مركز دبي المالي العالمي يرسخ مكانة دبي كمركز عالمي لاستقطاب المواهب

كتب:محمد بدوي

أصدر مركز دبي المالي العالمي، المركز المالي الرائد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، وبالتعاون مع مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية، إحدى أكبر مزودي البيانات الخاصة بالأسواق المالية والبنية التحتية في العالم، اليوم تقريراً موسعاً بعنوان “مستقبل المواهب العاملة ضمن الخدمات المالية” (التقرير) يسلط فيه الضوء على مكانة دبي المتنامية كمركز عالمي رائد لاستقطاب المواهب.

يعد تقرير “مستقبل المواهب العاملة ضمن الخدمات المالية” التقرير الثالث ضمن سلسلة من التقارير التي يتم من خلالها إلقاء الضوء على أهم التوجهات السائدة في القطاع المالي في دبي.

ويوفر التقرير نظرة عامة على المشهد الحالي لمواهب الخدمات المالية وما يتوقعه الموظفون من رؤساء عملهم. وتكشف النتائج عن تحول نموذجي في أولويات الموظفين، حيث يتركز اهتمامهم بشكل كبير اليوم على تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية، ورفاه الموظفين، ومجموعة واسعة من المزايا غير المالية الأخرى.

علاوة على ذلك، يبحث موظفو القطاع بشكل متزايد عن الهدف والقيم والإنجاز في حياتهم العملية اليومية. وتوفر نتائج التقرير لرؤساء العمل مجموعة غنية من البيانات والمعلومات والمبادئ التوجيهية التي من شأنها إعادة تشكيل أساليب الإدارة في القطاع.

وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي: “يشكل مركز دبي المالي العالمي أكبر منظومة للخدمات المالية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، إذ يضم أكثر من  39,000 موظف، يمثلون أكثر من 160 جنسية. وفي عام 2022، وفرنا المزيد من فرص العمل الجديدة أكثر من أي مرحلة سابقة منذ تأسيس المركز. ويتجلى التزامنا برعاية وتنمية المواهب من خلال عدة مبادرات من بينها أكاديمية مركز دبي المالي العالمي التي تقدم تعليماً عالمي المستوى، ومركز إنوفيشن هب‘ الذي يوفر برامج تدريبية شاملة بالتعاون بين الشركات الناشئة والمؤسسات المالية. وتقوم منظومة المركز المالي على تبني واعتماد النهج الابتكاري وتدعم جهود التطوير والتنوع وتوفير بيئة مواتية للمواهب العالمية، بينما نواصل مسيرة التمكين عبر استقطاب أعداد أكبر من المهنيين العالميين من مختلف أنحاء العالم”.

ويتناول التقرير الجديد احتياجات كوادر الخدمات المالية سريعة التغير بعد جائحة كوفيد-19، حيث يحلل البيانات الصادرة عن عدة هيئات عالمية موثوقة بما في ذلك المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يوضح أن 80% من الشركات تتوقع تنفيذ عمليات التعلم والتدريب أثناء العمل خلال الأشهر الـ 12 المقبلة.

ويشير التقرير كذلك إلى الرغبة المتزايدة بين الموظفين في تحدي أنفسهم، حيث يبدي77% من الموظفين استعدادهم لتعلم مهارات جديدة أو إعادة التدريب بشكل كامل.

“الاستقالة العظمى”

تكشف إحدى النتائج الرئيسية أنه خلال وبعد جائحة كوفيد-19، قامت أعداد أكبر من المعتاد من الموظفين بترك وظائفهم طوعاً لأسباب أخرى غير الرواتب والمزايا. ويظهر التقرير أن 4.5 مليون عامل في الولايات المتحدة استقالوا من وظائفهم لأسباب أخرى غير التقاعد في مارس 2022، ويمثل ذلك زيادة قدرها 152,000 عن الشهر السابق وفقاً للبيانات المقدمة في تقرير فرص العمل ودوران العمالة من مكتب إحصاءات العمل الأمريكي.

ووفقاً لبحث أجراه مركز “بيو” للأبحاث في فبراير 2022، كانت الأسباب الرئيسية لترك الوظائف هي انخفاض الأجور (63%)، وعدم توفر فرص للتقدم الوظيفي (63%)، والشعور بعدم الاحترام في العمل (57%).

الهدف والقيم والإنجاز

يشير التقرير أيضاً إلى أن الموظفين الذين يرون ويجدون غاية وهدف من القيام بعملهم يميلون لأن يكونوا أكثر إنتاجية واحتمالية بقائهم في المؤسسة التي يعملون لديها أكبر. علاوة على ذلك، فإن التوافق في القيم والأهداف بين كل من الموظفين والمؤسسة، يؤدي إلى تعزيز العلاقة وتحقيق ارتباط أعمق بينهما، وبالتالي زيادة الولاء للمؤسسة. وتميل هذه الفئة إلى نصح الأشخاص من خارج نطاق العمل بالانضمام والعمل لدى هذه المؤسسة.

ويستند التقرير إلى استطلاع أجرته شركة “ماكنزي آند كومباني” في الولايات المتحدة، والذي يشير إلى أن 63% من الأشخاص المشاركين في الاستطلاع يرغبون في أن يوفر لهم صاحب العمل فرصاً أكثر لتحقيق الهدف والغاية في عملهم اليومي. ويتيح ذلك لأصحاب العمل فرصاً فريدة لتشجيع الموظفين من جميع المستويات لتطوير وتحقيق هدفهم في العمل.

العمل عن بعد – التوجه المعتمد والمستمر

يُظهر تحليل “ماكنزي” في التقرير أن العمل عن بعد هو التوجه المعتمد حالياً وحسب المؤشرات فهو خيار معتمد وفي الفترة المقبلة سيتم الاستمرار في اعتماده.  وبينما قال 58% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يستطيعون العمل من المنزل بدوام جزئي، أبدى 65% منهم استعدادهم للعمل عن بُعد طوال الوقت.

ومع ذلك، ينصح التقرير الشركات بضرورة التجربة والتكيف في معالجة العوامل التي تزيد من مخاطر استقالة الموظفين مثل الأصالة، والعمل الهادف، وشفافية الأجور.

كل هذه الأمور تصبح أصعب عندما لا يعمل الموظفون في نفس الموقع كل يوم. كما تحتاج الشركات إلى الاستثمار في تقنيات جديدة لدعم الموظفين العاملين عن بُعد واتباع سياسة سليمة فيما يتعلق بالأجور والترقيات وغيرها من المكافآت لتجنب التحيز للموظفين داخل المكاتب على حساب العاملين عن بُعد.

خمس توجهات أساسية لتحسين إدارة صاحب العمل

يقدم تقرير مركز دبي المالي العالمي خمس ممارسات واضحة تساهم، في حال تطبيقها، في زيادة توافر وتنوع المواهب المتاحة للعمل في شركات الخدمات المالية. ويشمل ذلك:

  • تحسين عملية ترقية المواهب
  • تمكين الموظفين عبر تطوير مهاراتهم
  • الهدف والإنجاز في العمل
  • تقديم تعويضات ومزايا أفضل
  • اتباع نماذج عمل مرنة

ويشير التقرير إلى ضرورة أن تنظر إدارات المؤسسات المالية في نتائج الاستطلاع إذا أرادت الاستفادة من توقعات الموظفين المتغيرة واستقطاب المواهب التي تحتاجها. ورجح التقرير كذلك أن يتمكن أصحاب العمل الذين يتقبلون ترتيبات نظام العمل عن بعد والهجين من استقطاب المواهب المطلوبة. وينصح التقرير أصحاب العمل أيضاً بإعادة النظر في أساليب الإدارة الحالية وتكييفها لكي يتمكنوا من الاحتفاظ بأصحاب الكفاءات من موظفيهم.