرة على مدار السنوات المقبلة. وبالتالي، أصبح لدى «إن سكيل» قدرة أكبر على تأمين وحدات معالجة الرسوم (GPUs) ومواقع تشغيل جديدة.


شراكات استراتيجية: «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» على الخريطة

بالإضافة إلى ذلك، دخلت «إن سكيل» في شراكات مهمة مع جهات دولية. فقد انخرطت ضمن مشروع «Stargate» الخاص بـ«أوبن إيه آي» في أوروبا، كما أبرمت اتفاقيات لتوفير طاقة حوسبة كبيرة لصالح عملاء كبرى، بينها صفقة ضخمة مع «مايكروسوفت» لتأجير سعات حوسبة في النرويج بقيمة تُقدَّر بحوالي 6.2 مليار دولار على مدى سنوات العقد. لذلك، تلعب «إن سكيل» الآن دورًا محورياً في إمداد القارات بسعات GPU قابلة للتشغيل المحلي والسيادي.


«إن سكيل» والجانب التقني: بنية تحتية موجهة للـ AI

تركّز «إن سكيل» على مراكز بيانات مُهيّأة خصيصًا لأحمال الذكاء الاصطناعي كثيفة البيانات. ولذلك، يواجه الفريق تحديات لوجستية مثل تأمين أراضٍ، وصفقات كهرباء مستدامة، وسلاسل توريد لوحدات معالجة الرسوم. ومن ثم، يتطلب تشغيل هذه البنى استبدالًا دوريًا للمعدات وتمويلًا مستمرًا لاتباع أحدث الأجيال من الشرائح.


التمويل وخطط التوسع المستمرة

في ديسمبر 2024، أعلنت «إن سكيل» جولة تمويل Series A بقيمة 155 مليون دولار بقيادة «Sandton Capital Partners»، وبذلك عزّزت خزائنها لبدء تنفيذ مشاريع ميدانية. بالإضافة إلى ذلك، تسعى الشركة لجولات تمويل أكبر — وقد ظهرت تقارير عن أهداف تمويلية تصل إلى نحو 2.7 مليار دولار بدعم محتمل من شركاء إقليميين ودوليين. وبالتالي، فإن مسار التمويل سيحدد سرعة التوسع والقدرة على تلبية طلبات العملاء الكبيرة.


الفرص والمخاطر أمام «إن سكيل»

من جهة، تفتح الشراكات مع «إنفيديا» و«أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» أبوابًا لتوسعات سريعة وفرص سوقية كبرى. ومن جهة أخرى، تفرض هذه الالتزامات عبئًا تنفيذياً وماليًا كبيرًا. لذلك، يجب مراقبة قدرة الشركة على تأمين مصادر طاقة مستدامة، وسلاسل توريد شرائح «إنفيديا»، وإدارة التوسعات التشغيلية دون تنازلات في الأمن أو الامتثال المحلي.


خاتمة: ما الذي يجب متابعته الآن؟

أولاً، راقب تنفيذ استثمار «إنفيديا» وعدد وحدات GPU التي سيتم نشرها فعليًا خلال 2025–2026. ثانياً، تابع بنية الصفقات مع «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» ومعرفة ما إذا تحولت التعهدات إلى عقود تشغيل فعلية. وأخيرًا، راقب جولات التمويل الجديدة وهيكلة الملكية، لأن ذلك سيحدد ما إذا ستتحول «إن سكيل» من لاعب ناشئ إلى لاعب بنيوي في سوق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي بأوروبا.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:

أسهم «Intel» تقفز 30% بعد استثمار تاريخي من «إنفيديا» بقيمة 5 مليارات دولار

«هواوي» تتحدى «إنفيديا» بتقنية جديدة لرقائق الذكاء الاصطناعي