كتب:مصطفى عيد
في الوقت الذي يعتبر فيه فشل الشركات الناشئة في الولايات المتحدة جزءًا طبيعيًا من بيئة الأعمال، حيث يقبل المستثمرون خسائرهم ويمضون قدمًا، يشهد المشهد الصيني تحولًا مختلفًا.
كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أن رؤوس الأموال المغامرة في الصين بدأت باتخاذ إجراءات قانونية ضد مؤسسي الشركات الناشئة الفاشلة، مطالبة باسترداد استثماراتها من أصولهم الشخصية.
مع تباطؤ الاقتصاد الصيني، لجأ المستثمرون إلى تفعيل بنود الاسترداد المدرجة في عقود التمويل، والتي كانت نادرًا ما تُفعل في الماضي.
هذه الممارسات أدت إلى مديونية كبيرة للمؤسسين تصل إلى ملايين الدولارات، مع وضع البعض منهم على قوائم المدينين السوداء، مما يمنعهم من السفر أو حجز الفنادق أو حتى مغادرة البلاد.
يثير هذا النهج قلقًا واسعًا حول مستقبل ريادة الأعمال في الصين، حيث يمكن أن تثني هذه الممارسات المؤسسين المحتملين عن السعي لجمع تمويل استثماري.
يأتي ذلك في وقت يعاني فيه النظام البيئي للشركات الناشئة الصينية من تحديات متزايدة، بما في ذلك تشديد الحكومة على قطاع التكنولوجيا وتوتر العلاقات بين الصين والولايات المتحدة.
يشكل هذا التوجه خطرًا كبيرًا على النظام الاقتصادي الصيني، حيث قد يؤدي إلى تقلص الابتكار وتراجع الاستثمارات في قطاع الشركات الناشئة، مما يزيد من تعقيد التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد في الفترة الحالية.