شركات عالمية لـ «فنتيك جيت»: ابتكارات التكنولوجيا المالية والبلوك تشين توفر حلولاً آمنة للمدفوعات الرقمية

بريم أناند فيلوماني: التكنولوجيا المالية تستخدم تشفيرًا قويًا وتدابير أمنية لحماية بيانات المستخدم

سوميش كريشنا: الأمن السيبراني ضروري لبناء الثقة في عالم الخدمات المالية

نير زوك: توظيف الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية يهدد المؤسسات

كتب – رامي سميح

أكد مسؤولون في شركات عالمية متخصصة في الخدمات المالية والأمن السيبراني أن ابتكارات البلوك تشين والتكنولوجيا المالية توفر حلولاً أكثر أمانًا للمدفوعات والمعاملات الرقمية، لا سيما مع استخدامها بروتوكولات تشفير قوية وتدابير أمنية مثل المصادقة الثنائية والتحقق البيومتري، وذلك لحماية بيانات المستخدم وتأمين المعاملات.

وأضاف هؤلاء في تصريحات خاصة لبوابة التكنولوجيا المالية «فنتيك جيت – Fintech Gate»، أن التكنولوجيا المالية تستفيد من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لاكتشاف الاحتيال من خلال تحليل أنماط المعاملات في الوقت الفعلي، مما يوفر حماية محسنة من عمليات الاحتيال، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن التكنولوجيا المالية تُقلل من المخاطر المرتبطة بالتسويات المتأخرة، خاصة في التجارة العالمية، مما يضمن معاملات أسرع وأكثر أمانًا.

بروتوكولات تشفير قوية

في البداية، قال بريم أناند فيلوماني، المدير المعاون للتحالفات الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى «زوهو» العالمية، إن ابتكارات البلوك تشين والتكنولوجيا المالية تسهم في زيادة مستويات الشفافية والكفاءة والأمان ضمن النظام البيئي للمدفوعات، كما يمكنها أن توفر حلولاً أكثر أمانًا للمدفوعات والمعاملات.

وأضاف فيلوماني أن منصات التكنولوجيا المالية تستخدم بروتوكولات تشفير قوية وتدابير أمنية لحماية بيانات المستخدم وتأمين المعاملات، إلى جانب استفادتها من التقنيات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لاكتشاف الاحتيال من خلال تحليل أنماط المعاملات في الوقت الفعلي، مما يوفر حماية محسنة من عمليات الاحتيال.

وذكر أن «زوهو» تضمن الوصول الآمن وحماية البيانات للشركات من خلال تنفيذ استراتيجية أمان قوية من الداخل إلى الخارج، حيث ينطوي نهج الشركة على ضمان التحكم الكامل في بنيتها التحتية وحزمة التكنولوجيا الكاملة الخاصة بها من خلال نموذج الثقة الصفرية، مما يمكّن الشركة من الحفاظ على أعلى مستويات الأمان.

وأوضح فيلوماني أنه في ضوء الهجمات الإلكترونية المتطورة والمتعددة الأوجه بشكل متزايد، سيتطلب مستقبل الأمن السيبراني للصناعات والبنية التحتية الحيوية مستوى أعلى من الدفاع للأنظمة متعددة البيئات، نظرًا لأن الخروقات تمتد عبر بيئات متعددة وغالبًا ما يترتب عليها تكاليف عالية وفترات تعافي طويلة، فإن الاستثمارات الكبيرة في التدابير الأمنية القوية تعتبر ضرورية جدًا للتخفيف من الخسائر المالية والاضطرابات التشغيلية. وللحدّ من تأثير مثل هذه الخروقات، يجب على المؤسسات تعزيز قدراتها على الاستجابة للحوادث.

وذكر أن تقوية بروتوكولات الأمان بتدابير مثل أمان الوصول في الموقع، وتجزئة الشبكة، وإدارة المستخدمين المركزية والمصادقة متعددة العوامل، يُعد أمرًا أساسيًا للحدّ من الثغرات الأمنية. وعلاوة على ذلك، أصبحت التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لا غنى عنها في مكافحة التهديدات السيبرانية. حيث تتيح هذه التقنيات الكشف المبكر عن الأنماط الشاذة التي قد تُنبه إلى وقوع هجوم. وفي ظل تطور هذه التقنيات أيضًا، يمكن للمؤسسات تسريع وتيرة الكشف عن التهديدات وتقليل زمن التعطل والحدّ من التأثير المالي، وبالتالي تعزيز وضعها لتتمكن من الاستجابة بشكل أسرع وأكثر فاعلية للتحديات السيبرانية المستقبلية.

من جانبه، قال سوميش كريشنا، شريك أول في مجموعة «إتش إل بي هامت»، إن الأمن السيبراني أصبح ضروريًا لبناء الثقة في عالم تعتبر فيه الخدمات المالية أساسية للاقتصاد العالمي، لا سيما مع تزايد تعقيد الهجمات الإلكترونية وحجمها، حيث أصبح القطاع المالي يواجه تحديًا مزدوجًا يتمثل في: حماية البيانات الحساسة مع تبني التقنيات المبتكرة لضمان معاملات آمنة وفعالة.

وأضاف كريشنا أن مستقبل الأمن السيبراني في الخدمات المالية يعتمد على التعاون، حيث يجب على الحكومات والمؤسسات المالية ومزودي التكنولوجيا العمل معًا لوضع معايير عالمية وتبادل المعلومات المتعلقة بالتهديدات. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تتطور الأطر التنظيمية لاستيعاب التقنيات الناشئة مع الحفاظ على متطلبات أمنية صارمة.

نهج استباقي

وأوضح أنه مع استمرار نمو الهجمات الإلكترونية في التطور، يجب على قطاع الخدمات المالية اعتماد نهج استباقي للأمن السيبراني، حيث سيظل الأمن أولوية قصوى مع تطور صناعة التكنولوجيا المالية، مما يضمن إمكانية التعامل عبر الإنترنت بأمان، مشيرًا إلى أن الابتكارات مثل البلوك تشين والتكنولوجيا المالية تعد أدوات قيمة ومكونات أساسية لنظام بيئي مالي مرن، فمن خلال دمج التكنولوجيا المتقدمة مع الحوكمة والتعاون، يمكن للصناعة خلق مستقبل أكثر أمانًا للمدفوعات والمعاملات.

وأشار إلى أن الصناعة المالية يمكنها تعزيز مقاومتها للهجمات الإلكترونية وخلق بيئة أكثر أمانًا عبر الإنترنت لجميع الأطراف المعنية من خلال الاستفادة من الاختراقات التكنولوجية، وتنمية ثقافة واعية بالأمن، والالتزام بالمتطلبات القانونية، حيث لا يزال قطاع الخدمات المالية أحد أكثر الصناعات استهدافًا للهجمات الإلكترونية.

هجمات معقدة

وذكر كريشنا أن مجرمو الإنترنت يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي المتقدمة لشن هجمات معقدة، فمع تصاعد التهديدات السيبرانية، تفرض الهيئات التنظيمية معايير امتثال أكثر صرامة على المؤسسات المالية، لذلك يجب على تلك المؤسسات ليس فقط الالتزام بلوائح مثل اللائحة العامة لحماية البيانات ومعيار أمان بيانات صناعة بطاقات الدفع ولكن أيضًا توقع التغييرات المستقبلية بشكل استباقي، مشيرًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنية البلوك تشين وبنية الثقة الصفرية تعتبر من التقنيات المبتكرة في الأمن السيبراني.

وأوضح أنه يجب على المؤسسات المالية إجراء تقييمات منتظمة للمخاطر لتحديد نقاط الضعف وتحديد أولويات التدابير الأمنية، مشيرًا إلى أنه من خلال تبني التطورات التكنولوجية، وتعزيز ثقافة أمنية قوية، والالتزام بالمتطلبات التنظيمية، يمكن للقطاع المالي تعزيز قدرته على الصمود في مواجهة التهديدات السيبرانية، وخلق مشهد رقمي أكثر أمانًا للجميع.

أداة ثورية لتحسين الأمن السيبراني

وقال الشريك الأول في مجموعة «إتش إل بي هامت»، إن تقنية البلوك تشين ينظر إليها على نطاق واسع على أنها أداة ثورية لتحسين الأمن السيبراني في الخدمات المالية، حيث يتم من خلالها تشفير المعاملات والتحقق منها وتسجيلها عبر عُقد متعددة، مما يجعل التعديلات غير المصرح بها شبه مستحيلة، مشيرًا إلى أن مزايا البلوك تشين في الأمن السيبراني تتمثل في الثبات، فبمجرد تسجيل المعاملة على البلوك تشين، لا يمكن تغييرها، مما يقلل بشكل كبير من مخاطر الاحتيال. وكذلك اللامركزية، التي تجعل من الصعب على المهاجمين اختراق النظام بأكمله، إضافة إلى الشفافية، إذ يمكن تتبع جميع المعاملات، مما يؤدي إلى إنشاء مسار تدقيق يساعد في مراقبة الامتثال والأمان.

وذكر كريشنا أنه يمكن استخدام البلوك تشين في العملات المشفرة، حيث تستخدم العملات الرقمية مثل البيتكوين تقنية بلوك تشين لتمكين المعاملات من نظير إلى نظير بدون وسطاء، مما يقلل من أوقات المعاملات والتكاليف، وكذلك في العقود الذكية حيث تعمل هذه العقود ذاتية التنفيذ على أتمتة الإجراءات وضمان تنفيذ المعاملات فقط عند استيفاء الشروط المحددة مسبقًا، مما يحسن الثقة ويقلل من التضاربات.

مصادقة بيومترية

وأكد أن ابتكارات التكنولوجيا المالية تعمل على تحويل عملية تقديم الخدمات المالية، مع التركيز القوي على تعزيز الأمن، حيث تزود التكنولوجيا المالية القطاع المالي بأدوات للبقاء في صدارة مشهد التصدي لمجرمي الإنترنت وتشمل المصادقة البيومترية واكتشاف الاحتيال المدعوم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، كما تساهم الابتكارات الرئيسية في التكنولوجيا المالية في دعم المدفوعات والمعاملات، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي على تحليل أنماط المعاملات لاكتشاف الحالات الشاذة في الوقت الفعلي، مما يساعد على منع الاحتيال وغسيل الأموال.

منصة هجومية

من جهته، قال نير زوك، المؤسس والرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لدى “بالو ألتو نتوركس”، إننا نقف على أعتاب نقطة تقاطع جوهرية بين الإبداع البشري والابتكار التي شهدت تحول الأمن الإلكتروني إلى مباراة حاسمة عالية المخاطر، مشيرًا إلى أنه مع توظيف الذكاء الاصطناعي في الهجمات الإلكترونية فلم يعد بمقدور المؤسسات الاعتماد على أسلوب الدفاع السلبي، إذ يجب عليها اعتماد نهج المنصة الهجومية الموحدة وذلك حتى تنجح في البقاء في مقدمة هذه المنافسة.

وذكر زوك أن المزايا الفعلية ستكون من نصيب المؤسسات التي ستنجح في توحيد بياناتها وتعزيز مخرجات الذكاء الاصطناعي التي لم نشهدها بعد، والتي ستتخذ الآن قرارات من شأنها تعزيز أمنها ونجاحها المستقبلي.