مالك سلطان يكتب: ضرورة وضع تعريف موحد للشركات الناشئة
تحديات كبيرة تواجه الشركات الناشئة يجب التعامل معها
بقلم: مالك سلطان
من الأشياء الجيدة التي حدثت مؤخرا هو تزايد الإهتمام الحكومي بدعم الشركات الناشئة، وخروج تصريحات من كبار قيادات الدولة في هذا الشأن ومنها تصريح رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبوي بتشكيل لجنة خاصة لدراسة وتلقى مقترحات ودعم الشركات الناشئة، وهو ما سيؤدي إلى خلق منظومة حقيقية مشجعة للأعمال.
ولكن تتعرض الشركات الناشئة لتحديات مختلفة و هناك أفكار نطرحها للنقاش فى كيفية دعم هذه الشركات منها:
أولا:
في البداية اعتقد أن هناك ضرورة لوضع تعريف للشركة الناشئة خاصة أنه يوجد هناك تعريفات عديدة لها، وأرى أن هناك تعريف من الخبرة في الأسواق الناشئة: هو أنها شركة في بداية نشاطها و تحقق خسائر و لكن لديها القدرة علي إيجاد مستثمرين يقومون بتقييمها بطريقة لا تعتمد علي التدفقات النقدية المتوقعة، بمعني أن التدفقات النقدية المستقبلية للشركه غير محدده، لكن هناك مستثمر او اكثر يقبل تقييم سهم الشركة أعلي من القيمة الاسمية.
ونظريا يجب تقييم الشركة بما يعادل 5 أضعاف القيمة الاسمية للشركة على الأقل، هذا التعريف أعتقد أنه مهم جدا، لأنه ما يميز الشركة الناشئة هو اقتناع مستثمرين بقدرتها علي تحقيق نمو خرافي و بالتالي تستحق تقييم مرتفع مقارنة بقيمتها الأسمية علي الرغم من أن الشركة تحقق خسائر.
تعريف الشركات الناشئة
وعملية تحديد تعريف للشركات الناشئة هو أمر غاية في الأهمية وهو غير موجود في القوانين المصرية وغالبا يتداخل الأمر مع تعريفات الشركات المتوسطة و الصغيرة، ما يؤكد أنه من المهم جدا توضيح أن الشركات الناشئة لا تصنف كشركات صغيرة أو متوسطة، وغالبا لا يوجد شركه صغيره أو متوسطه لا تزال في أولى سنوات نشاطها ويمكن أن تجد مستثمر يدفع في سهمها 5 أضعاف القيمة الاسمية، وأهمية الشركات الناشئة للاقتصاد تكمن في قدرتها علي جذب استثمارات أضعاف قيمتها الأسمية علي الرغم من أنها قد تكون لا تحقق أرباحا.
ثانيا:
تسعى الشركات الناشئة لاعفاء ضريبى و لكن اظن الاهم هو الاعفاءات المتعلقة بالاندماجات. فاحد اهم طرق نجاح الشركات الناشئة ان يتم الاستحواذ عليها من كيان اكبر عن طريق مبادلة الاسهم، لكن غالبا الكيان الأكبر لن يدفع نقدا لشراء الشركة الناشئة، لكنه سيفضل إتمام العملية عن طريق مبادلة الأسهم.
وعلى سبيل المثال شركة (س) شركة كبرى تستحوذ علي شركة (ص) الناشئة، لكن مساهمي (ص) لن يحصلون علي أموال نقدية “كاش” ولكن علي أسهم في (س) الكيان الأكبر، كما أن وجود الضرائب هنا قد يجعل الاستحواذ معقد جدا بل قد يؤدي به إلى الفشل مما سيترك الشركة الناشئة (ص) عرضة للمشكلات وقد يودي بها الأمر في النهاية للإفلاس، حيث أن مساهمي (ص) لن يحصلون على أموال نقدية ولكن علي أسهم في (س) فكيف سيتم مطالبتهم بدفع ضرائب ؟ .
وإذا كانت القيمة الإسمية لشركة (ص) هيا 100 دولار ولكن يتم تقيمها بـ 1000 دولار، فهم سيحصلون علي أسهم في (س) تساوي 1000 دولار، هنا الضرائب ستقول لهم لقد حققت مكسب هو الفرق بين 100 دولار و1000 دولار بما يعادل 900 دولار ويتم مطالتبهم بدفع ضريبة 22.5% علي الـ 900 دولار، هنا سيسقط في يد مساهمين (ص) لانهم لا يملكون كاش للدفع ووهم في نفس الوقت لم يحصلوا علي ربح نقدي ليدفعوا منه، ما يؤدي في النهاية إلى فشل عملية الاستحواذ وضياع مستقبل الشركة وربما إفلاسها.
وهنا أقترح بشكل محدد أن الشركات المصنفة ناشئة، ويتم الاستحواذ عليها عن طريق مبادلة أسهم يتم منحها إعفاء ضريبا من ضرائب الأرباح الرأسمالية، من الممكن طبعا وضع حد أقصي لتقييم الناشئة في الاستحواذ لتفادي أية تلاعبات محتملة.
ثالثا:
أحد أهم معضلات الشباب الواعد ورواد الأعمال الذين يقومون بتأسيس شركات ناشئة يتمثل في الوصول لمتخذ القرار، سواء كان وزيرا أو مسؤلا كبيرا أو شركة كبرى أو مصلحة أو جهة حكومية، وأحيانا يكون مؤسس الشركة الناشئة في حاجة إلى الإجابة على بعض الأسئلة البسيطة لفهم بعض الأمور المتعلقة بنشاط شركته الناشئة، أو أن يسآل هل ما يفعله مخالف لقانون لا يعرفه، أو هل ستقبل منه مثلا الجهات المعنية تطبيق التكنولوجيا الخاص به أو غيرها من الأسئلة العديدة البسيطة.
هنا أقترح أن يتم تنظيم لقاءات شهرية ما بين المسؤلين والشركات الناشئه كأحد أشكال الدعم لهم، ومثل هذه اللقاءات تتم يشكل متكرر ودوري ويتم تعميمها في كافة الجهات الحكومية في كل أنحاء مصر ويكون عقدها إلزامي شهريا ويتم فيها دعوة الشركات التي لديها استفسارات أو الراغبة في الحضور، هذا الأمر سيكون فرصة ضخمة للشباب كي يتعرفوا على القرارات الحكومية المؤثرة، وايضا التواصل مع متخذي القرار لمناقشته وفهم كيف تدار الامور.
وقد يكون الأمر مفيدا للمسؤلين خاصة في الشركات الحكومية الكبرى كي يتعرفون على أفكار الشباب المختلفة وطموحات مختلفة وكيف يستخدم هؤلاء الشباب التكنولوجيا، فكثير من الشركات الناشئة يرون هذه الشركات كعملاء محتملين في كافة المجالات، وفرصة مقابلة العضو المنتدب قد تكون فرصة كبيرة وثمنية للفهم المتبادل.
هذه إقتراحات أساسية، بعيدا عن أفكار المساعدة في التاسيس والخدمات التقليدية والدعم الحكومي التقليدي التي قد لا تكون هي أساس التحديات، حيث أن للشركات الناشئة تحديات من نوع خاص وتحتاج إهتمام خاص، لكن الفرص ضخمة وعدد الشباب المصري الواعد المبدع مبشر بمستقبل واعد.
كاتب المقالة:
مالك سلطان:
الشريك المؤسس في صندوق ديسربتك لراس المال
https://www.disruptechventures.com/
مقالات سابقة للكاتب: