«مجموعة عابدين للاستشارات» : «الذكاء الاصطناعي» محرك رئيسي للتحول المؤسسي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا

فنتيك جيت: مصطفى عيد

كشف تقرير حديث صادر عن مجموعة «ACG» (Abdin’s Consultancy Group) أن الذكاء الاصطناعي أصبح محركًا رئيسيًا للتحول الاقتصادي والخدمات العامة والابتكار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع توقع مساهمته بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدول مثل الإمارات والسعودية بحلول 2030.

وقال التقرير إنه من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي (AI) دورًا تحويليًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (MENA)، من خلال إعادة تشكيل الاقتصادات والخدمات العامة ونظم الابتكار. أظهرت حكومات المنطقة التزامًا سياسيًا قويًا تجاه الذكاء الاصطناعي، حيث قامت أكثر من 10 دول في المنطقة حتى عام 2024 بوضع استراتيجيات وطنية أو أطر تنظيمية للذكاء الاصطناعي. هذا الزخم المتنامي يعكس تحوّلًا إقليميًا نحو التحول المدعوم بالذكاء الاصطناعي.

تحديات أمام التوسع

ومع ذلك، رغم تزايد المبادرات الاستراتيجية والاستثمارات، تواجه المنطقة تحديات هيكلية تعيق اعتماد الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول على نطاق واسع. غالبًا ما تكافح المؤسسات العامة مع البنية التحتية القديمة، ونظم البيانات المجزأة، ونقص آليات السياسات والمشتريات المرنة، مما يبطئ تنفيذ المشاريع. في القطاع الخاص، بينما تعتبر التجارب أكثر شيوعًا، هناك فجوة في استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسات، وحوكمة البيانات الناضجة، والوصول إلى الكفاءات المؤهلة.

وأوضح التقرير أن العديد من المؤسسات العامة والخاصة تحتاج الي رفع كفاءاتها من القدرة القيادية والتشغيلية لتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي خارج مراحل التجريب.

علاوة على ذلك، فإن اعتماد الذكاء الاصطناعي متفاوت في المنطقة؛ حيث تحتل دول الخليج مثل الإمارات والسعودية المرتبتين 32 و44 على التوالي في مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي لعام 2024، في حين تقع عدة دول في شمال إفريقيا وبلاد الشام أدنى بكثير من المتوسط العالمي، مما يعكس تفاوتات في القدرة المؤسسية والبنية التحتية الرقمية التي قد تعمّق الفجوة الرقمية الإقليمية.

يقدم التقرير، الذي أعدته مجموعة «ACG»، خارطة طريق واضحة قائمة على البيانات لمساعدة أصحاب المصلحة الإقليميين على سد هذه الفجوات والانتقال من الطموح إلى التنفيذ.

كما يقدم رؤية تشخيصية لجاهزية الذكاء الاصطناعي عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على الأطر القانونية، ونضج القيادة، والبنية التحتية التقنية، والقدرات المؤسسية، لتحديد الوضع الحالي، والعقبات، والإجراءات المطلوبة لتحقيق الاستفادة الكاملة من الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة وشاملة وإقليمية.

ويتضمن التقرير مجموعة من التوصيات العملية المستقبلية، التي تركز على تعزيز محو الأمية الرقمية وتطوير المهارات على جميع المستويات، وتوفير الحوافز والتمويل المستهدف لتشجيع التجريب واعتماد الذكاء الاصطناعي، وبناء أطر حوكمة واضحة لتوجيه استخدامه الأخلاقي والمسؤول.

كما يشدد على أهمية تعزيز القدرات التنفيذية والقيادية لضمان دمج الذكاء الاصطناعي استراتيجيًا عبر المؤسسات.

تأسست مجموعة «ACG» (Abdin’s Consultancy Group) على يد مروان عابدين، وهي قوة رائدة في التحول المؤسسي وتطوير القيادة والابتكار المعتمد على الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويقع مقرها في مصر.

يُعرف عابدين كخبير استراتيجي في الذكاء الاصطناعي وسلطة إقليمية في التحول القيادي، ويملك خبرة تتجاوز 18 عامًا في الاستشارات والتدريب، حيث قاد برامج تنفيذية في جميع أنحاء المنطقة لدعم الحكومات والمؤسسات في دمج الذكاء الاصطناعي والابتكار والممارسات القيادية المستدامة.

تعتمد «ACG» على فلسفة مستقبلية لتمكين المؤسسات من تلبية متطلبات العصر الرقمي بمرونة ومسؤولية أخلاقية ووضوح استراتيجي، ويشمل عملاؤها الحكومات الوطنية والمؤسسات الخاصة والشركات الناشئة، بما في ذلك وزارات مثل وزارة التعليم العالي ووزارة الكهرباء، و«GIZ» والجهات التابعة للاتحاد الأوروبي، والعديد من المؤسسات العامة والخاصة الأخرى في المنطقة.

يتماشى عمل «ACG» مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، خاصة الهدف الرابع (تعليم نوعي)، والهدف التاسع (الصناعة والابتكار والبنية التحتية)، والهدف السادس عشر (السلام والعدالة والمؤسسات القوية)، مع التركيز على تطوير القيادة المسؤولة ودمج الابتكار الأخلاقي والحكومة الرقمية في استراتيجيات المؤسسات.

ومع حضورها التحويلي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، رسخت مجموعة «ACG» مكانتها كقائد إقليمي في نشر محو الأمية الرقمية للذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والابتكار القيادي، عبر القطاعين العام والخاص والأكاديمي، حيث تعاونت مع أكثر من 100 مؤسسة من الشركات متعددة الجنسيات والمؤسسات العائلية إلى الهيئات العامة والمنظمات المدنية، مما مكنهم من التكيف مع عصر الذكاء الاصطناعي بثقة وكفاءة.

وتركز مهمة «ACG» على تعزيز محو الأمية بالذكاء الاصطناعي كمهارة قيادية أساسية، مع إدماج فهم الذكاء الاصطناعي في ثقافة المؤسسات من خلال برامج تنفيذية نموذجية مثل «أكاديمية الذكاء الاصطناعي للمؤسسات» و«برنامج قادة المستقبل في الذكاء الاصطناعي»، لتخريج قادة تقنيين قادرين على تحويل فرص الذكاء الاصطناعي إلى أعمال استراتيجية.

وفي القطاع العام، تدعم «ACG» برامج الذكاء الاصطناعي الوطنية عبر تمكين الوزارات والغرف التجارية والهيئات الحكومية من برامج بناء القدرات المصممة خصيصًا، مع دمج مبادئ الذكاء الاصطناعي في تصميم السياسات، والخدمات، والحكم المؤسسي.

أما في القطاع الأكاديمي، فقد أنشأت شراكات مع أكثر من 10 جامعات ومؤسسات تعليمية في المنطقة، حيث دربت أكثر من 50,000 طالب ومهندس ومعلم، مع أكثر من 20,000 ساعة تدريب وتوجيه شخصي.

الواقع الحالي للذكاء الاصطناعي في المنطقة

تشير التقديرات إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح ركيزة أساسية للتحول الاقتصادي في المنطقة. ومن المتوقع أن يسهم بنسبة تفوق 13% من الناتج المحلي الإجمالي لكل من الإمارات والسعودية بحلول عام 2030، بينما ستستفيد دول أخرى مثل مصر والدول الخليجية الصغيرة بنسب أقل، في تحول إقليمي أوسع نحو الذكاء الاصطناعي.

ارتفع الإنفاق على أنظمة الذكاء الاصطناعي والمعرفة في الشرق الأوسط وأفريقيا من 37.5 مليون دولار في 2017 إلى أكثر من 100 مليون دولار بحلول 2021، بمعدل نمو سنوي مركب 32%. ومن المتوقع أن يتجاوز تأثير الذكاء الاصطناعي مجرد النمو الاقتصادي، مع دوره المركزي في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم واللوجستيات والطاقة والمالية، شريطة الاستثمار في المهارات، والأطر التنظيمية، والمعايير الأخلاقية، والتعاون عبر الحدود.

الإمارات والسعودية

تتصدر الإمارات والسعودية مؤشر جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، فيما تتحسن جاهزية مصر وتونس تدريجيًا، بينما تواجه دول مثل اليمن وسوريا وليبيا قيودًا كبيرة بسبب عدم الاستقرار السياسي وضعف البنية التحتية الرقمية.

القطاع الخاص

أما القطاع الخاص، فقد بدأ يُدرك الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، حيث بدأت الشركات الكبرى في تطوير حلول مخصصة وتهيئة البنية التحتية والبيانات، في حين تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة تحديات تمويلية وبنية تحتية رقمية قديمة ونقص الكفاءات.

من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في الناتج الاقتصادي للقطاعات الصناعية بحلول 2030، بما في ذلك البناء والتصنيع والطاقة والخدمات العامة والصحة والتعليم والخدمات المالية والتجزئة والنقل والتكنولوجيا والإعلام. كما يساهم في تعزيز الكفاءة، وتحسين التسويق والتحليلات، وأتمتة العمليات، وتطوير المنتجات.

توصيات استراتيجية وخارطة الطريق

محو الأمية وتطوير المهارات: تضمين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وأخلاقيات البيانات في المناهج التعليمية، مع برامج تدريبية عامة وخاصة لتعزيز مهارات المواطنين والموظفين والمعلمين ورواد الأعمال.

الحوافز لاعتماد الابتكار: تقديم حوافز مالية وتنظيمية، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية للبحث والتطوير، ومنح الابتكار، وإنشاء مناطق تجريبية آمنة للذكاء الاصطناعي، ودعم صناديق رأس المال المغامر الوطنية وبرامج المسرّعات.

حوكمة الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته: وضع أطر حوكمة قابلة للتنفيذ معايير للشفافية والمساءلة والأخلاقيات، بما يتوافق مع المبادئ العالمية مثل مبادئ منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (OECD) وتوصيات اليونسكو لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

بناء القدرات القيادية والتنفيذية: إنشاء أكاديميات وطنية للذكاء الاصطناعي وبرامج تعليمية تنفيذية لصناع القرار والمسؤولين الحكوميين، مع التركيز على الجوانب التشغيلية والأخلاقية والاقتصادية للذكاء الاصطناعي، لا سيما الذكاء الاصطناعي التوليدي.

البنية التحتية للبيانات وسياسات السيادة: تطوير مراكز بيانات وطنية وبنية تحتية سحابية ومنصات بيانات مفتوحة، مع سياسات لحماية البيانات الحساسة وتمكين التعاون عبر الحدود.

مراكز الابتكار الإقليمي للذكاء الاصطناعي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة: الاستثمار المشترك في مراكز ابتكار إقليمية تركز على حلول الذكاء الاصطناعي المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة، لتكون منصات تعاون بين الشركات الناشئة والباحثين والهيئات الحكومية.

آليات المراقبة والتقييم: اعتماد نظم وطنية لرصد وتقييم الأداء لتتبع تقدم تطبيق الذكاء الاصطناعي، وتحسين كفاءة القطاع العام، والتحول الوظيفي، وقياس الشمولية، بما في ذلك المساواة بين الجنسين في فرص العمل والتدريب على الذكاء الاصطناعي.

اقرا ايضا:

«إم جي إكس» الإماراتية تعتمد مشاريع استثمارية في الذكاء الاصطناعي أبرزها استثمار إضافي في «OpenAI»

«ميتا» تطلق خدمة «Vibes» لإنشاء مقاطع الفيديو بالذكاء الاصطناعي

شركة «Telegraph Ventures» تطلق صندوقاً بـ35 مليون دولار لدعم شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة في كندا

«أندرو شيفر» منظم «DevOpsDays»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل القرارات المؤسسية بسرعة غير مسبوقة