الرئيس التنفيذي لـ«تمويلي»: الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيسي لتطوير خدمات التمويل المتناهي الصغر

فينتك جيت: ريهام علي

أكد أحمد خورشيد، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة تمويلي للتمويل متناهي الصغر، أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم المحرك الرئيسي لتطوير قطاع التمويل المتناهي الصغر، وأنه لم يعد تكنولوجيا مساعدة أو اختيارية، بل ركيزة أساسية لإعادة تشكيل تجربة العميل ورفع كفاءة القرارات داخل الشركات.

ملتقى الرقمنة

وقال خلال ملتقى “الرقمنة: رؤية مستقبلية وتمكين مستدام” الذي ينظمه الاتحاد المصري لتمويل المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، إن القطاع يمر بمرحلة تحول عميق تتطلب من المؤسسات أن تواكب التطور بنفس سرعة تغير سلوك العملاء وتوقعاتهم، لأن المستقبل لن يسمح بالبقاء خارج المنظومة الرقمية.

كما أضاف خورشيد أن العملاء لم يعودوا يكتفون بالإجراءات التقليدية أو الزيارات المتكررة للفروع كما كان الحال في الماضي. بل أصبحوا يبحثون عن السرعة والمرونة والحصول على الخدمة على مدار الساعة.
و شدد على أن العميل اليوم يريد خدمة فورية تعمل 24 ساعة دون الحاجة للانتقال إلى الفرع. وهو ما جعل التحول الرقمي ضرورة لا غنى عنها في ظل المنافسة المتصاعدة في السوق.

تبني التكنولوجيا

وأشار إلى أن العديد من الشركات بدأت في تبني أدوات تكنولوجية حديثة ومنصات رقمية تعمل طوال الوقت لتلبية احتياجات العملاء. مما أدى إلى تحسين مستوى الخدمة ورفع رضا المتعاملين. كما أوضح أن الخدمة المستمرة أصبحت معيارًا جديدًا يقيس به العميل جودة المؤسسة. وأن مدى سرعة الحصول على الائتمان أصبح عاملًا حاسمًا في اختيار الشركة التي يتعامل معها، وليس فقط حجم التمويل أو شروطه.

التقييم الائتماني

وأكد خورشيد أن الذكاء الاصطناعي لعب دورًا محوريًا في تحسين عملية التقييم الائتماني. حيث أتاح للشركات القدرة على تحليل البيانات بدقة وسرعة. ومعرفة سلوكيات العملاء. واستخراج مؤشرات تساعد في اتخاذ قرارات أكثر كفاءة. كما أشار إلى أن التقنيات الحديثة أصبحت قادرة على مراجعة وثائق العملاء بشكل لحظي. وتقليل الأخطاء. وتعزيز القدرة على السيطرة على المخاطر داخل الجمعيات والمؤسسات العاملة في المحافظات المختلفة. كما انعكس بشكل واضح على جودة الخدمة وشفافيتها.

 

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم شريكًا أساسيًا في صناعة القرار، وسيكتسب دورًا أكبر خلال السنوات المقبلة. خاصة مع التوسع في استخدام النماذج الذكية التي توفر رؤية كلية للعميل وتسهم في اتخاذ قرارات سريعة دون الإضرار بمعايير الجودة أو الضوابط الرقابية.

التحول الكامل

وأكد خورشيد أن التحول الذي يشهده القطاع حاليًا ليس مجرد تطوير أدوات تقنية. بل تحول كامل في طريقة التفكير وإدارة النشاط. حيث تنتقل التكنولوجيا من دورها التقليدي إلى كونها “العقل التحليلي” للمؤسسة.

كما شدد خورشيد على أن التحول الرقمي ليس هدفًا قائمًا بذاته. بل وسيلة فعالة للتوسع المالي وتعزيز الشمول. وتمكين المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر من النمو المستدام.

فرصة للمجتمع

وقال إن التكنولوجيا تمثل فرصة حقيقية لفتح المجال أمام فئات أكبر من المجتمع للوصول إلى التمويل. لأنها تقلل الحواجز التقليدية وتوفر مسارًا أسرع وأكثر شفافية. ما يسمح للمشروعات الصغيرة بالتحول إلى أنشطة أكبر وأكثر قدرة على المنافسة.

كما أوضح أن التحول الرقمي يساهم أيضًا في دعم المجتمعات المحلية. عبر تحسين دقة البيانات وسهولة متابعتها. وتمكين الشركات من التعامل مع العملاء في المناطق الريفية والنائية بنفس جودة الخدمات المقدمة في المدن الكبرى. كما أكد أن الشركات التي ستنجح في دمج الذكاء الاصطناعي في نماذج عملها ستكون الأكثر قدرة على المنافسة. والأكثر جاهزية لتقديم حلول تمويلية حقيقية تلبي احتياجات الفئات الأكثر احتياجًا.

مستقبل القطاع

وأكد أحمد خورشيد أن المرحلة القادمة ستكون مرحلة الشركات التي تضع التكنولوجيا في صميم نموذج أعمالها. كما تستثمر بجرأة في الأنظمة الذكية القادرة على تقديم خدمة لا تتوقف. وقال إن قطاع التمويل المتناهي الصغر أمامه فرصة كبيرة لمواصلة دوره التنموي. شرط استمرار المؤسسات في الاستثمار في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. وتطوير بنيتها التشغيلية بما يتوافق مع التغير السريع في احتياجات العملاء.

كما أضاف أن المستقبل ينتمي للشركات التي تدرك أن السرعة والدقة والشفافية لم تعد مزايا إضافية. بل أصبحت قواعد أساسية تحكم القطاع بأكمله.

في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها: