فينتك جيت: ريهام علي
كشفت شركة جارتنر، المتخصصة في تحليل معلومات الأعمال والتقنيات الحديثة، عن نقاط ضعف حرجة ناجمة عن مخاطر مهملة وعواقب غير مقصودة نتيجة تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي. ودعت الشركة مديري تكنولوجيا المعلومات إلى التعامل مع هذه التحديات الخفية بشكل استباقي لضمان تحقيق القيمة المنشودة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وتفادي فشل المشاريع القائمة عليها.
وقال أرون شاندراسيكاران، نائب الرئيس للأبحاث في “جارتنر”: “تتطور تقنيات وأساليب الذكاء الاصطناعي التوليدي بوتيرة غير مسبوقة، وبشكل يواكب التفاعل الواسع الذي تشهده في الأوساط التقنية، ما يجعل من الصعب على مسؤولي تكنولوجيا المعلومات التعامل بمرونة مع هذا المشهد الحيوي والمتغير باستمرار”.
الجوانب الخفية
وبينما تركز المؤسسات عادة على التحديات المباشرة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل تحقيق القيمة للأعمال، والأمن، وجاهزية البيانات، فإنها كثيراً ما تهمل الجوانب الخفية التي قد تشكل مخاطر مؤثرة على المدى الطويل، لكونها نتائج ثانوية يصعب توقعها مسبقاً. وتشمل هذه المخاطر ظواهر مثل “الاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي”، والديون التقنية، وتراجع المهارات، ومتطلبات سيادة البيانات، ومشاكل التوافق التشغيلي، والاعتماد على مورد واحد يصعب استبداله، وهي جميعها عوامل خفية قد تضعف فرص نجاح المؤسسات على المدى الطويل.
وتتوقع “جارتنر” أنه بحلول عام 2030 ستشكل هذه العوامل السلبية فارق واضح بين الشركات التي توسع من نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي بأسلوب آمن واستراتيجي. وتلك التي تواجه قيود أو اضطرابات داخلية تعيق تقدمها.
كما من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية والمرونة. ينبغي على قادة تكنولوجيا المعلومات معالجة التحديات الواضحة والمخاطر الخفية المرتبطة بتبني الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي التوليدي. مع التركيز على معالجة الجوانب الخفية التالية:
الانتشار المتسارع
الانتشار المتسارع للاستخدام غير المصرح به للذكاء الاصطناعي
كشفت دراسة أجرتها شركة “جارتنر”. كما شملت 302 من مسؤولي وقادة الأمن السيبراني خلال الفترة من مارس إلى مايو 2025. أن 69% من المؤسسات تشتبه في أن موظفيها يستخدمون أدوات ذكاء اصطناعي توليدي عامة غير مصرح بها، أو تمتلك أدلة تؤكد ذلك.
كما يمكن أن يؤدي الانتشار السريع لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي غير المصرح بها إلى آثار ملموسة وغير مباشرة. مثل فقدان الملكية الفكرية. وتسريب البيانات. وارتفاع مستوى المخاطر الأمنية. وتتوقع “جارتنر” أنه بحلول عام 2030 ستتعرض أكثر من 40% من المؤسسات لحوادث أمنية أو مخالفات تتعلق بالامتثال نتيجة الاستخدام غير المصرح به لأدوات الذكاء الاصطناعي.
وقال شاندراسيكاران: “لمعالجة هذه المخاطر. كما ينبغي على مديري تكنولوجيا المعلومات وضع سياسات مؤسسية واضحة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي. وإجراء عمليات تدقيق دورية لاكتشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي غير المصرح بها. ودمج تقييم مخاطر الذكاء الاصطناعي التوليدي ضمن عمليات تقييم برامج الخدمات السحابية (SaaS)”.
الديون التقنية
الديون التقنية في مشاريع الذكاء الاصطناعي
تتوقع “جارتنر” أنه بحلول عام 2030 ستواجه 50% من المؤسسات تأخراً في تحديثات أنظمة الذكاء الاصطناعي. و/أو ارتفاعاً في تكاليف الصيانة. نتيجة تراكم الديون التقنية غير المدارة ضمن تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وقال شاندراسيكاران: “تنظر الشركات بإيجابية إلى السرعة التي يتيحها الذكاء الاصطناعي التوليدي في تسليم المهام والمشاريع. ومع ذلك. فإن الكلفة العالية لصيانة أو إصلاح أو استبدال الأصول التي ينتجها الذكاء الاصطناعي. مثل الشيفرات البرمجية والمحتوى والتصاميم. قد تضعف العائد المتوقع على الاستثمار في هذه التقنيات. كما من خلال وضع معايير واضحة لمراجعة وتوثيق الأصول التي يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي. وتتبع مؤشرات الديون التقنية ضمن لوحات متابعة تكنولوجيا المعلومات، يمكن للمؤسسات اتخاذ خطوات استباقية لتجنب الاضطرابات المكلفة مستقبلاً”.
سيادة البيانات
الطلب المتزايد على سيادة البيانات والذكاء الاصطناعي
تتوقع “جارتنر” أنه بحلول عام 2028 ستطبق 65% من الحكومات حول العالم متطلبات للسيادة التقنية بهدف تعزيز استقلاليتها وحماية أنظمتها من التدخلات التنظيمية العابرة للحدود.
يمكن أن تؤدي القيود التنظيمية المفروضة على مشاركة البيانات عبر الحدود إلى إبطاء وتيرة نشر حلول الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة، وزيادة التكلفة الإجمالية للملكية. وتحقيق نتائج أقل كفاءة من المتوقع.
ولمواجهة هذه التحديات، ينبغي على مديري تكنولوجيا المعلومات دمج مبادئ سيادة البيانات ضمن استراتيجيات الذكاء الاصطناعي منذ المراحل الأولى. كما من خلال إشراك الفرق القانونية وفرق الامتثال في وقت باكر. وإعطاء الأولوية للموردين الذين يلتزمون بمتطلبات سيادة البيانات والذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
تراجع المهارات البشرية
كما يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي إلى تراجع الخبرات البشرية الأساسية.وضعف القدرة على اتخاذ القرار، وفقدان المعرفة الضمنية التي يصعب توثيقها أو استبدالها. ويحدث هذا التراجع بشكل تدريجي. وغالبا من دون أن يلاحظه أحد في البداية. ما يجعل مديري تكنولوجيا المعلومات لا يدركون حجم الخطر إلا عندما تواجه المؤسسة صعوبة في أداء مهامها من دون الذكاء الاصطناعي. أو عند تعرضه للفشل في المواقف الاستثنائية التي تتطلب فهماً بشرياً.
وقال شاندراسيكاران: “لتجنب الفقدان التدريجي للذاكرة المؤسسية وقدراتها. كما ينبغي على المؤسسات تحديد المجالات التي يعد فيها الحكم البشري والخبرة المتخصصة عنصرين أساسيين. وتصميم حلول الذكاء الاصطناعي بحيث تثري هذه المهارات وتكملها، لا أن تحل محلها”.
المنظومات التقنية المتكاملة
الاعتماد على المنظومات التقنية المتكاملة وقابلية التشغيل البيني
غالباً ما تميل المؤسسات التي تسعى إلى الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي على نطاق واسع لاختيار مورد واحد لتحقيق السرعة وتبسيط العمليات. إلا أن هذا الاعتماد العميق قد يحد من مرونتها التقنية. ويضعف من قدرتها على التفاوض مستقبلاً بشأن الأسعار أو الشروط أو مستويات الخدمة.
ولا يدرك العديد من مديري تكنولوجيا المعلومات مدى ارتباط بياناتهم ونماذجهم وسير عملهم بواجهات برمجة التطبيقات. ومستودعات البيانات وأدوات المنصات الخاصة بالموردين.
كما قال شاندراسيكاران: “إن إيلاء الأولوية للمعايير المفتوحة، وواجهات برمجة التطبيقات المفتوحة. والبنى المعيارية في تصميم منظومة الذكاء الاصطناعي، يساعد المؤسسات على تجنب الاعتماد المقيد على مورد واحد. كما ينبغي على مديري تكنولوجيا المعلومات اعتماد قابلية التشغيل البيني معيارًا أساسيًا في مشاريع الاختبار والتقييم الخاصة بالذكاء الاصطناعي التوليدي”.
رؤى جارتنر لحالات استخدام
نبذة عن أداة “رؤى جارتنر لحالات استخدام الذكاء الاصطناعي”
تعد أداة “رؤى جارتنر لحالات استخدام الذكاء الاصطناعي” منصة تفاعلية تساعد قادة التكنولوجيا والأعمال على اكتشاف حالات استخدام الذكاء الاصطناعي وتقييمها وتحديد أولوياتها بكفاءة عالية. كما تتيح الأداة للعملاء استكشاف أكثر من 500 حالة استخدام للذكاء الاصطناعي عبر مختلف القطاعات، إضافة إلى أكثر من 380 دراسة حالة توضح تطبيقاته الواقعية. مع إمكانية التصفية حسب القطاع أو وظيفة العمل أو التقييم الذي تقدمه “جارتنر” للقيمة التجارية المحتملة. يمكن للعملاء الوصول إلى الأداة التفاعلية عبر الرابط: https://tools.gartner.com/use-case-insights
نبذة عن منصة
نبذة عن منصة “جارتنر لقادة الذكاء الاصطناعي”
تعد “جارتنر لقادة الذكاء الاصطناعي” منصة استشارية متكاملة لقادة الذكاء الاصطناعي. كما تقدم رؤى تحليلية وتوجيهات عملية وأدوات تنفيذية تسهم في تسريع تطبيق مبادرات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة وتحقيق قيمة أعمال ملموسة قابلة للقياس.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







