«الاتحاد الأوروبي» يحدد سقف حيازة «اليورو الرقمي» لحماية البنوك

فنتيك جيت: منار أسامة
أقرّ مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي الإطار العام لتصميم العملة الرقمية للبنك المركزي الأوروبي «اليورو الرقمي»، مع وضع حدود قصوى لمقدار ما يمكن للأفراد الاحتفاظ به، في خطوة تستهدف حماية القطاع المصرفي وتعزيز الاستقرار المالي.

وتهدف هذه القيود إلى الحد من التحويلات السريعة للودائع من البنوك التجارية إلى اليورو الرقمي، وهو ما قد يؤدي إلى تراجع أرباح البنوك من الفوائد ويؤثر على قدرتها على الحصول على مصادر تمويل منخفضة التكلفة.

بين الابتكار وحماية البنوك التقليدية

ويأتي القرار ضمن مساعي الاتحاد الأوروبي لتقديم وسيلة دفع رقمية حديثة وآمنة للمواطنين دون الإضرار بالبنية المصرفية القائمة. في المقابل، يرى بعض المنتقدين أن هذه الحدود قد تقلل من جاذبية وفاعلية اليورو الرقمي، وتوفر حماية إضافية للبنوك التقليدية على حساب المنافسة.

وفي الوقت نفسه، تتجه دول أخرى، مثل الولايات المتحدة، إلى الاعتماد بشكل أكبر على العملات المستقرة الخاصة، التي تتميز بسرعة الانتشار والابتكار وإمكانية الوصول العالمي، ما يفتح نقاشًا أوسع حول نماذج العملات الرقمية الأكثر قدرة على تلبية متطلبات الأسواق الحديثة.

موازنة دقيقة بين الابتكار والاستقرار

ويعكس التوجه الذي أقرّه مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي حرص صانعي السياسات على الموازنة بين الابتكار المالي والحفاظ على استقرار النظام المصرفي، خاصة في ظل المخاوف من أن يؤدي اليورو الرقمي إلى تسريع سحب الودائع من البنوك التجارية خلال فترات التوتر المالي.

ويُنظر إلى وضع سقوف للاحتفاظ بالعملة الرقمية كأداة وقائية تهدف إلى منع حدوث اختلالات مفاجئة في السيولة، وضمان استمرار دور البنوك في تمويل الاقتصاد الحقيقي.

اليورو الرقمي كأداة مكملة لا بديلة

كما يشير محللون إلى أن تصميم اليورو الرقمي بهذه الصيغة يعكس رؤية البنك المركزي الأوروبي لاعتبار العملة الرقمية مكمّلة للنقد التقليدي ووسائل الدفع القائمة، وليس بديلًا عنها.

ويهدف هذا النهج إلى تعزيز ثقة المستخدمين والمؤسسات المالية على حد سواء، مع إتاحة مزايا الدفع الرقمي الآمن وتقليل الاعتماد على مزودي خدمات الدفع غير الأوروبيين.

تحدي المنافسة العالمية في سوق المدفوعات

وفي المقابل، يفتح هذا التوجه نقاشًا أوسع حول قدرة العملات الرقمية الصادرة عن البنوك المركزية على المنافسة مع الحلول الخاصة، لا سيما العملات المستقرة التي تتمتع بمرونة أعلى وانتشار أسرع عبر الحدود.

ويرى مراقبون أن نجاح اليورو الرقمي سيعتمد على تحقيق توازن دقيق بين القيود التنظيمية وتجربة المستخدم، بما يضمن اعتماده على نطاق واسع دون تقويض الابتكار أو الإضرار بالقطاع المصرفي، في ظل تسارع السباق العالمي نحو مستقبل المدفوعات الرقمية.

روابط ذات صلة: