أوليفر وايمان: أكثر من 50% من الموظفين في الإمارات يفضلون العمل مع «زميل رقمي» عن الزملاء البشريين
74 % من الموظفين في الإمارات الذكاء الاصطناعي
كتب:محمد بدوي
طرح تقرير جديد صادر عن أوليفر وايمان، شركة الاستشارات الإدارية العالمية وإحدى شركات مارش ماكلينان ورمزها في بورصة نيويورك (MMC)، رؤى وأفكاراً جديدة حول مدى التحول الذي يُحدثه الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشركات والمجتمعات بجميع أرجاء منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وكشف التقرير الذي تم نشره قبيل انطلاق فعاليات القمة العالمية للحكومات في دبي خلال الفترة ما بين 12-14 فبراير 2024، أنه يجب على جهات العمل بذل جهود إضافية من أجل تدريب الموظفين على أوجه استخدام الذكاء الاصطناعي وتعريفهم بها وذلك بالتزامن مع تنامي مستويات استخدام الموظفين في دولة الإمارات العربية المتحدة للذكاء الاصطناعي في عملهم. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن “الذكاء الاصطناعي والآفاق المستقبلية الجديدة” سيكون أحد المحاور الأساسية الستة لجدول أعمال القمة العالمية للحكومات، حيث يعكس الوعي المتنامي والمخاوف المتزايدة والمرتبطة بهذه التكنولوجيا المتطورة.
وعلى الرغم من تسليط التقرير الضوء على كون الإمارات العربية المتحدة من ضمن الدول الرائدة في العالم في نشر الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلا أنه يشير أيضاً إلى جملة من التحديات المصاحبة لهذا الدور الريادي الذي تؤديه الدولة. وبالمجمل، فقد أفاد 74% من الموظفين في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي في أماكن عملهم يومياً، في حين أن 91% يريدون أن تقوم شركاتهم بتدريبهم حول استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل. وبالمقابل، فإن 84% من الموظفين في دولة الإمارات العربية المتحدة يتلقون حالياً التدريب على الذكاء الاصطناعي، وهي نسبة تتخطى المعدل العالمي البالغ 64% في الدول الـ16 التي شملها التقرير وتشير أيضاً إلى إمكانية إجراء تحسينات إضافية في هذا المجال.
وقال جاد حداد، رئيس قسم القطاع الرقمي في الهند والشرق الأوسط وأفريقيا لدى أوليفر وايمان: “نظرًا لتصدر دولة الإمارات العربية المتحدة مكانة مرموقة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنه يجب على جهات العمل مواكبة تطورات هذه التكنولوجيا وفهم كيفية تأثيرها على الشركات، والبحث عن أفضل السبل لدمجها في عمليات الشركات وممارساتها. ويسلط هذا البحث الضوء على استعداد الموظفين للاستفادة من الذكاء الاصطناعي، كما يلفت انتباه جهات العمل إلى ضرورة الأخذ بزمام الأمور في هذا السياق لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة تعود بالنفع عليها وعلى موظفيها وعملائها والمجتمع بصورة عامة”.
قد يترتب على استخدام الموظفين للذكاء الاصطناعي بدون تدريب صحيح ومناسب خطورة كبيرة خاصة وأنها تمس أمن المؤسسات. وفي هذا السياق أفاد 94% من الموظفين الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة باحتمال قيامهم بكشف بيانات خاصة بمؤسساتهم خلال استخدامهم الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يشكل خطراً مستمراً على تلك المؤسسات.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤثر الذكاء الاصطناعي تأثيراً سلبياً على معدلات استبقاء الموظفين وذلك نتيجة للتغيرات في سلوك الموظفين بسبب الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي، إذ أفاد نحو 25% من الموظفين في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنهم يبحثون عن عمل بسبب التغييرات الجذرية التي يحدثها الذكاء الاصطناعي.
كما أظهر البحث انفتاح الموظفين على استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة عند تغييرهم لعملهم، إذ أشار 41% من الذين شملهم الاستطلاع في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى أنهم منفتحون على قيام الذكاء الاصطناعي بمراجعة طلبات العمل الخاصة بهم ومساعدتهم في الانتباه للتغيرات المحتملة في مستقبل التوظيف.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أشار أكثر من نصف الموظفين في دولة الإمارات العربية المتحدة (52%) إلى أنهم يفضلون العمل مع “زميل رقمي” عبر تقنية الذكاء الاصطناعي بدلاً من الزميل البشري، ما يشير إلى إمكانية استجابة طواقم العمل بشكل جيد إلى زيادة جهات العمل لمستويات استخدام الذكاء الاصطناعي في أماكن العمل بشكل ملموس.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم إجراء “استطلاع أوليفر وايمان للذكاء الاصطناعي” خلال شهري أكتوبر ونوفمبر 2023 من قبل منتدى أوليفر وايمان (المركز الرائد لأبحاث الاستشارات الإدارية التابع للشركة)، وشمل أكثر من 12,000 موظف في 16 دولة.