البنوك وشركات التكنولوجيا المالية الأمريكية تتحدان ضد الاحتيال المصرفى

أقامت البنوك ومجموعات التكنولوجيا المالية، شراكات لمكافحة استخدام المحتالين لمقاطع الفيديو والصوت المفبركة، بعد أن أظهرت الأبحاث أن جرائم التزييف تعتبر أكبر مخاوف العملاء.

وأصبح مصرف “أتش.أس.بي.سي”، هذا الأسبوع، أحدث بنك يشترك في نظام تحديد الهوية عن طريق السمات البيولوجية، والذي طورته شركة “ميتيك” التكنولوجية وقُدم من خلال شراكة مع شركة “أدوبي”.

وسيتم تقديم هذا النظام من قبل عمليات الخدمات المصرفية للأفراد في البنك، للتحقق من هويات العملاء الجدد باستخدام الصور الحية والتوقيعات الإلكترونية.

يأتي كل من مصرف “جي.بي مورجان تشيس” الأمريكي، و “إيه.بي.إن أمرو” الهولندي، و”كايكسا بنك” الإسباني، وشركتا “ماستركارد” و”آنا موني”، ضمن المؤسسات التي أدرجت نظام استخدام ضوابط الاستدلال عبر السمات البيولوجية التابع لشركة “ميتيك”.

وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” أن هناك مركز أمان جديد افتتح يوم الخميس الماضي من قبل شركة التكنولوجيا المالية البريطانية “أيبروف” ، يعمل على مراقبة أنظمة المصادقة المصرفية أيضاً.

ويهدف هذا المركز الجديد، ومقره سنغافورة، إلى اكتشاف وحجب الهجمات الإلكترونية القائمة على الهوية، بما في ذلك مقاطع الفيديو المزيفة التي تُستخدم لانتحال هوية العملاء، إذ يقوم بذلك عبر أنظمة التحقق من الهوية التي قدمتها للعديد من عملاء البنوك.

وتجدر الإشارة إلى أن كل من “رابو بنك” و”أي.إن.جي” و”أيجون”، تأتي ضمن المؤسسات التي تستخدم التكنولوجيا التي طورتها شركة “أيبروف”، لضمان التعامل مع أشخاص حقيقيين وعدم التلاعب بالتسجيلات.

تأتي أخبار هذه المبادرات في الوقت الذي تظهر فيه الأبحاث قلقاً متزايداً بشأن عمليات الاحتيال، إذ أظهر تقرير نشرته كلية لندن الجامعية الشهر الماضي، أن محتوى الصوت والفيديو المزيف يحتل الآن المرتبة الأولى من بين 20 طريقة للذكاء الاصطناعي يمكن استخدامها في الجريمة، بناءً على الضرر الذي يمكن أن يسببه وإمكانية الربح وسهولة الاستخدام ومدى صعوبة إيقافه.

ويعتبر عملاء البنك على دراية جيدة بالمخاطر.

ففي دراسة استطلاعية أجرتها شركة “أيبروف” على 2000 مستهلك في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قال 85% من المشاركين إن عمليات تزييف الصور ومقاطع الفيديو تصعب الوثوق بما يرونه عبر الإنترنت، في حين قال ثلاثة أرباعهم تقريباً إن هذا الأمر يجعل التحقق من الهوية أمراً مهماً للغاية.

وتعتقد شركة “بلاك بيري” لتصنيع الهواتف الذكية والتي تحولت إلى مجموعة برمجيات، أن وباء “كوفيد-19” عرض المزيد من الأشخاص لعمليات الاحتيال انتحال الهوية.

وحذرت الشركة، في أغسطس الماضي، من أنه في ظل وجود اتصال أقل وجها لوجه بسبب عمليات الإغلاق، يكون العمال أكثر عرضة من أي وقت مضى لجرائم التزييف الذكي والجنائي في الوقت نفسه، حيث يُطلب منهم السماح بالدفع أو إرسال البيانات إلى أشخاص آخرين ذات مشروعية.

وقال نائب رئيس العمليات البحثية في “بلا بيري”، إريك ميلام، إن المجرمين كانوا يسعون بالفعل وراء كل ما هو سهل المنال، حيث كانوا يعملون على تسجيل أصوات العملاء الحقيقية، ثم يصنعون ببراعة تسجيلاً صوتياً جديداً لمحاولة الاحتيال المصرفي عبر الهاتف.