فينتك جيت: محمد بدوي
اختتمت مملكة البحرين أعمال منتدى مستقبل التكنولوجيا المالية «Fintech Forward 2025»، الذي نظمه مجلس التنمية الاقتصادية، ليكرّس مكانته كمنصة إقليمية رائدة تجمع نخبة من صنّاع القرار ورواد الابتكار المالي من مختلف دول العالم. مؤكداً أن البحرين لم تعد تواكب المستقبل فحسب، بل تسهم في صناعته بخطى واثقة ورؤية متجددة.
الرؤية البحرينية
منذ اللحظات الأولى لانطلاق المنتدى، الذي استمر على مدار يومين في مركز البحرين العالمي للمعارض، تجلت ملامح الرؤية البحرينية الطموحة التي تمزج بين إرث مالي عريق وتوجه تكنولوجي مستقبلي، في مشهد يُجسد التحول النوعي الذي تشهده المملكة نحو اقتصاد رقمي أكثر تنوعاً واستدامة.
عصر التكامل
جاء المنتدى هذا العام تحت عنوان “عصر التكامل: نضوج التكنولوجيا المالية”، وسط مشاركة واسعة تجاوزت 2000 شخص، بمشاركة أكثر من 40 متحدثاً بارزاً من 30 دولة، ناقشوا خلالها الدور المحوري للتكنولوجيا في إعادة تشكيل ملامح القطاع المالي، واستعرضوا أبرز الاتجاهات العالمية التي تعيد تعريف الخدمات المالية في ظل التطورات الرقمية المتسارعة.
وفي جلساته المتنوعة، ترددت أصداء الكلمات والرؤى التي طرحها قادة القطاع وصنّاع القرار، والتي شددت على أن البحرين تمضي بثبات نحو ترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للتكنولوجيا المالية، مستندة إلى بيئة تنظيمية مرنة، وبنية تحتية رقمية متقدمة، ورؤية اقتصادية تستشرف المستقبل بثقة وكفاءة.
جلسات تفاعلية
تميز المنتدى بسلسلة من الجلسات التفاعلية والنقاشية عالية المستوى، التي وفّرت مساحة للحوار والتواصل بين كبار المستثمرين والخبراء وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، ضمن منصة عالمية استقطبت نخبة من المتخصصين في مجالات متعددة مثل المدفوعات الرقمية، الذكاء الاصطناعي في القطاع المصرفي، تقنيات البلوك تشين، والتمويل المبتكر، مما يعكس حرص البحرين على رسم ملامح مستقبل القطاع المالي والرقمي في المنطقة.
شراكات فعالة
كما سلط المنتدى الضوء على أبرز التحديات والفرص في مشهد التكنولوجيا المالية العالمي، مع التركيز على تعزيز التعاون الاستراتيجي، وبناء شراكات فعالة تسهم في تطوير نماذج أعمال مبتكرة ومستدامة، وتدفع عجلة النمو في هذا القطاع الحيوي.
وشكّل المنتدى مساحة مثالية لتعزيز الحوار بين القطاعين العام والخاص، مشدداً على أهمية الشراكة في بناء منظومة مالية متقدمة قادرة على خلق فرص نوعية، ودعم الشمول المالي، وتمكين الشركات الناشئة في مجالات التقنية المالية. كما ناقشت الجلسات مستقبل التمويل الإسلامي، ودور الذكاء الاصطناعي في تطوير تجربة العملاء، والتقنيات المتقدمة التي تُسرّع من التحول الرقمي داخل المؤسسات المالية.
حضور دولي
ولم يكن النجاح اللافت في التنظيم، ولا الحضور الدولي الواسع، سوى انعكاس لمكانة البحرين المتنامية على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي. إذ مثّل المنتدى ترجمة عملية لرؤية البحرين الاقتصادية 2030، الساعية إلى تنويع مصادر الدخل، وتمكين الكفاءات الوطنية، وتعزيز بيئة الابتكار والاستثمار.
وقد اختُتمت فعاليات المنتدى بإجماع من المشاركين على أن البحرين باتت منصة ملهمة لصنّاع القرار المالي في المنطقة، ووجهة جاذبة للمستثمرين الباحثين عن بيئة مرنة تجمع بين الطموح الاقتصادي والابتكار التقني، في نموذج رائد يعزز مكانة المملكة كجسر يربط بين المال والمعرفة، وبين الحاضر والمستقبل.
جاذبية استثمارية
ويأتي تنظيم المنتدى في سياق الجهود المستمرة التي تبذلها البحرين لتطوير منظومتها المالية والتقنية، وتعزيز جاذبيتها الاستثمارية في هذا القطاع الحيوي، بما ينسجم مع أهداف الرؤية الاقتصادية 2030 ببناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار والتنافسية المستدامة.
ومن المتوقع أن تسهم النسخة الثالثة من المنتدى في ترسيخ موقع البحرين كمركز إقليمي للابتكار المالي، ودفع عجلة التعاون بين المؤسسات المالية التقليدية والشركات الناشئة، وفتح آفاق جديدة لمستقبل القطاع المالي في الخليج والعالم.
استمرارية النجاح
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى، خلال دورتيه السابقتين، استقطب أكثر من 3000 مشارك من 30 دولة، استمعوا إلى أكثر من 40 متحدثاً يمثلون أبرز المؤسسات المالية والتنظيمية وشركات التقنية حول العالم. وتأتي نسخة هذا العام للبناء على هذا الزخم، من خلال برنامج غني بالحلقات التفاعلية والجلسات المتخصصة، التي تستكشف أحدث الاتجاهات في القطاع المالي العالمي.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:
إنطلاق فعاليات «Fintech Forward 2025» بتنظيم «مجلس التنمية الاقتصادية» في المنامة