كتب:مصطفى عيد
شهد قطاع السياحة العالمي انتعاشًا غير مسبوق في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، مع وصول عدد السياح إلى مليار زائر، أي ما يعادل 98% من مستويات ما قبل الجائحة. ووفقًا لأحدث مقياس صادر عن منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية، من المتوقع أن يُحقق القطاع تعافيًا كاملاً قبل نهاية العام، رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية والمناخية.
برزت منطقة الشرق الأوسط كنقطة مضيئة في المشهد السياحي العالمي، محققةً نموًا قياسيًا بنسبة 29% مقارنة بعام 2019، متجاوزة بذلك جميع المناطق الأخرى. وكان أداء دول مثل قطر (141%) والمملكة العربية السعودية (61%) الأفضل على مستوى العالم، مما يعكس قوة جاذبية المنطقة للسياح الدوليين، مدعومة بالبنية التحتية المتطورة والمبادرات الاستراتيجية لتعزيز السياحة.
أظهر إنفاق السياح نموًا استثنائيًا يتفوق على زيادة أعداد الوافدين، ما يعزز دوره في دعم الاقتصادات المحلية. وصرح الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، زوراب بولوليكاشفيلي: “إن النمو القوي لإيرادات السياحة ليس فقط مؤشرًا على التعافي، ولكنه عامل حيوي يعزز ملايين الوظائف والشركات الصغيرة ويسهم في تعزيز ميزان المدفوعات والموارد الضريبية للدول.”
في أوروبا وأفريقيا، تجاوزت أرقام السياحة مستويات عام 2019 بنسبة 1% و6% على التوالي، فيما سجلت 60 وجهة عالمية أرقامًا تفوقت على ما حققته قبل الجائحة. ومن بين الدول البارزة، تألقت اليابان (59%) وتركيا (41%) وفرنسا (27%) من حيث نمو الإيرادات السياحية، في حين أظهرت الأسواق الناشئة مثل صربيا (99%) وباكستان (64%) معدلات نمو مذهلة.
انعكست قوة النمو أيضًا في زيادة الإنفاق السياحي الدولي من الأسواق الرئيسية مثل ألمانيا (35%) والولايات المتحدة (33%) وفرنسا (11%).
كما حققت الهند قفزة كبيرة بنسبة 81% في الإنفاق الخارجي حتى يونيو 2024، مما يبرز صعودها كلاعب رئيسي في السياحة العالمية.