بينها «الذكاء الاصطناعي» و «الأمن السيبراني».. «إس إيه بي كونكر» تحدد 5 عوامل رئيسية تحدد توجهات قطاع السفر والنفقات المرتبطة به في 2025

كتب: رامي سميح

استعرضت اليوم شركة إس إيه بي كونكر، وعلى لسان جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي كونكر” في منطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا، خمسة توجهات رئيسية يمكن اعتمادها في مجال إدارة السفر والنفقات المرتبطة به خلال العام القادم.

وتواصل مستويات ذكاء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تطورها باستمرار، وهناك مؤشرات واعدة بأن تسهم هذه التكنولوجيا في إحداث ثورة في الأدوات التي يستخدمها المسافرون ومديرو السفر بشكل يومي. ووفقاً لبحث أعدته “إس إيه بي كونكر”، فإن 95% من مسافري الأعمال منفتحون على مسألة اعتماد الأتمتة المعززة بالذكاء الاصطناعي في المهام المتعلقة بالتأشيرات والوثائق، وتتبع النفقات وإعداد التقارير بخصوصها، وتحديد خيارات السفر المستدامة. وفي الأثناء، عبّر 64% من مديري السفر حول العالم عن رغبتهم بأن يسهم الذكاء الاصطناعي في أتمتة جزء من مسؤولياتهم على الأقل.

ومع مواصلة تأثير الذكاء الاصطناعي على سفر الأعمال وتبسيط إجراءاته وتحسينها خلال عام 2025، استعرضت إس إيه بي كونكر 5 توجهات رئيسية يمكن اعتمادها في مجال إدارة السفر والنفقات المرتبطة به، وجاءت على النحو التالي:

استثمارات أكبر في الأنظمة الرقمية والأمن الإلكتروني

صحيح أن الذكاء الاصطناعي يساعد في تبسيط إجراءات السفر والنفقات، إلا أنه يسهم كذلك في زيادة إمكانية التهديدات الإلكترونية، ما يؤدي بدوره إلى زيادة احتمالات تعرض البيانات الحساسة الخاصة بالشركات والعملاء إلى الاختراق. وأصبحت حماية المعلومات الشخصية والمالية من أهم الأولويات وذلك نتيجة للارتفاع المستمر لمتوسط تكلفة اختراق البيانات عاماً بعد آخر.

وعليه، فسيكون تحقيق التوازن بين الابتكار والأمن من أهم محددات عام 2025 في هذا السياق، إذ ستستثمر المؤسسات في الحلول التقنية المتقدمة وفي بروتوكولات محسنة للأمن الإلكتروني، ما يمكّنها من تعزيز الإجراءات وتقليل المخاطر إلى أدنى الحدود الممكنة. ويعتبر هذا التوجه المزدوج مهماً من أجل الإبقاء على الثقة وتحقيق الازدهار في عالم اليوم الذي يشهد تزايداً في مستويات الأتمتة.

زيادة الضغوط على الميزانية ومتطلبات الامتثال

تستطلع الشركات بحذر في الوقت الحالي السبل الكفيلة بزيادة الاستثمارات في السفر وذلك بالتزامن مع تراجع مستويات التضخم. ومن المتوقع أن يواجه المراقبون الماليون في عام 2025 ضغوطاً متزايدة لتحسين ميزانيات السفر والنفقات ولكن من دون التأثير سلباً على الاستقرار المالي للمؤسسات.

بالإضافة إلى ذلك، سيحتل الامتثال وقدرة الاطلاع على الجوانب المختلفة للعمل موقعاً مركزياً في هذا الإطار، إذ ستقوم أعداد متزايدة من الشركات باعتماد منصات موحدة لإدارة السفر والنفقات، وضمان التطبيق المستمر للسياسات بما يتوافق مع تنامي وتيرة أنشطة السفر. وستقوم هذه الأنظمة بتوفير الحماية من الأخطاء المكلفة والاحتيال وخرق السياسات، وبالتالي تحقيق قيمة أفضل من كل عملية إنفاق في مجال السفر.

تقارير النفقات ستتطور إلى تقارير استثناءات

يقوم الذكاء الاصطناعي بإحداث تغير جذري في إدارة النفقات وجعل الإجراءات أكثر سرعة ودقة. ويمكن لمديري السفر تقليل الوقت اللازم لإجراء الأبحاث وتقييم التكاليف بما يصل إلى 83% ومن ثم تفصيل النفقات تلقائياً بعد الرحلات بما يضمن الامتثال ويقلل من فترات التأخير الناتجة عن انتظار الحصول على الموافقات وإعادة سداد النفقات.

وسيسهم الذكاء الاصطناعي في عام 2025 في مواصلة تحسين هذه العمليات من خلال استبدال التقارير التقليدية للنفقات بتقارير الاستثناءات (Exception Reports) التي تشير فقط إلى الانحرافات عن سياسات السفر والنفقات، ما يتيح لمديري السفر إجراء عمليات تدقيق دقيقة وكشف الاحتيال والتخلص من الأخطاء بسهولة ويسر.

نهج تعاوني لاعتماد الذكاء الاصطناعي

يشهد دور الذكاء الاصطناعي في مجال السفر المؤسسي تحولاً من كونه تكنولوجيا مُستحدثة لكونه ضرورة أساسية للعمل. ومن المتوقع أن يركز دمج الذكاء الاصطناعي في عام 2025 على تعزيز الكفاءة والتخصيص، مع الحرص في ذات الوقت على الحفاظ على الطابع البشري.

وستصبح القدرات من قبيل التنبؤ بالتكاليف قبل الرحلات والتوصيات المتعلقة بمسار الرحلة والمتوافقة مع السياسات من الأمور المعيارية المعمول بها، ما يساعد المؤسسات على تحسين النفقات والامتثال. كما سيقوم مسافرو الأعمال ومديرو السفر باستطلاع الإمكانيات الأوسع للذكاء الاصطناعي من أجل تبسيط سير العمل وتحسين التوقعات وتخطي العقبات بمرونة.

ويسلط هذا التبني المدروس الضوء على مكانة الذكاء الاصطناعي كحليف استراتيجي للإشراف والتوجيه البشري وليس بديلاً عنه.

الطلب المتنامي على التجارب المتميزة للمستخدمين

تتزايد توقعات المسافرين بحصولهم على تجربة متميزة وميسرة وذلك بالتزامن مع التعافي الذي يشهده قطاع سفر الأعمال، إذ تسهم التكنولوجيا المتطورة في دفع عجلة الطلب على التحديثات الآنية بخصوص العقبات وإلغاء الحجوزات والمخاوف المتعلقة بالسلامة.

ويتم تطوير أنظمة السفر والنفقات المعززة بالذكاء الاصطناعي من أجل تلبية هذه الاحتياجات، وتوفير حلول تساعد في تحقيق الالتزامات المهنية، وتمكين المؤسسات من دعم الموظفين في سيناريوهات السفر غير المتوقعة.

وقال جواو كارفاليو، المدير التنفيذي لشركة “إس إيه بي كونكر” في منطقة جنوب أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا: “سيشهد عام 2025 تحولاً نحو التطبيق العملي للذكاء الاصطناعي وذلك بعد أعوام من الضجة التي أثيرت حوله، ولذلك يتوجب على الشركات ضمان التوازن الصحيح بين الابتكار والأمن وكفاءة التكاليف حتى تتمكن من المحافظة على تنافسيتها في قطاع السفر والنفقات دائم التطور. ولا شك بأن تحقيق هذا التوازن بإتقان سيكون حجر الزاوية للنجاح خلال العام المقبل”.