فنتيك جيت: منار أسامة
تشهد العملات المشفرة مرحلة اضطراب ملحوظة بعدما سجلت صناديق «بتكوين» المتداولة في البورصة موجة سحب استثنائية تجاوزت مليار دولار خلال جلسة واحدة، في ثاني أكبر خروج يومي للأموال منذ بدء تداول هذه الصناديق. هذا النزيف أعاد إشعال المخاوف بشأن مستقبل الأسعار، خصوصاً مع الهبوط الحاد الذي أصاب بتكوين خلال الشهر الماضي وفقدانها ما يقارب 30% من قيمتها، في أسوأ أداء شهري منذ عام 2022.
صندوق «بلاك روك»
ووفق البيانات المنشورة، كان صندوق «بلاك روك» في صدارة السحوبات بخروج يقارب 355 مليون دولار، بينما تعرضت صناديق «جرايسكيل» و«فيديلتي» لضغوط مشابهة مع تدفقات خارجة تقترب من 200 مليون دولار لكل منهما. ومع وجود 12 صندوقاً في السوق، تتجه المجموعة لتسجيل أسبوع هو الأضعف لها من حيث التدفقات منذ فبراير الماضي.
إعادة إطلاق بتكوين
إعادة إطلاق صناديق «بتكوين» الفورية في العام الماضي غيرت الطريقة التي يُقاس بها الإقبال المؤسسي على السوق. وبعد نزوح نحو 4 مليارات دولار في شهر واحد وانزلاق السعر بنسبة 30%، باتت هذه الصناديق تُعامل كمؤشرات مباشرة لحركة الطلب، لا مجرد أدوات استثمارية صامتة. وتشير تقديرات «سيتي ريسيرتش» إلى أن كل مليار دولار من السحوبات قد يدفع السعر للهبوط بما يقارب 3.4%، مع ترجيحات بأن يستمر الضعف في التدفقات خلال الأسابيع المقبلة.
تصفية سريعة
وتعيش السوق ضغوطاً إضافية بفعل عمليات تصفية سريعة للمراكز المعززة بالرافعة المالية، تزامناً مع قلق متزايد بشأن تقييمات الذكاء الاصطناعي المرتفعة وغموض اتجاه الفائدة في الولايات المتحدة. ولم تحقق بتكوين سوى مكاسب محدودة في 18 جلسة فقط منذ 10 أكتوبر، بينما تقترب من إنهاء الشهر بأسوأ أداء لها منذ عام 2022 بعد تراجعها دون مستوى 89,600 دولار.
ورغم أن التدفقات الخارجة الأخيرة لا تزال تمثل نسبة صغيرة مقارنة بإجمالي الأصول البالغ نحو 113 مليار دولار، فإن ذلك لم يوقف موجة إطلاق الصناديق الجديدة؛ حيث جرى طرح 17 صندوقاً منذ أكتوبر، فيما لا تزال طلبات أخرى بانتظار موافقة هيئة الأوراق المالية الأميركية. وفي المقابل، تُظهر عدة صناديق حديثة التأسيس تراجعات تفوق 10%، ما يعزز المخاوف من أن تكون قمة أكتوبر قرب 125 ألف دولار قد شكلت بالفعل نقطة تحول هابطة في مسار الأسعار.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:







