فينتك جيت: ريهام علي
أعلن الدكتور شريف الجبلي، رئيس مجلس إدارة مجموعة بولي سيرف للأسمدة والكيماويات، أنه سيتم خلال المرحلة المقبلة إضافة تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى منظومة التعليم الفني بالمدارس أبو زعبل للتعليم الفني، في خطوة تهدف إلى تحويل التجربة التعليمية إلى نموذج رقمي ذكي يعزز من كفاءة التدريب العملي ويرفع مستوى مخرجات التعلم الفني في مصر.
خلال حفل التخرج
جاء ذلك خلال حفل تخرج مدارس أبو زعبل للتعليم الفني المقامة داخل مصنع فيركيم للأسمدة. وأكد الجبلي أن إدخال الذكاء الاصطناعي في منظومة التعليم الفني يمثل نقلة نوعية في مستقبل التعليم التطبيقي المصري، مشيرًا إلى أن المدرسة تعمل حاليًا على تطوير أنظمة رقمية تفاعلية تتيح للطلاب محاكاة بيئة العمل الصناعية باستخدام أدوات تحليل ذكية تساعد في تقييم الأداء بدقة وتوجيه التدريب وفق قدرات كل طالب.
تطوير التعليم الفني
وقال: “نحن لا نُدخل الذكاء الاصطناعي لمجرد الحداثة أو الترف التقني، بل نُدخله ليكون أداة لبناء جيل جديد من الفنيين القادرين على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة، وصيانة وإدارة خطوط الإنتاج الذكية في مصانع المستقبل.”
وأوضح أن هذا التوجه يأتي استجابةً للرؤية الوطنية التي وضعتها القيادة السياسية لربط التعليم الفني بالصناعة والتحول الرقمي، مؤكدًا أن مدرسة أبو زعبل الفنية التطبيقية ستكون أول مدرسة فنية في مصر تعتمد الذكاء الاصطناعي كجزء من منظومتها التعليمية والتدريبية.
نمو المدرسة
وأضاف الجبلي أن المدرسة، التي بدأت رحلتها قبل سبع سنوات فقط، كانت نموذجًا صغيرًا برؤية كبيرة، حيث انطلقت بتخصص واحد يضم 22 طالبًا فقط، قبل أن تتوسع لتضم اليوم خمسة تخصصات مختلفة و112 طالبًا، وهو ما يعكس النمو المستمر والطموح المتجدد الذي تتبناه المدرسة منذ تأسيسها.
نجاح التجربة
وتابع: “هذا التطور لم يكن صدفة، بل نتيجة عمل وجهد وإصرار من فريق يؤمن أن التعليم الفني هو الركيزة الأساسية لبناء قاعدة صناعية قوية في مصر. بدأنا بفكرة، واليوم نرى إنجازًا، وغدًا بإذن الله نصل إلى هدفنا الأكبر بأن تضم المدرسة 500 طالب وطالبة خلال السنوات الخمس المقبلة.”
نموذج فريد
وأوضح أن المدرسة الفنية التطبيقية داخل مصنع أبو زعبل تمثل نموذجًا فريدًا للتكامل بين التعليم والصناعة، حيث تقع داخل بيئة إنتاج حقيقية، ما يمنح الطلاب تجربة تعليمية متكاملة تجمع بين المعرفة النظرية والتدريب العملي الواقعي في قلب المصنع نفسه.
تجربة متكاملة
وقال الجبلي إن ما يميز المدرسة عن أي نموذج آخر في التعليم الفني هو أنها ليست مؤسسة تعليمية تقليدية منفصلة عن سوق العمل، بل جزء من منظومة إنتاج صناعي حقيقية، يعيش فيها الطالب يوميًا بيئة المصنع، ويشارك في تطبيق ما يتعلمه لحظة بلحظة.
الدمج بين التعليم والإنتاج
وأضاف: “طلابنا لا يتعلمون فقط في القاعات، بل يعيشون تجربة العمل منذ اليوم الأول، يدرسون في الصباح، ويتدرّبون في الورش والمصانع بعد الظهر. هذا الدمج بين التعليم والإنتاج هو ما يصنع الفارق، ويمنحهم الثقة والمهارة والخبرة التي يحتاجها سوق العمل.”
منظومة واقعية
وأوضح أن وجود المدرسة داخل المصنع جعل عملية التعلم تجربة واقعية متكاملة، تتحول فيها المعرفة إلى تدريب، والتدريب إلى مهارة، والمهارة إلى احتراف، مؤكدًا أن هذه المنظومة أصبحت اليوم نموذجًا يحتذى به في التعليم الفني التطبيقي داخل مصر وخارجها.
تخريج الدفعة الأولى
وخلال كلمته، أعرب الجبلي عن فخره بتخريج الدفعة الأولى – دفعة عام 2025، مشيرًا إلى أنها تمثل الخطوة الأولى في مسيرة طويلة من التميز والابتكار، وأنها ليست مجرد دفعة تخرج من مدرسة فنية، بل نواة لجيل جديد من الكفاءات الوطنية المؤهلة علميًا وعمليًا.
رسالة الجبلي للطلاب
وقال: “أنتم لستم مجرد طلاب أنهوا دراستهم، أنتم البذرة الأولى لجيل جديد سيغيّر نظرة المجتمع للتعليم الفني. دفعتكم هذه ليست نهاية مرحلة، بل بداية طريق جديد يفتح أبواب الأمل لمئات الشباب من بعدكم، ويؤكد أن التعليم الفني قادر على صناعة مستقبل مشرق إذا أُدير بفكر حديث وإصرار صادق.”
شهادة نجاح
وأكد أن الدفعة الأولى هي شهادة نجاح للتجربة، ورسالة واضحة بأن النموذج المصري في التعليم الفني يمكن أن يكون نموذجًا عالميًا إذا استمر بنفس الجدية والرؤية والالتزام.
الذكاء الصناعي في التدريب
وأضاف الجبلي أن المرحلة القادمة ستشهد دمجًا أوسع لتقنيات الذكاء الصناعي (Industrial AI) في عملية التدريب الفني، حيث يجري العمل على إنشاء معامل ذكية داخل المدرسة تعتمد على أنظمة محاكاة رقمية وخوارزميات تحليل الأداء الصناعي، مما يمكّن الطلاب من التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة المستخدمة في المصانع الكبرى حول العالم.
منصة تعليمية ذكية
وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة أكبر تهدف إلى تحويل المدرسة إلى منصة تعليمية ذكية قائمة على البيانات والتحليل والتفاعل اللحظي، بحيث يتمكن الطالب من متابعة تطوره التدريبي رقميًا، ويتلقى توجيهات مخصصة وفق مستوى تقدمه في كل مهارة.
شراكة المعلم والذكاء الاصطناعي
وقال: “الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا للمعلم، بل سيكون شريكًا له في العملية التعليمية، سيساعدنا على تطوير قدراتنا، وتحليل نقاط القوة والضعف لدى الطلاب، لنُخرّج فنيين جاهزين لعصر الصناعة الذكية الذي يعتمد على الأتمتة والتحكم الرقمي.”
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:
«الاتصالات» المصرية تطلق برنامج الذكاء الاصطناعي لتمكين رائدات الأعمال ضمن مبادرة «قدوة-تك»