رواد أعمال أفارقة: الاقتصاد الرقمي الأفريقي يساهم بأكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة في 2025
فنتيك جيت: أميرة أحمد
دعا قادة ورواد أعمال أفارقة في ندوة عقدت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك إلى تعزيز التقنيات الرقمية للنمو الاقتصادي وتحسين الخدمات العامة، مع التركيز على حوكمة البيانات والشراكات بين القطاعين العام والخاص، لضمان بناء مستقبل أفريقيا الرقمي بشكل تعاوني ومستدام.
ويشهد الاقتصاد الرقمي في أفريقيا زخمًا غير مسبوق، ومن المتوقع أن يساهم بأكثر من 5% من الناتج المحلي الإجمالي للقارة بحلول نهاية عام 2025، ومع وجود أكثر من 60% من سكانها دون سن 25 عامًا، وتزايد انتشار الإنترنت، فإن القارة على أهبة الاستعداد لتجاوز تحديات التنمية التقليدية من خلال الابتكارات في مجال الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول، والتكنولوجيا الزراعية، والتكنولوجيا الصحية.
وعقد الحدث بعنوان “نحو أفريقيا الرقمية: إلهام العمل.. تسريع النمو.. تسريع الأثر” في منصة “ناسداك ماركت سايت” – الجهة التسويقية التجارية لبورصة ناسداك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام 2025 في نيويورك.
وفي كلمتها أمام التجمع، أشادت نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي سلمى مليكة حدادي بندوة قادة أفريقيا إلى الأمام، بقيادة السيدة هانا أووكو، مشيرة إلى أن العالم يقف عند مفترق طرق مصير أفريقيا الرقمي، مضيفة أن استراتيجية الاتحاد الأفريقي للتحول الرقمي لأفريقيا (2020-2030) تساعد في جعل هذا التحول حقيقة واقعة.
وأشارت السفيرة مليكة إلى أنه “بحلول عام 2030، نهدف إلى إنشاء سوق رقمية أفريقية موحدة تعمل على تحسين حياة شعوبنا، وتسريع التكامل الإقليمي، وضمان ألا تكون أفريقيا مجرد مستهلك للتقنيات الرقمية، بل أيضًا مبدعة ومبتكرة في الفضاء الرقمي العالمي”.
كما أقرت مسؤولة الاتحاد الأفريقي بوجود تحدٍ بالغ الأهمية؛ هو تجزئة الأطر والسياسات والمعايير في جميع أنحاء القارة، لافتة أن هذا التشرذم يخلق حواجز بدلًا من جسور، مما يحد من التعاون عبر الحدود ويمنع الشركات من تحقيق كامل إمكانات السوق الرقمية في أفريقيا.
وأكدت نائبة الرئيس أن “مفوضية الاتحاد الأفريقي تتصدى لهذا التحدي من خلال تطوير بنية أساسية شاملة تُنسّق نهجنا القاري”.
من جهتها؛ قالت هانا أووكو المؤسسة والمديرة التنفيذية لمنتدى قادة “إلى الأمام أفريقيا”، والتي أدلت بكلمة موجزة لبدء الحوار رسميًا إن “إلى الأمام أفريقيا” ليست مجرد ندوة، بل هي حركة مُكرسة للنهوض بالنظام البيئي الرقمي في أفريقيا من خلال شراكات استراتيجية واستثمارات جريئة وابتكار شامل.
وتابعت “هدفنا هو حشد رأس المال، وتعزيز التعاون عبر الحدود، وعرض حلول محلية تُحفّز النمو من لاجوس إلى نيروبي، ومن أكرا إلى كيب تاون، حيث يأتي اجتماعنا في الوقت المناسب تمامًا.”
وأكد سمائلة زبيرو الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة التمويل الأفريقية (AFC)، لدى انضمامه إلى أصوات المشاركين الآخرين ضرورة نجاح أفريقيا في بناء اقتصاد رقمي نابض بالحياة.
وأضاف: “الاقتصاد الرقمي ليس اختياريًا بالنسبة لأفريقيا، بل هو أمر حيوي، إنه العمود الفقري الذي سيسمح لرواد الأعمال لدينا بالابتكار، ولشركاتنا بالتنافس، ولشبابنا بخلق فرص عمل الغد”.
وأوضح أيضًا أنه في مؤسسة التمويل الأفريقية، لمس هذه الإمكانات بشكل مباشر عندما دعمت المؤسسة مشروع MainOne للنطاق العريض، واليوم، تُشغّل شركة مين وان الخدمات المالية، والتجارة الإلكترونية، والتعليم، والصناعات الإبداعية في جميع أنحاء المنطقة، حيث استحوذت عليها شركة إكوينيكس، إحدى الشركات الرائدة عالميًا في مجال البنية التحتية الرقمية، وهو ما يُثبت قدرة أفريقيا على بناء أصول عالمية المستوى – أصول تجذب رأس المال العالمي وتُهيئ الفرص على نطاق واسع، مضيفا “إذا تحركنا بسرعة، فلن تكتف أفريقيا باستهلاك التكنولوجيا فحسب، بل ستُنتجها وتُصدّرها، وتُشكّل سلاسل القيمة العالمية للمستقبل”.
ومن جهته؛ بدأ أليكس أباو دادي الرئيس التنفيذي لمجموعة كي جي إل والرئيس السابق لمجلس إدارة مركز غانا لترويج الاستثمار كلمته الرئيسية بطرح تحدٍّ جريء؛ قائلاً “التحدي الذي يواجهنا ليس في إمكانية التغيير، بل في مدى سرعته وشموليته .. أعتقد أن الحل يكمن في قوة الشراكات – شراكات حقيقية واستراتيجية بين القطاعين العام والخاص توحد الابتكار ورأس المال والقدرة على التنفيذ.”