دراسة: التكنولوجيا الرقمية تسرع من تحقيق التنمية المستدامة في المنطقة

  %13من المؤسسات والشركات الإقليمية تهتم بشكل كبير بعوامل الاستدامة في عملياتها.

كشفت شركة الخليج للحاسبات الآلية النقاب عن أهم الرؤى والاستنتاجات التي خلص إليها تقريرها الأول في مجال الاستدامة، والذي يستكشف كيفية تنامي أهمية الاستدامة لتحتل مكاناً متقدماً على جداول أعمال المؤسسات، والطرق التي تتبعها الشركات في مختلف القطاعات لضبط استراتيجيتها المؤسسية بما يتماشى مع معايير الاستدامة.تجدر الإشارة إلى أن التركيز على الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية ازداد بشكل كبير ضمن أجندة الحكومة الإمارتية هذا العام، بالتوازي مع إعلان  الإمارات العربية المتحدة عام 2023 عاماً للاستدامة، فضلاً عن قرارها باستضافة مؤتمر الأطراف COP28 خلال هذا العام.

وأجرت الخليج للحاسبات الآلية استطلاع الرأي بخصوص الاستدامة، بالشراكة مع مؤسسة البيانات الدولية، مستهدفة الوقوف على آراء مدراء تنفيذيين في قطاعات مختلفة بدولة الإمارات العربية المتحدة وقطر وعُمان والكويت والبحرين ومصر.

وتم نشر نتائج استطلاع الرأي في أول تقرير تصدره الخليج للحاسبات الآلية حول الاستدامة البيئية والاجتماعية والمؤسسية خلال قمة مدراء تكنولوجيا المعلومات التي عقدتها مؤسسة البيانات الدولية هذا الأسبوع في دبي، والتي شاركت فيها بصفتها شريكاً مضيفاً.

وأظهرت نتائج الاستطلاع أن 13% فقط من المؤسسات الإقليمية لديها ممارسات استدامة متجذرة بعمق في عملياتها، بينما لا تزال 16% من المؤسسات التي شملتها الدراسة في مرحلة التخطيط لتنفيذ برامج استدامة خاصة بها، و57% في المراحل الأولى من رحلة الاستدامة.

وأوضحت 76% من المؤسسات الإقليمية المشاركة في الدراسة أن التأثير البيئي هو المحرك الرئيسي لاستراتيجيات الاستدامة بالنسبة لها، ناهيك عن أن المتطلبات التنظيمية المتزايدة أصبحت ضرورية أيضاً لهذه الاستراتيجيات.

ومن الواضح أن الشركات الإقليمية قد بدأت في التركيز على مقاييس للاستدامة، إذ أن نحو ثلثي الشركات التي شملتها الدراسة (64%) تقيس انبعاثاتها المباشرة، بينما تضع نصفها أهدافاً واضحة لتحقيق الحياد الكربوني.

وذكر 60% من المشاركين في الاستطلاع بأنهم يخططون لاستثمار ما بين 250 ألف دولار ومليوني دولار في مبادرات استدامة خلال عام 2023، الأمر الذي يسلط الضوء على الدور المتزايد للاستدامة في تحديد الميزانية.

ومع التركيز المتزايد على الاستدامة على مستوى إقليمي، من المتوقع أن يزداد حجم هذه الاستثمارات بشكل أكبر، حيث تتوقع 28%من المؤسسات التي شملتها الدراسة أن تستثمر ما بين 2 و10 ملايين دولار.

وسلط التقرير الضوء على أهم التحديات التي تواجهها المؤسسات لتحقيق استدامة بيئية، إذ أشارت أكثر من نصف المؤسسات التي شملها استطلاع الرأي 52% إلى المعوقات التكنولوجية كأكبر تحدٍ تواجهه في هذا السياق،نظراً لمحدودية الوصول إلى التقنيات اللازمة أو الافتقار إلى المعرفة بالتقنيات التي يمكن أن تساعد في تقليل البصمة البيئية

الجيد في الأمر هو أن التقنيات الرقمية التي تساهم في تعزيز الاستدامة آخذة بالتطور بسرعة كبيرة، وتشهد المنطقة نهضة غير مسبوقة في مجال التقنيات الناشئة، كالذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والتحليلات التنبؤية والسحابة وغيرها.

كما سلط التقرير الضوء على حاجة المؤسسات في المنطقة إلى زيادة الاستثمار لتعزيز قدراتها على إدارة البيانات، بما يساهم بتعظيم القيمة التي يمكن أن تحققها من مبادرات الاستدامة.

وتسعى 58%من المؤسسات التي شاركت في الدراسة، إلى الحصول على دعم من مزودي التكنولوجيا لتحديد البرمجيات والأنظمة المناسبة لإطلاق مبادرات استدامة وتطوير استراتيجية استدامة تقوم على البيانات، كجزء حيوي من استراتيجياتها للتحول الرقمي.

وانطلاقاً من احتياجات السوق للخبرة التكنولوجية في مجال الاستدامة، أطلقت شركة الخليج للحاسبات الآلية “GBM Istidama”، وهي منصة لإدارة الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية تجمع بين المكونات التكنولوجية المختلفة التي تستخدمها المؤسسة وبين قدرات التحليلات وحلول إدارة الأصول وحلول تقنية المعلومات الخضراء لتمكين المؤسسات من إدارة برامجها الخاصة بالحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية بطريقة فعالة وشاملة.

وتقدم الخليج للحاسبات الآلية مجموعات شاملة من حلول الاستدامة من خلال شراكاتها عبر منظومة التكنولوجيا بأكملها، لتضيف إليها قدراتها الاستشارية والتنفيذية وخبراتها في مجال إدارة دورة الحياة.

وفي تعليقه على إطلاق هذه المنصة، قال شريف مرقس، نائب الرئيس لحلول الأعمال الرقمية في الخليج للحاسبات الآلية: “في الوقت الذي تتسارع فيه جهود العالم لدعم اتفاقية باريس للمناخ والحد من ارتفاع متوسط درجة الحرارة العالمية إلى مستوى 1.5 درجة مئوية، بدأنا نرى الكثير من القطاعات تبدي التزاماً حقيقياً تجاه الاستدامة.

وقد ساهم استضافة الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف في مصر في عام 2022، وقرار عقد الدورة الثامنة والعشرين في الإمارات العربية المتحدة في عام 2023، في تعزيز وعي المؤسسات الإقليمية لضرورة تحويل طموحاتها في مجال الاستدامة إلى حقيقة على الأرض.

كما لمسنا بشكل مباشر كما جاء في نتائج دراستنا الخاصة بالاستدامة، أن المؤسسات في المنطقة لم تعد تنظر إلى برامج الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية على أنها شيء جميل وأخلاقي، بل كأولوية رئيسية لها في هذا العام.

وقد قمنا بتطوير منصة GBM Istidama لمساعدة الشركات في جميع أنحاء المنطقة على تصميم وبناء برامج استراتيجية للحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، وذلك عبر مواءمة عملياتها الداخلية وبنية تكنولوجيا المعلومات لديها مع أهداف الاستدامة التي تطمح إلى تحقيقها.

ويمكن لهذه المنصة أن تساعد في بناء وتوفير حل تكنولوجي شامل للاستدامة، واستغلال الإمكانات الكاملة للتكنولوجيا، من خلال توفير حلول شاملة ومنفصلة تتيح للشركات تحقيق أهدافها في مجال الاستدامة”.

جدير بالذكر أن منصة GBM Istidama، التي تم إطلاقها خلال قمة مدراء تكنولوجيا المعلومات التي عقدتها مؤسسة البيانات الدولية في دبي، تقدم نهجاً مرحلياً لإدارة الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية، يبدأ من تقديم استشارات للعملاء لفهم متطلباتهم بخصوص الاستدامة، وتحديد مؤشرات الأداء الرئيسية المتعلقة بالاستدامة، وبناء خرائط طريق لتحقيق التحول المنشود.

وتقوم الخليج للحاسبات الآلية بعد ذلك بجمع البيانات من مصادر مختلفة، مثل الأطراف الثالثة، وأقسام تكنولوجيا المعلومات، وسلاسل التوريد، لضمان مراقبة أهداف الحوكمة المتوخاة وإعداد التقارير بشأنها وقياسها وفق مؤشرات الأداء الرئيسية.

كما يمكن لشركة الخليج للحاسبات الآلية تقديم التكنولوجيا اللازمة للمساعدة في تحسين الوضع الحالي للشركات من خلال تقييم مستويات الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية فيها، عبر تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا التشغيلية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.