“أمازون” تتفاوض لبيع مجمع مكاتب وسط تباطؤ إيراداتها

تتفاوض “أمازون” (Amazon.com) لبيع مجمع مكاتب شاغرة بمنطقة خليج سان فرانسيسكو، كانت اشترته قبل 16 شهراً، ضمن أحدث جهودها للتخلص من توسعاتها خلال فترة الوباء، التي خلفت فائضاً بالمستودعات والموظفين.

في أكتوبر 2021، دفعت “أمازون” 123 مليون دولار لشراء المجمع، الذي تبلغ مساحته 29 فدانا، في ميلبيتاس بولاية كاليفورنيا، ضمن استراتيجية الشركة لإغلاق العقارات القريبة من المدن الكبرى، واستخدامها كمستودعات جديدة لتعزيز النمو المستقبلي.
وتتفاوض الشركة مع مطور عقارات تجارية لبيع مكاتبها بمركز مترو التجاري، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الوضع، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لعدم السماح لهم بمناقشة الصفقة علناً.
قال أحد المطلعين إن “أمازون” قد تتكبد خسارة من صفقة البيع، وقال آخر إن سعر البيع النهائي لا يزال قيد التفاوض.
تضررت سوق العقارات المكتبية بمنطقة خليج سان فرانسيسكو بشكل حاد خلال العامين الماضيين، وسط اتجاه الشركات للعمل عن بُعد والتخلي عن المكاتب لخفض التكاليف، ما تسبب في إخلاء نحو خُمس عدد العقارات المكتبية، وفقاً لتقرير الربع الرابع الصادر من “سي بي آر إي غروب” (CBRE Group Inc).
يبدو أن “أمازون” خططت لاستبدال مجمع المكاتب بمستودع للتوصيل، لكن عمليات التطوير توقفت بكافة أنحاء المنطقة بسبب اللوائح البلدية الجديدة وتزايد تكاليف البناء.
 من جانبه قال ستيف كيلي، المتحدث باسم “أمازون” في بيان: “نقيم شبكتنا باستمرار للتأكد من تلبيتها احتياجات أعمالنا، وضمن تلك الجهود، قررنا استكشاف إمكانية بيع مكاتبنا في مركز مترو التجاري، بينما نسعد باستمرار تواجدنا في المنطقة ومواصلة تقديم الخدمات للعملاء عن طريق محطتي التوصيل في ميلبيتاس”.
يؤكد قرار “أمازون” بيع المكاتب المخاطر التي خلفتها الاستراتيجية العقارية الجديدة للشركة، التي تبنتها خلال السنوات الأخيرة، حيث واصلت الشركة شراء العقارات العام الماضي بكافة أنحاء الولايات المتحدة، حسبما ذكرت بلومبرج نيوز.
وتضمن ذلك مباني قائمة وأراضي خالية، استعداداً لاستخدامها ضمن جيل جديد من مراكز التوصيل تسعى الشركة لتطويرها بنفسها، بينما كانت تعتمد من قبل على مطورين لشراء العقارات وبناء المستودعات.
مع تباطؤ نمو المبيعات عبر الإنترنت العام الماضي، بدأت “أمازون” التراجع عن استراتيجيتها العقارية، وأوقفت تطوير أرض مساحتها 193 فداناً خارج أوستن في تكساس. ومع بيع مكاتبها بمنطقة الخليج، بدأت الشركة، التي تتخذ من سياتل مقراً لها، التخلص من العقارات، في دليل على توقع إدارة الشركة استمرار تباطؤ النمو.
لم تتوقف “أمازون” عن فتح مرافق جديدة، من بينها مستودعات في أوماها، ونبراسكا، وسيوكس فولز، وساوث داكوتا، في وقت سابق من هذا الشهر، لكن بوتيرة أكثر تحفظاً هذا المرة مقارنةً بفترة الوباء، حيث كانت هناك حاجة ماسة وقتها لشراء كافة الأراضي المتاحة.
العام الماضي، بدأت “أمازون” أكبر عمليات تقليص وظائف على الإطلاق، سوف تنتهي بخفض 18 ألف وظيفة حول العالم، كما حذّرت أكبر شركة للتجارة الإلكترونية في العالم، التي من المقرر أن تعلن عن أرباحها في 2 فبراير، المستثمرين من تسجيل نمو مبيعات الربع الرابع أبطأ وتيرة في تاريخها.