فينتك جيت: ريهام علي
أكدت ميجه دولون، مسؤولة التنمية الصناعية بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية اليونيدو، أن استخدام التكنولوجيا الصناعية المتقدمة لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة حتمية للدول التي تسعى إلى تحقيق نمو مستدام وبناء اقتصاد قادر على المنافسة عالميًا.
وأوضحت أن العالم يشهد اليوم موجة واسعة من التحولات الرقمية التي تعيد صياغة قواعد التصنيع، وترسم مسارات جديدة للتنمية، وتفتح آفاقًا غير مسبوقة للابتكار وخلق فرص العمل.
مؤتمر One Circle
وأضافت ميجه خلال كلمتها في مؤتمر One Circle – محطات التغيير، الذي نظمته اليونيدو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، أن الدول التي تتبنى التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء (IoT)، الروبوتات، التحكم الصناعي، والتصنيع الذكي، تحقق قفزات نوعية في الإنتاجية، وتقليل الفاقد، وتحسين جودة المنتجات، والوصول إلى أسواق جديدة.
وقالت إن هذه الأدوات لا تُستخدم فقط لتحسين الكفاءة، بل لإعادة تصميم منظومات الإنتاج بالكامل بما يتوافق مع الاقتصاد العالمي الحديث.
التحول الصناعي
وأشارت دولون إلى أن اليونيدو تعمل مع مصر منذ سنوات على دعم التحول الصناعي القائم على التكنولوجيا، مؤكدة أن المنظمة تستثمر في تطوير برامج نقل معرفة متقدمة تسهم في دمج الصناعة الإلكترونية، نظم الجودة، الأتمتة، الابتكار الصناعي، والمهارات الرقمية داخل القطاعات الإنتاجية.
وأكدت أن هذه الجهود تأتي انسجامًا مع مستهدفات رؤية مصر 2030 التي تضع التكنولوجيا في قلب التنمية الاقتصادية.
وأضافت أن التجارب الدولية في الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا أثبتت أهمية دمج البيانات الضخمة والتحليل الرقمي في الصناعة، موضحة أن هذه الأدوات تساعد الشركات على اتخاذ قرارات أكثر دقة، وتقليل التكاليف، وتحسين الإنتاج، ودعم الابتكار على مستوى التصميم، التصنيع، التوزيع، والخدمات اللاحقة. وقالت إن اليونيدو تعمل على نقل هذه التجارب إلى مصر من خلال برامج تدريبية ومبادرات لبناء القدرات تستهدف إعداد الشباب لوظائف المستقبل في القطاعات التكنولوجية والصناعية.
التكنولوجيا الصناعية
وأكدت ميجه دولون أن التكنولوجيا الصناعية توفر فرصًا كبيرة للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تتيح لها المنصات الرقمية المتقدمة إمكانية الوصول إلى الخدمات، والمعرفة، والشركاء، والأسواق، الأمر الذي كان في الماضي مقتصرًا على الشركات الكبرى. وأشارت إلى أن اليونيدو تدعم هذه الرؤية عبر مشروعات تستهدف تسريع التحول الرقمي في المصانع، وتهيئة بيئة إنتاج تعتمد على الابتكار، وتطوير بنية تحتية قادرة على استيعاب التكنولوجيا المتقدمة.
وأضافت أن التوسع الملحوظ في مصر في مجالات الإلكترونيات، البرمجيات، أنظمة التحكم، وإنتاج المكونات عالية التقنية، يعكس إدراكًا متقدمًا لأهمية التكنولوجيا كرافعة للتنمية.
المشروعات الجارية
وأوضحت أن المشروعات الجارية حاليًا من إنشاء مراكز للتصميم الإلكتروني، ودعم خطوط الإنتاج الذكية، إلى تطوير برامج تدريب متخصصة تؤكد وجود التزام حكومي واضح ببناء اقتصاد يعتمد على المعرفة والابتكار.
ولفتت إلى أن اليونيدو ترى في مصر بيئة واعدة لاحتضان صناعات المستقبل، سواء في مجالات الأنظمة الذكية، الطاقة النظيفة، التقنيات منخفضة الانبعاثات، الإلكترونيات، والتصنيع المتقدم.
وقالت إن المنظمة تعمل على تعزيز الشراكات مع القطاع الخاص، وتمويل الابتكار التكنولوجي، وتقديم الدعم الفني لضمان التنفيذ الفعال لمشروعات التحول الرقمي الصناعي.
وأكدت دولون على أن ما يتم بناؤه في مصر اليوم يمثل منظومة متكاملة للتحول الصناعي الرقمي، وليس مجرد مجموعة مشاريع متفرقة، موضحة أن التكنولوجيا وتنمية المهارات وتعزيز الابتكار ستكون الأعمدة الأساسية لبناء صناعة أكثر حداثة ومرونة وقدرة على المنافسة إقليميًا وعالميًا.
وأكدت أن اليونيدو ستواصل دعم مصر في رحلتها نحو اقتصاد صناعي قائم على التكنولوجيا والاستدامة.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:









