تراجع أرباح “أرامكو السعودية” 38%..والشركة ترفع توزيعاتها النقدية 50%

كتب: فارس أحمد

تراجعت أرباح شركة أرامكو السعودية ،أكبر شركة نفط في العالم، بنسبة 38% خلال الربع الثاني من العام الحالي، إلى 112.8 مليار ريال (30.1 مليار دولار).

وذكرت الشركة على موقع البورصة السعودية ،الإثنين، كانت “أرامكو السعودية” قد سجلت أرباحا قيمتها 181.6 مليار ريال (48.4 مليار دولار) في الفترة المقارنة من 2022.

وأعادت الشركة سبب انخفاض الأرباح إلى انخفاض أسعار النفط الخام، وضعف هوامش أرباح أعمال التكرير والكيميائيات.

وقابل ذلك جزئيًا انخفاض الريع على إنتاج النفط الخام، والذي يعزى بشكل كبير إلى انخفاض أسعار النفط الخام وانخفاض متوسط معدل الريع الفعلي، وانخفاض ضرائب الدخل والزكاة.

وأوضحت الشركة أن إيراداتها تراجعت 28% في الربع الثاني إلى 402.6 مليار ريال (107.3 مليار دولار) مقابل 562.1 مليار ريال (نحو 150 مليار دولار) في الفترة المناظرة من العام الماضي.

يشار إلى أن أسعار النفط خلال الربع الثاني من العام الجاري، مقابل ارتفاعها بشكل كبير في نفس الفترة من 2022 متجاوزة 100 دولار بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

ومطلع نوفمبر 2022، بدأت السعودية ودول تحالف أوبك+ خفض الإنتاج بمليوني برميل يوميا، فيما بدأوا خفضا إضافيا بشكل طوعي بواقع مليون برميل اعتبارا من مطلع مايو الماضي.

من ناحية أخرى، أعلنت الشركة عن توزيع أرباحا نقدية على مساهميها عن الربع الثاني بقيمة 110.2 مليار ريال (29.4 مليار دولار) تمثل 0.46 ريال (0.12 دولار) للسهم، موزعة بين 73.16 مليار ريال (19.5 مليار دولار) توزيعاتها الأساسية، بالإضافة إلى 37 مليار ريال (9.9 مليار دولار) توزيعات مرتبطة بالأداء لأول مرة، ما رفع التوزيعات بنسبة 50 بالمئة عن الفترة المناظرة من العام الماضي.

يذكر أن “أرامكو السعودية” كانت قد أعلنت في الربع الأول من العام الجاري عن عزمها اعتماد آلية لتوزيع الأرباح مرتبطة بالأداء، وذلك بالإضافة إلى الأرباح الأساسية المستدامة والمتزايدة التي تقوم الشركة بتوزيعها حاليًا والتي تنوي المحافظة عليها.

وذكرت أنها تستهدف أن تبلغ تلك الأرباح المرتبطة بالأداء ما نسبته 50 بالمئة إلى 70 بالمئة من التدفقات النقدية الحرة السنوية للمجموعة، وذلك بعد خصم توزيعات الأرباح الأساسية وأي مبالغ أخرى بما فيها الاستثمارات الخارجية، وسيتم تحديد هذه الأرباح مع النتائج السنوية.

وأوضحت إن قرار توزيع أي أرباح، بما في ذلك الأرباح المرتبطة بالأداء، خاضع لتقدير مجلس الإدارة المطلق بعد الأخذ بعين الاعتبار المركز المالي للشركة وقدرتها على تمويل التزاماتها بما يشمل خطط النمو الرأسمالي، ووفقًا لسياسة الشركة لتوزيع الأرباح.

ولفتت الشركة إلى أنها تعتزم توزيع الأرباح المرتبطة بالأداء بشكل ربعي.

كانت الحكومة السعودية قد أدرجت أسهم الشركة في 10 ديسمبر 2019، بعد طرح حصة منها للاكتتاب العام في أكبر اكتتاب أولي في التاريخ، كان قد جمع 25.6 مليار دولار، متجاوزا شركة علي بابا الصينية.

جاءت خطوة الحكومة السعودية كجزء من برنامجها للإصلاح الاقتصادي الهادف لتنويع مصادر الدخل بعيدا عن النفط، والذي تم إطلاقه في 2016 ويتضمن بيع العديد من الأصول الحكومية وطرح شركات حكومية عدة للاكتتاب.

وتعليقا على هذه النتائج، قال أمين الناصر رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، تعكس نتائجنا القوية مرونتنا وقدرتنا على التكيف خلال تقلبات السوق. كما نواصل إظهار قدرتنا على المدى البعيد لتلبية احتياجات العملاء في مختلف أنحاء العالم بمستويات عالية من الموثوقية. وبالنسبة لمساهمينا، فإننا نعتزم البدء في توزيع أول أرباح مرتبطة بالأداء في الربع الثالث.

وقال: “تظل نظرتنا على المدى المتوسط إلى البعيد دون تغيير. ومع الانتعاش المتوقع للاقتصاد العالمي على نطاق واسع، إلى جانب النشاط المتزايد في قطاع الطيران، فإن استمرار الاستثمارات في مشاريع الطاقة ستكون ضرورية لحماية أمن الطاقة.

وأضاف: “نحن نواصل العمل في أكبر برنامج إنفاق رأسمالي في تاريخنا، بهدف زيادة قدرتنا على إنتاج النفط الخام والغاز وتوسيع أعمالنا في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق من خلال مشاريع البتروكيميائيات، مثل توسعة مصفاة ساتورب بقيمة 41.3 مليار ريال سعودي (11.0 مليار دولار) مع شركة توتال إنيرجيز، وذلك مما يعد ضروريا لتلبية الطلب في المستقبل”.

وتابع: “في الوقت نفسه، لا نزال متفائلين بشأن إمكانات التقنيات الجديدة لتقليل الانبعاثات من أعمالنا التشغيلية، كما أن شحنات الأمونيا الزرقاء الأخيرة إلى آسيا تسلط الضوء على اهتمام السوق المتزايد بإمكانات حلول الطاقة البديلة منخفضة الكربون”.

روابط ذات صلة…