فينتك جيت: مصطفى عيد
أكّد عمر المنير، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركتي «Sigma Fit» و«Meska AI»، أن امتلاك المعرفة والدافع القوي يشكّلان نقطة البداية لأي نجاح، موضحًا أن فهم أدوات الذكاء الاصطناعي والتعامل معها من منظور شخصي يمنح القدرة على بناء منتجات حقيقية قادرة على تغيير المجتمع وتحسين حياة الأفراد. وقال إن هذه التقنيات لم تعد بعيدة أو معقدة، بل أصبحت متاحة ويمكن لأي شخص استثمارها لصناعة حلول مؤثرة.
وأشار خلال كلمته ضمن فعاليات قمة SHE CAN إلى أن الذكاء الاصطناعي يمتلك قدرة واضحة على تغيير المجتمع نحو الأفضل، رغم إمكانية استخدامه بشكل سلبي أيضًا، إلا أن التركيز يجب أن يكون على الفرص الإيجابية التي يمكن البناء عليها. وأضاف أن الدول النامية، مثل مصر، لديها مشكلات عديدة، وهو ما يجعل الفرص أكبر لتطوير حلول تكنولوجية تُحدث أثرًا ملموسًا، خصوصًا في الملفات المرتبطة بالمجتمع والمرأة والتعليم.
وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يتحول إلى أداة قوية في يد أي فرد، سواء في التعلم أو إعادة شرح العلوم أو تلخيص المحتوى المعقد أو تقديم المعرفة بطريقة مبسطة. وشدد على أن هذه القدرات قد تكون فارقة بالنسبة للنساء تحديدًا، خاصة في ظل ضغوط الوقت والموارد التي تحول أحيانًا دون خوض تجارب تعليمية جديدة، مشيرًا إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعلم الذاتي أصبح فرصة متاحة للجميع.
وأكد أن بناء المنتجات التكنولوجية لم يعد مقتصرًا على المتخصصين، موضحًا أن القليل من الاطلاع والتدريب – من 40 إلى 60 ساعة – قد يمكّن أي شخص من تطوير موقع إلكتروني متكامل أو أداة تقنية تعمل بكفاءة. وقال إن هدفه الأساسي من اللقاء هو تحفيز العقول لاستكشاف هذه التقنيات التي ستغيّر العالم خلال السنوات المقبلة.
ودعا الحضور إلى البدء بتعلّم أساسيات علوم الذكاء الاصطناعي والتعرّف على تاريخه ومجالاته وأقسامه، مثل تعلّم الآلة والتعلّم العميق، ثم الانتقال إلى مهارات الـ Prompting و«هندسة المحادثات»، باعتبارها مهارة محورية في العصر الحالي. وأوضح أن القدرة على مخاطبة الآلة بالشكل الصحيح تمنح نتائج أفضل بأضعاف، تمامًا كما ينجح المدير حين يفهم فريقه ويعرف كيفية توجيهه.
وأضاف أن أهم مهارة في الوقت الراهن هي القدرة على «توجيه الذكاء»، مشبّهًا الأمر بمن يُسلّم سيارة ثم يقرر كيف يستغلّ إمكاناتها: في العمل، أو مساعدة الأسرة، أو تحويلها إلى مشروع مربح. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح سلعة متاحة، لكن التفوق الحقيقي يكمن في الشخص القادر على توجيه قدراته واستثمارها.
وفي سياق الحديث عن التوظيف، أوضح أنه بدأ يغيّر معاييره في اختيار فريق العمل؛ فعدد سنوات الخبرة لم يعد العنصر الأهم، بقدر ما أصبح التركيز على «الذكاء الخام» والقدرة على حل المشكلات بطرق مبتكرة، وهو ما يختبره عادة عبر مجموعة من الألغاز التحليلية مع إتاحة استخدام الإنترنت أثناء التقييم.
أكّد أن القدرة على توظيف الموارد والسلع المتاحة تُعدّ من أقوى المهارات في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن هذا المبدأ ينطبق على التعليم والتربية أيضًا. وأضاف أن أحد أهم التساؤلات التي طرحها على نفسه هو: ماذا نعلّم أطفالنا الآن، وما هي المهارات التي يحتاجون إليها لمواجهة مستقبل متغير؟
وأوضح أنه أمضى أكثر من ألف ساعة في دراسة وتلخيص توقعات الخبراء حول شكل العالم بعد عشرين عامًا، مستعينًا بالذكاء الاصطناعي لتحليل المعلومات وتحديد المهارات الضرورية التي ينبغي نقلها للأجيال القادمة. وخلص إلى أن الذكاء الاصطناعي سيصبح جزءًا متأصلًا من الحياة اليومية، لذلك من المهم تعليم الأطفال مهارات إنسانية أساسية، مثل علم النفس، فض النزاعات، والتفكير النقدي، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل القيم الإنسانية الأساسية.
وأكد أن المعرفة بالـ Prompting وهندسة المحادثات «Prompt Engineering» تشكّل خطوة مهمة للتمكن من الذكاء الاصطناعي، مشجعًا على متابعة الدورات التعليمية والفيديوهات التعليمية عبر الإنترنت لتطبيق المهارات عمليًا. وأضاف أن تعلم أساسيات الأتمتة «Automations» عبر برامج مثل n8n، والاستماع إلى البودكاست المتخصص في الذكاء الاصطناعي، مثل «AI Voice»، يمكّن الأفراد من متابعة التطورات وفهم كيفية تأثير التكنولوجيا على العالم.
وأشار إلى أن أي شخص يمكنه إعادة بدء مساره التعليمي والمهني بغض النظر عن خلفيته السابقة، مؤكدًا أن الفرص متاحة للجميع لتحقيق أثر ملموس في المجتمع، ونقل العلم للأجيال القادمة، وتحقيق الغاية المرجوة من قدراتهم. واعتبر أن الحافز الشخصي والطاقة الإيجابية من أهم عناصر النجاح، مؤكدًا أن رحلة التعلم والتطبيق عملية طويلة المدى تشبه سباق الماراثون، وليست مسابقة سرعة قصيرة.
وشدد على أن استكشاف الأدوات الجديدة والقدرة على استخدامها بشكل فعّال يمكن أن يتيح تحقيق ما كان يبدو مستحيلاً سابقًا، داعيًا الجميع للاستمرار في التعلم والتطوير والمساهمة في بناء مستقبل أكثر تأثيرًا وإيجابية.









