كتب: محمد بدوي
مع استمرار الإمارات العربية المتحدة باستقطاب أعداد كبيرة جداً من المهنيين المحترفين من مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سلّطت البيانات الأخيرة المستمدَّة من الدراسات الشاملة التي أجراها “بيت.كوم ” (Bayt.com)، أكبر موقع للوظائف في منطقة الشرق الأوسط، الضوء على أسباب بروز الدولة كوجهة ذات جاذبية متزايدة في مجال التوظيف. فالمزايا العديدة التي تتمتّع بها الإمارات، مثل النمو الاقتصادي، وسوق العمل القوي، والمشهد الابتكاري العام للأعمال، تُعدّ عوامل أساسية في جذب الكفاءات، مما يجعل الدولة مركزاً محورياً للتوظيف على الصعيد الإقليمي.
ولاء الموظَّفين
ولقد أظهر الاستبيان الخاص بولاء الموظَّفين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (Employee Loyalty in MENA Survey) الذي أجراه “بيت.كوم” أن 55% من الموظَّفين يعملون مع شركاتهم الحالية منذ أربع سنوات أو أكثر، مما يؤكّد على المستويات العالية من الاستقرار في سوق الوظائف.
كما أعربت نسبة كبيرة من الموظَّفين بلغت 68% عن فخرها بالمنتَجات والخدمات التي تقدّمها شركاتهم، بينما أشارت نسبة 54% أنهم ينصحون الآخرين بقوّة بالانضمام إلى مكان عملهم.
وتوضح هذه المعلومات الدرجة العالية من تفاعل ورضى الموظَّفين، إذ إن ثلاثة على الأقل من بين كل خمسة موظَّفين يشعرون بالولاء تجاه شركاتهم الحالية.
علاوة على هذا، أكّد 38% منهم أنهم قد يبقون في شركاتهم الحالية لفترات أطول، حتى لو عرضت عليهم شركات أخرى رواتب أعلى. وهذا يُبيِّن مدى القدرة على الاحتفاظ بالموظَّفين لدى الشركات في الإمارات العربية المتحدة.
الرغبة في العمل الخاص
من ناحية أخرى، أشار الجانب المتعلّق بريادة الأعمال ضمن استبيان “بيت.كوم” للشرق الأوسط وشمال إفريقيا (Entrepreneurship in MENA Survey) إلى أن التوظيف الذاتي والمغامَرة بإنشاء العمل الخاص تلحظ تناميًا في المنطقة، ولقد أصبحت الإمارات قاعدة مفضَّلة للعديد من روّاد الأعمال الطامحين.
ووفقاً للاستبيان، أعرب 39% من المشارِكين فيه عن الرغبة بالعمل لحسابهم الخاص، ما يعني أن الإمارات تتمتّع بتصنيف عالٍ كموقع مفضَّل نظرًا لهيكلها التنظيمي الداعم وقدرة الوصول إلى الأسواق الدولية منها.
كما وجدت الدراسة أن 46% من المشارِكين الموظَّفين حاليًا يأملون بإطلاق أعمالهم الخاصّة، مدفوعين بعدّة عوامل مثل تحقيق الرضا الذاتي (45%) وحرّية الموازَنة بين العمل والحياة الشخصية (43%).
العوائق المالية
إلى جانب هذا، أوضح 55% من الذين شملهم الاستبيان في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن العوائق المالية هي التي تقف أمام تأسيسهم لأعمالهم الخاصّة، فيما يعتقد نحو النصف أن الخطوات الحكومية الأخيرة باتجاه تسهيل إجراءات إطلاق الأعمال قد أثّرت إيجابًا بالمشهد العام لريادة الأعمال.
تجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة تعزّز جاذبيتها أكثر عبر التركيز على تطوير المهارات المستقبلية، وهي أولوية بالنسبة للمهنيين المحترفين في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويوضح القسم المتعلّق بمستقبل العمل في الدراسة الخاصّة بالشرق الأوسط وشمال إفريقياFuture of Work in MENA) ) أن أكثر من 50% من الذين شملهم الاستبيان يشعرون بالتفاؤل حيال إمكانياتهم المهنية ويعتقدون أنهم سيحقّقون النجاح في سوق العمل المتنامي في الإمارات العربية المتحدة.
المهارات الرئيسية
وتشمل المهارات الرئيسية التي تُعتبَر ضرورية للنجاح المستقبلي كلاً من إدارة الوقت (97%)، والتواصل (96%)، والخبرات التقنية في مجالات معيَّنة مثل التكنولوجيا والهندسة (95% معاً). إضافة لهذا، من المتوقَّع أن يشهد الطلب على أدوار مثل هندسة البرمجيات (79%)، والرعاية الصحية (74%) والرعاية الصحية المتخصِّصة (73%) المزيد من الارتفاع، وهو ما يتوافق مع التزام الإمارات بتطوير اقتصاد قائم على المعرفة.
كما إن حوالي 65% من الجهات الموظِّفة تعتقد أن أساليب التوظيف عبر الإنترنت ستستمر بالتطوّر، مما يجعل عملية استقطاب وتوظيف الكفاءات أكثر سلاسة، وهو ما يتماشى مع جهود الإمارات المستمرّة لتطوير ورعاية بيئة صديقة للأعمال.
الخريجون الجدد
وفيما يتعلّق بالخرِّيجين الجدد، فإن الإمارات العربية المتحدة تُعتبَر وجهة مثالية للانطلاق بحياتهم المهنية.
ويُظهِر استبيان الخرِّيجين الجدد في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (Fresh Graduates in MENA Survey) من “بيت.كوم” أن 82% من الخرِّيجين راضون عن نوعية التعليم الذي تلقّوه، فيما أعرب 28% أن تعليمهم قد هيّأهم لدخول مجال العمل الذين يختارونه، رغم أن حوالي نصف الخرِّيجين يعتقدون أن الحصول على وظيفة سيشكل تحديًا نظرًا لغياب الخبرة (40%) والمعرفة المحدودة بسوق العمل (43%).
وجهة عالمية للتوظيف
وتبقى جاذبية دولة الإمارات قوية كوجهة للتوظيف، إذ أشار 75% من الخرِّيجين الجدد إلى رغبتهم بالانتقال للعمل ضمن مجلس التعاون الخليجي، مع اهتمام 60% منهم بالفرص المتاحة في الإمارات بالتحديد.
علاوة على هذا، هناك نسبة بارزة تبلغ 60% من المشاركين في الاستبيان تشعر بالتفاؤل حيال الفرص المهنية المتاحة في الإمارات العربية المتحدة مقارَنة مع أجيال أهاليهم، حيث أشاروا إلى استثمار الدولة بالتعليم وتطوير قوّة العمل.
الابتكار وريادة الأعمال
وعلّقت دينا توفيق، نائبة رئيس النمو في “بيت.كوم”، على نتائج الدراسة قائلةً: “إن تركيز دولة الإمارات العربية المتحدة على الابتكار، وريادة الأعمال، وتطوير قوّة العمل قد عزّز موقعها بقوّة كوجهة رائدة للنمو الوظيفي.
ونحن في “بيت.كوم” نفخر بدعم هذه الرؤية عبر ربط المهنيين المحترفين بالفرص الاستثنائية وذلك من خلال أدوات متطوّرة وشبكة واسعة جداً من المهنيين المحترِفين. وعبر تمكين الأشخاص والأعمال، فإننا نهدف لدفع النجاح في سوق الوظائف الذي يشهد تطوّراً سريعاً.”
مع بلوغ عدد سكّان الإمارات العربية المتحدة نحو 11 مليونًا واستمراره بالتزايد مع مرور الوقت، تعزّز الدولة موقعها أكثر كمركز بارز للاستقرار الاقتصادي والنمو المهني.
نمو عدد الشركات
ووفقًا لـ”مرصد سوق العمل” في الإمارات، فقد سجّلت الدولة معدَّل نمو قدره 14.5% في أعداد الشركات التي دخلت سوق العمل بين يناير وأكتوبر 2024، وهو ما يدعم أكثر الطلب على الموظَّفين المهرة وروّاد الأعمال. أما التزام الإمارات بتنويع قوّة العمل، وتطوير المهارات، وإيجاد بيئة مساعِدة في التقدُّم المهني، فتُعدّ عوامل تجعلها وجهة جاذبة للمهنيين المحترفين والخرِّيجين الطامحين على حدّ سواء.
هذه المعلومات المعمَّقة مجتمِعة والتي تم الحصول عليها من الدراسات الشاملة تعيد التأكيد على موقع الإمارات العربية المتحدة كخيار أبرز للأشخاص الساعين وراء التطوّر المهني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويبقى “بيت.كوم”
ملتزِماً بتمكين الساعين وراء الأعمال وذلك عبر تسهيل الوصول إلى الفرص التي تتوافق مع الاقتصاد الحيوي والمتنامي للدولة. وبفضل قاعدة بياناته الواسعة التي تضم نحو 52 مليون مهني محترِف، يستمر “بيت.كوم” بربط الكفاءات مع أصحاب العمل في مختلَف أنحاء الإمارات العربية المتحدة، وهو يدعم بذلك رؤية الدولة الرامية لإيجاد قوّة عمل تتميّز بالازدهار والشمولية.
– انتهى –
نبذة عن “بيت.كوم”
“بيت.كوم” (Bayt.com) هو أكبر موقع للوظائف في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وهو صلة الوصل بين الباحثين عن عمل وأصحاب العمل الذين ينوون التوظيف.
وكل يوم، يقوم أهم أصحاب العمل في المنطقة بإضافة آلاف الوظائف الشاغرة على المنصّة الحائزة على جوائز عدّة. وتستخدم أكثر من 60,000 جهة توظيف دولية هذه المنصّة في ظل وجود قاعدة بيانات تشمل ما يزيد عن 52 مليون شخص من أصحاب الكفاءات.