فنتيك جيت: مصطفى عيد
أكد وليد حسونة، الرئيس التنفيذي لشركة «ڤاليو» (ValU)، للتمويل الاستهلاكي أن استخدام التكنولوجيا المالية في الوصول إلى العملاء، إلى جانب إصدار السندات المضمونة بالعوائد والمبيعات المتولدة من تعاملاتهم، يمثلان أحد أهم الأدوات الحديثة لدعم نمو سوق الدين في مصر وتعزيز الابتكار في القطاع المالي.
لقاء الأعمال المصري الكندي
جاءت تصريحات حسونة خلال مشاركته في لقاء مجلس الأعمال المصري الكندي، الذي جمع قيادات القطاع المصرفي وشركات التكنولوجيا المالية، بحضور كبار المسؤولين التنفيذيين للبنوك المصرية.
نموذج التمويل
وأوضح حسونة أن النموذج الذي تتبعه «ڤاليو» يعتمد على إتاحة التمويل لشرائح لم تكن تحظى سابقا بخدمات ائتمانية، من خلال تحليل بيانات العملاء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، ثم تحويل هذه القروض لاحقا إلى سندات مضمونة بالعوائد والمبيعات المستقبلية، مما يخلق دورة مالية متكاملة تدعم الأسواق وتفتح مجالات جديدة للاستثمار.
تنشيط السوق المحلي
وأشار إلى أن هذا التوجه يسهم في تنشيط سوق الدين المحلي، موضحًا أن الأسواق المالية في المنطقة العربية تتركز تقليديًا على الديون الحكومية والصكوك، بينما في مصر أصبح هناك تنوع أكبر بفضل نمو الإصدارات الخاصة وشركات التمويل الاستهلاكي، حيث يتجاوز حجم الإصدارات السنوية في السوق بعد استبعاد القطاع العام نحو 30 إلى 35 مليار جنيه.
تعاون البنوك والشركات
وأضاف أن البنوك المصرية أصبحت شريكًا رئيسيًا في هذا التطور، إذ إنها لا تنظر إلى شركات التمويل الاستهلاكي كمنافس، بل كامتداد طبيعي للمنظومة المصرفية، مستشهدًا بعدد من الأمثلة مثل تأسيس «بنك مصر» لشركة «سهولة»، و«بنك مصر إيران للتنمية» لشركة متخصصة في هذا المجال، وكذلك إطلاق بنك أبو ظبي الأول مصر لشركة «لايم»، ما يؤكد أن التعاون بين الجانبين هو السبيل لدعم النمو المالي في السوق المصري.
توسع التمويل الاستهلاكي
وأوضح حسونة أن حجم التمويل الاستهلاكي في مصر يشهد توسعًا كبيرًا، متوقعًا أن يصل إلى 100 مليار جنيه بنهاية العام الجاري، بنمو قدره 60% عن العام الماضي، في ظل وجود 48 شركة حاصلة على تراخيص مزاولة النشاط من الهيئة العامة للرقابة المالية، إضافة إلى بدء منح تراخيص التكنولوجيا المالية (FinTech Licenses) التي أطلقها البنك المركزي المصري مؤخرًا.
التحول الرقمي في البنوك
ولفت الرئيس التنفيذي لشركة «ڤاليو» إلى أن التوسع في استخدام التكنولوجيا ساهم في تسهيل تجربة العملاء بشكل غير مسبوق، حيث لم يعد هناك حاجة إلى التوقيعات الورقية بفضل منظومة اعرف عميلك إلكترونيًا (e-KYC)، مضيفًا أن المرحلة المقبلة ستشهد «نقلة حضارية حقيقية» مع بدء عمل البنوك الرقمية في مصر.
وأوضح أن البنك المركزي منح أول رخصة رقمية لبنك «One»، في حين تقدمت بنوك كبرى مثل «بنك مصر»، و«البنك الأهلي المصري»، و«البنك التجاري الدولي (CIB)» و«يو إم بي» للحصول على تراخيص مماثلة.
إطلاق أول بنك رقمي
وأشار حسونة إلى أن منطقة الشيخ زايد – وتحديدًا «أركان» – تشهد حاليًا استعدادات مكثفة لإطلاق أول بنك رقمي متكامل، وهو ما يمثل بداية لعصر جديد من الخدمات المصرفية الرقمية في مصر والمنطقة.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
وتحدث حسونة عن آليات استخدام التكنولوجيا داخل شركة «ڤاليو»، موضحًا أن الشركة تعتمد على تحليل البيانات لبناء صورة مالية دقيقة عن العملاء باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتقدير الدخل ومنح الائتمان في دقائق معدودة، كما تعتمد على أدوات تسويق رقمية متقدمة للوصول إلى العملاء المستهدفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلانات التفاعلية.
ريادة مصر في الابتكار
وأضاف أن السوق المصري يتمتع بانفتاح كبير على الابتكار مقارنة بالأسواق الإقليمية، مؤكدًا أن «مصر كانت السباقة في إطلاق أول شركة مدفوعات في المنطقة وهي «فوري»، وأول شركة Buy Now Pay Later بحجم ونموذج «ڤاليو»، ما يعكس بيئة تشريعية مرنة تشجع التجربة والتوسع دون قيود مفرطة كما يحدث في أسواق أخرى تعتمد على أنظمة الاختبار المقيدة (SandBox)».
نشاط البورصة المصرية
وأكد حسونة أن تعاون البنوك المصرية مع شركات التكنولوجيا المالية يمثل عامل قوة فريدًا في السوق المحلي، مشيرًا إلى أن «البورصة المصرية» تشهد حاليًا نشاطًا واضحًا، حيث تم تنفيذ أربع طروحات كبرى خلال العام الجاري، كانت «ڤاليو» واحدة منها، وهو ما وصفه بأنه «دليل على ثقة المستثمرين في قطاع التكنولوجيا المالية والاقتصاد الرقمي».
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها. على سبيل المثال، نستعرض أهمها في القائمة التالية:
وليد حسونة يكشف أسباب توجه الشركات الناشئة المصرية إلى السعودية وسبب تراجع «ڤاليو» عن تلك الخطوة