كتب:مصطفى عيد
أعلن بنك الكويت الوطني عن توقيع عدد من الاتفاقيات البارزة على هامش فعاليات النسخة الثامنة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، بقيمة إجمالية تصل إلى 6.2 مليار ريال سعودي (نحو 1.6 مليار دولار ).
وتعكس هذه الاتفاقيات التزام البنك الراسخ بدعم رؤية السعودية 2030، في ظل مواصلته توسيع نطاق تواجده في كافة أنحاء المملكة. ومن خلال شراكاته مع أبرز الشركات الرائدة، يعزز بنك الكويت الوطني مكانته كشريك مالي موثوق يكرس جهوده لدعم التحول الاقتصادي الطموح وتطوير البنية التحتية في البلاد.
التأجير التمويلي
وتسلط هذه الشراكات الاستراتيجية، التي تغطي مجموعة من القطاعات بما في ذلك التأجير التمويلي وتطوير البنية التحتية ومشاريع الطاقة، الضوء على النهج الاستباقي الذي يتبعه بنك الكويت الوطني في تعزيز النمو المستدام وتعميق التعاون الفعال.
واستناداً إلى فهمه العميق للمشهد الاقتصادي المتغير في السعودية، يعمل البنك على تطوير حلول تمويلية مبتكرة تنسجم مع الأجندة الوطنية.
ومن خلال توقيعه لهذه الاتفاقيات المؤثرة، يؤكد بنك الكويت الوطني التزامه طويل الأمد تجاه المنطقة، مما يسهم في تعزيز مكانته في السوق ويعزز أيضاً من مساهمته في تحقيق أهداف تطوير البنية التحتية للمملكة.
شراكات استراتيجية
وتضمنت الاتفاقيات التي وقعها بنك الكويت الوطني خلال المؤتمر ، إبرام اتفاقية إطارية مع شركة أكوا باور بقيمة 2.6 مليار ريال سعودي (نحو 690 مليون دولار).
وتهدف هذه الشراكة الاستراتيجية إلى دعم خطط التوسع المستمرة لشركة أكوا باور داخل المملكة والأسواق الأخرى. وتعتبر أكوا باور أكبر شركة خاصة في مجال تحلية المياه في العالم، والأولى في مجال الهيدروجين الأخضر، والرائدة في مجال تحول الطاقة. وتعمل الشركة في 13 دولة عبر الشرق الأوسط وأفريقيا ووسط وجنوب شرق آسيا.
ومن خلال هذه الاتفاقية، يعزز بنك الكويت الوطني ويدعم مبادرات أكوا باور لتلبية الطلب المتزايد على موارد الطاقة والمياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يعكس التزامها بالتنمية المستدامة والابتكار في هذه القطاعات الحيوية.
كما أبرم بنك الكويت الوطني اتفاقية تسهيلات ائتمانية مع شركة الجهاز للمقاولات بقيمة تتجاوز 1.8 مليار ريال سعودي (نحو 480 مليون دولار). وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز متطلبات رأس المال العامل لشركة الجهاز، في إطار استمرارها في تنفيذ مشاريع البنية التحتية الحيوية.
وعلى وجه التحديد، يمول بنك الكويت الوطني أحد العقود الثلاثة التي تستخدمها شركة الجهاز لدعمها في تنفيذ تطوير أكبر مشروع لتخزين الطاقة في العالم في المملكة، بسعة تصل إلى 7.8 جيجاوات/ساعة. وبفضل مما تتميز به من خبرات تتجاوز أكثر من 45 عاماً، تعتبر شركة الجهاز من شركات المقاولات المتخصصة والتي تشتهر بقدراتها الهندسية والتصميمية والإنشائية المتميزة.
وفي إطار جهوده المستمرة لدعم المشاريع الكبرى، وقع بنك الكويت الوطني اتفاقية تسهيلات ائتمانية مع مجموعة عبر المملكة السعودية القابضة، والتي تشمل شركة عبر المملكة سبك وشركة عبر المملكة العقارية، بقيمة تتجاوز مليار ريال سعودي (نحو 267 مليون دولار).
وتهدف هذه الاتفاقية إلى دعم احتياجات رأس المال العامل واستثمارات المجموعة. وتمتاز مجموعة عبر المملكة السعودية القابضة بخبرة تزيد عن 30 عاماً، حيث تعمل في مختلف القطاعات، بما في ذلك البناء والتصنيع، والتشغيل والصيانة، والنقل، والمياه، والتطوير العقاري، والاستثمار، مما يسهم في دفع النمو الاقتصادي للمملكة وتعزيز أهدافها التنموية الاستراتيجية.
ووقع بنك الكويت الوطني اتفاقية تسهيلات ائتمانية مع شركة اليسر للإجارة والتمويل، تصل قيمتها إلى 750 مليون ريال سعودي (نحو 200 مليون دولار).
وتهدف هذه الشراكة إلى تعزيز الأنشطة التمويلية لشركة اليسر، مما يمكنها من تلبية الطلب المتزايد في المملكة. وتعتبر اليسر من الشركات الرائدة في مجال التمويل والتأجير التمويلي، وهي مرخصة من البنك المركزي السعودي وتتميز بتخصصها في تقديم حلول التمويل الاستهلاكي والتجاري.
التركيز على النمو الاستراتيجي
نجحت مجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة لبنك الكويت الوطني في ترسيخ حضورها القوي في المنطقة، بدعم من فريق مكون من أكثر من 300 مصرفي متمرس يعملون في 11 دولة. اما داخل السوق السعودية، عزز بنك الكويت الوطني مكانته المتميزة في قطاع الخدمات المصرفية للشركات بفضل جهود وتفاني أكثر من 30 خبيراً مصرفياً، بما يمكنه من تقديم الدعم الكامل لأنشطة نخبة من أكبر وأبرز العملاء في المملكة من القطاعين الحكومي والخاص.
وانطلاقاً من مركزه الريادي في القطاع المالي السعودي، يواصل بنك الكويت الوطني تكريس جهوده لدعم النمو والتنويع الاقتصادي بما يتماشى مع رؤية 2030.
وتؤكد اتفاقياته التي أبرمها مع الشركاء المحليين والدوليين البارزين التزامه بتعزيز المشاريع الكبرى في مجال البنية التحتية والطاقة، والتي ستسهم في تشكيل مستقبل المملكة.
مجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة: ريادة في التوسع العالمي
تعد مجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة لبنك الكويت الوطني تجسيداً لالتزام البنك بتقديم خدمات مصرفية عالمية متميزة تتخطى الحدود المحلية.
ومنذ تأسيسه كأول بنك وطني في دول مجلس التعاون الخليجي، كان بنك الكويت الوطني من أوائل البنوك الإقليمية التي خطت نحو التوسع العالمي، حيث بدأت رحلته الاستراتيجية في أوائل الثمانينيات.
ومنذ ذلك الحين، اتسعت البصمة الجغرافية للمجموعة لتشمل 13 دولة عبر أربع قارات، مما يتيح للبنك تقديم خدماته في 50 دولة حول العالم، مؤكداً مكانته الريادية في القطاع المصرفي العالمي.
ويعمل لدى بنك الكويت الوطني أكثر من 6,000 موظف في مختلف أنحاء العالم، في انعكاس واضح لتنوع عملياته التي تغطي أسواقاً رئيسية في آسيا، وأوروبا، وأمريكا الشمالية، والشرق الأوسط.
وكانت انطلاقة المجموعة في السعودية في العام 2006 بافتتاح أول فرع في جدة، ومنذ ذلك الحين، شهدت توسعاً ملحوظاً ليصل عدد فروعها إلى ثلاثة فروع، منتشرة في جدة والرياض والخبر، مما يعزز وجود البنك في المملكة ويدعم مسيرته نحو تقديم خدمات مصرفية متكاملة.
وتشكل مجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة لبنك الكويت الوطني ركيزة حيوية لنمو البنك وتوسعه المستدام. وتساهم الخبرات المتراكمة التي اكتسبتها المجموعة في تعزيز قوة هذه الشبكة على المستويين الإقليمي والدولي، بالإضافة إلى التزامها الراسخ بالحفاظ على أعلى المعايير المصرفية. وفي ظل التركيز المستمر على تعزيز تجربة العملاء، تكرس مجموعة بنك الكويت الوطني جهودها لخلق قيمة مضافة لعملائها، مما يساهم في تحقيق رؤيتها الاستراتيجية.
وتلعب العمليات الدولية دوراً جوهرياً في تعزيز إيرادات مجموعة بنك الكويت الوطني، حيث ساهمت هذه العمليات بنسبة 24% من صافي الايرادات التشغيلية للمجموعة و23% من الأرباح، و40% من إجمالي الأصول في النصف الأول من العام 2024.
وتعكس هذه الأرقام متانة الأداء التشغيلي وتؤكد نجاح استراتيجية التنويع التي تتبعها المجموعة، مما يعزز مكانتها في السوق ويعكس قدرتها على التكيف مع التحديات العالمية.
وفي إطار جهود بنك الكويت الوطني المتواصلة لتوسيع حضوره الدولي، تلعب مجموعة الفروع الخارجية والشركات التابعة دوراً محورياً في تحقيق مهمته الرامية إلى تقديم خدمات مالية استثنائية وحلول مبتكرة تلبي احتياجات العملاء في مختلف أنحاء العالم.
ومن خلال هذا النهج الاستراتيجي العالمي، يرسخ البنك موقعه كمؤسسة مالية رائدة وشريك استراتيجي قادر على التصدي لتعقيدات المشهد المالي العالمي، مما يعزز قدرته على تقديم قيمة استثنائية لعملائه.