كتب:مصطفى عيد
كشف تقرير تكنولوجيا المناخ لعام 2024 الصادر عن بي دبليو سي الشرق الأوسط عن تحولات هامة في المشهد الاستثماري للمنطقة، حيث شهدت شركات التكنولوجيا المناخية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط زيادة كبيرة في الاستثمارات، بلغت 47.3 مليون دولار أمريكي في 2024، مقارنة بـ 5.4 مليون دولار في 2023.
على الرغم من انخفاض التمويل العالمي في مجال التكنولوجيا المناخية بنسبة 28%، إلا أن منطقة الشرق الأوسط تواصل إعطاء الأولوية للقطاعات التحويلية مثل التنقل الكهربائي والتكنولوجيا المناخية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
هذا يشير إلى التزام المنطقة بدفع الابتكار في مجالات حيوية لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين الاستدامة البيئية.
يواصل التنقل الكهربائي الهيمنة على الاستثمارات الإقليمية، حيث يمثل 84% من إجمالي الاستثمارات في المنطقة. وتشير الاستثمارات الاستراتيجية في تقنيات المركبات الكهربائية إلى التزام قوي ببناء بنية تحتية للقطاع، وتعزيز الملكية الفكرية، والارتقاء بالمهارات التقنية المحلية في هذا المجال.
على سبيل المثال، تسعى المملكة العربية السعودية لاستثمار 39 مليار دولار أمريكي في قطاع تصنيع المركبات الكهربائية بحلول 2030، بينما تتجه الإمارات نحو زيادة نقاط الشحن لتلبية الطلب المتوقع.
الذكاء الاصطناعي يظهر كأداة رئيسية في النمو داخل قطاع تكنولوجيا المناخ، حيث استقطبت شركات تكنولوجيا المناخ المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط استثمارات قياسية بلغت 47.3 مليون دولار، مما يعكس الطموحات الإقليمية لإعادة تشكيل مستقبل التنقل باستخدام هذه التقنيات المتقدمة.
رغم التقدم الملحوظ في بعض القطاعات، يواجه قطاعا الطاقة والزراعة تحديات كبيرة من حيث التمويل، حيث تم تسجيل انخفاض في الاستثمار في تكنولوجيا المناخ المرتبطة بالطاقة من 22 مليون دولار أمريكي في 2023 إلى 13 مليون دولار أمريكي في 2024.
يعتبر هذا التراجع في التمويل بمثابة دعوة لتكثيف الجهود الاستثمارية في تلك المجالات لتعزيز الابتكار المحلي ودعم التحول نحو طاقة أكثر استدامة.
وعلّق الدكتور يحيى عنوتي، قائد قسم الاستدامة في بي دبليو سي الشرق الأوسط قائلًا: “إن معالجة فجوات التمويل في القطاعات الهامة مثل الطاقة ونظم الغذاء أمر في غاية الأهمية من أجل تسريع رحلة المنطقة نحو إزالة الكربون. ونحن ملتزمون في بي دبليو سي الشرق الأوسط بدعم الحكومات، والأعمال، والجامعات، والمستثمرين في مواءمة استراتيجياتهم مع أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية. ومن خلال تعزيز الابتكار، وتحسين التكنولوجيات المبتكرة محلياً، والاستفادة من الحلول التحولية، على سبيل الذكاء الاصطناعي والتنقل الكهربائي، يمكننا استكشاف فرص جديدة لتحقيق نمو مستدام. معًا، علينا تحفيز رأس المال والدفع إلى تحريكه بشكل فعّال من أجل تحقيق أثر مناخي حقيقي على الصعيدين المحلي والعالمي”.
وعلى الرغم من صعوبة بيئة الاستثمار، إلا أن تركيز المنطقة الاستراتيجي على التنقل والذكاء الاصطناعي يعكس نضجًا متناميًا في تحديد الفرص التي تحقق أثرًا كبيراً والسعي إلى اغتنامها. ومع ذلك، يبقى سدّ فجوات التمويل في القطاعات المعنية وتعزيز الابتكار محليًا مسألة أساسية لإحراز تقدم على مستوى تحقيق أهداف الانبعاثات الكربونية الصفرية وضمان الاستدامة على المدى الطويل.