فنتيك جيت :منار أسامة
شهدت مراكز البيانات العملاقة توسعًا غير مسبوق حول العالم، مدفوعة بالسباق المتسارع للسيطرة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، في استثمارات تُقدر بمئات المليارات من الدولارات، وتُغير ملامح الاقتصاد العالمي والبنية التحتية الرقمية.
وتتجه كبرى شركات التكنولوجيا إلى بناء مجمّعات ضخمة من مراكز البيانات المخصصة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، معتمدة على شرائح عالية الأداء وقدرات حوسبة هائلة.
كما يأتي هذا التحول بعد مراحل سابقة شملت مراكز الحوسبة التقليدية ثم الحوسبة السحابية. ليبدأ الآن عصر “مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي” كثيفة الطاقة والموارد.
وأعلنت شركات تقنية عالمية خططًا لاستثمارات ضخمة في هذا المجال، تشمل إنشاء مراكز بيانات جديدة وتوسيع القائم منها. مع توجيه مليارات الدولارات لتأمين الشرائح المتقدمة والبنية التحتية اللازمة. وترافق ذلك مع صفقات معقدة بين مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي ومصنعي الرقائق ومشغلي مراكز البيانات. في إطار سباق محموم لتأمين القدرة الحاسوبية.
في المقابل، تثير هذه التوسعات مخاوف متزايدة بشأن استهلاك الطاقة والمياه. إذ تتطلب مراكز البيانات تبريدًا مكثفًا وتغذية كهربائية ضخمة.
وتشير تقديرات إلى أن الطلب على الطاقة الناتج عن الذكاء الاصطناعي بات يقترب من مستويات تفوق قطاعات رقمية أخرى. كما يفرض ضغوطًا على شبكات الكهرباء والموارد الطبيعية، خاصة في المناطق القريبة من مواقع الإنشاء.
كما بدأت آثار هذه المشروعات تظهر على المجتمعات المحلية. من زيادة حركة النقل والضغط على البنية التحتية، إلى مخاوف بيئية واقتصادية على المدى الطويل. ورغم ذلك، ترى شركات التكنولوجيا أن هذه الاستثمارات ضرورية لتلبية الطلب المتنامي على تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتعتبرها ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي والتحول الرقمي.
كما يحذر بعض المحللين من أن وتيرة الإنفاق المتسارعة قد تحمل مخاطر اقتصادية في حال تراجع العوائد المتوقعة. إلا أن قادة القطاع يؤكدون أن الذكاء الاصطناعي بات عنصرًا لا يمكن التراجع عنه. وأن مراكز البيانات العملاقة أصبحت العمود الفقري للمرحلة المقبلة من الاقتصاد الرقمي العالمي.
في هذا السياق، ومن ناحية أخرى، هناك العديد من الأخبار المرتبطة بالقطاع والتي يمكنك متابعتها:









