تقرير: 66.8% من البرازيلين يستخدمون تطبيقات البنوك عبر الهاتف

كتب:مصطفى عيد

تشهد منطقة أمريكا اللاتينية طفرة غير مسبوقة في مجال المدفوعات الرقمية، حيث تقود شركات مثل “ميركادو ليبري” و”تيرا باي” مسار الابتكار في البنوك الرقمية والمحافظ الإلكترونية.

تعزَّز هذه الطفرة بفضل مبادرات البنوك المركزية لتطبيق أنظمة المدفوعات الفورية وبنية تحتية حديثة، خاصة في البرازيل، مما يجعل المنطقة تتفوق على معظم مناطق العالم في التحول الرقمي.

وفقًا لتقرير PYMNTS Intelligence بعنوان “كيف يتعامل العالم مع الرقمنة”، والذي شمل استطلاعًا لـ 67,000 مستهلك في 11 دولة، تصدّرت البرازيل جميع الدول الأخرى، بما فيها الولايات المتحدة، في التفاعل الرقمي. ففي عام 2023، استخدم 66.8% من البرازيليين تطبيقات البنوك عبر الهواتف المحمولة مرة واحدة شهريًا على الأقل، بينما اعتمد 46.8% عليها بشكل أسبوعي.

كما أشار التقرير إلى أن عام 2023 شهد امتلاك ثلثي المستهلكين في البرازيل للهواتف الذكية، و75% منهم لبطاقات الخصم. علاوة على ذلك، استخدم 77% من البرازيليين تطبيق “بيكس” (Pix)، الذي أطلقه البنك المركزي البرازيلي لتوفير مدفوعات فورية عبر الهواتف المحمولة.

مارسيلو موسالي، المدير التنفيذي لبنك أوف أمريكا ورئيس المنتجات في أمريكا اللاتينية، صرح بأن التحول الرقمي تقوده أكبر اقتصادين في المنطقة: البرازيل والمكسيك، واللذان يمثلان ثلثي الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا اللاتينية. وأوضح أن الحكومات في البلدين أطلقت مبادرات تهدف إلى تحديث الأنظمة المصرفية، مما يعزز المنافسة، ويخفض تكاليف المعاملات، ويزيد من الشمول المالي.

في البرازيل، تم تقديم شبكة “بيكس” للمدفوعات الفورية، بينما طورت المكسيك شبكة نظير إلى نظير (P2P) ونظامًا لجمع المدفوعات باستخدام تقنية رمز الاستجابة السريعة (QR). وعلّق موسالي قائلًا: “هذه الابتكارات تعمل على تحسين سرعة المدفوعات ورؤية العمليات وتوفير تجربة أفضل للمستخدم.”

بالرغم من التقدم الملحوظ، هناك مجال واسع للتوسع. ففي البرازيل، استحوذت شبكة “بيكس” في عامها الأول (2020) على 16% من إجمالي حجم المدفوعات الإلكترونية، وارتفعت هذه النسبة إلى 40% بحلول عام 2024. في المكسيك، نمت شبكة المدفوعات الفورية بنسبة 6% سنويًا، لكنها لم تحقق التبني المتوقع لتقنيات QR وشبكات P2P.

وأشار موسالي إلى أن التوجه نحو المدفوعات الرقمية لا يمكن إيقافه، متوقعًا أن تواجه الشركات صعوبة في مواكبة السوق إذا لم تعتمد الخيارات الرقمية الجديدة، خاصة في المدفوعات التجارية.

من بين المبادرات البارزة، أطلق بنك أوف أمريكا دعمًا لتقنيات QR من خلال منصة “كاش برو” (CashPro)، مما يتيح للعملاء مسح الرموز على الفواتير الورقية أو الإلكترونية لاسترجاع التفاصيل ودفعها بسرعة. وأوضح موسالي أن هذه الميزة لاقت قبولًا واسعًا في البرازيل ويتم حاليًا بحث تطبيقها في أوروبا.

مع تراجع سحب الأموال النقدية من البنوك بنسبة كبيرة، يُتوقع أن تحظى المكسيك بفرص واعدة للتحول إلى المدفوعات الرقمية، خاصة وأن 85% من المعاملات ما زالت تعتمد على النقد، لا سيما للمدفوعات التي تقل قيمتها عن 50 دولارًا أمريكيًا.