هل هو بديل لقناة السويس؟..قمة الـ 20 تتفق على إنشاء خط سكة حديد يربط الهند والشرق الأوسط بأوروبا عبر إسرائيل

بتكلفة 20 مليار دولار

المصدر:وكالات

أعلن قادة عالميون اليوم السبت اتفاقا للسكك الحديدية والموانئ يضم عدة دول ويربط الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مع دور قيادي للسعودية وذلك على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي.

بيان للبيت الأبيض

وتمّ التوقيع على اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وفقاً لبيان نشره البيت الأبيض.

وقال الرئيس بايدن إنها “صفقة كبيرة حقيقية” من شأنها أن تربط الموانئ عبر قارتين وتؤدي إلى “شرق أوسط أكثر استقرارا وازدهارا وتكاملا”.
وأضاف خلال فعالية للإعلان عن الاتفاق إنه سيتيح “فرصا لا نهاية لها” للطاقة النظيفة والكهرباء النظيفة ومد الكابلات لربط المجتمعات.

20 مليار دولار تكلفة

وقال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في كلمته أمام اجتماع الشراكة من أجل البنية التحتية العالمية إن الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوربا تتويج لعمل مشترك طوال الأشهر الماضية، مشيرا إلى أن المشروع سيسهم بتطوير وتأهيل البنية التحتية مثل السكك الحديدية وربط الموانئ، وأن السعودية ستشترك بـ 20 مليار دولار في المبادرة.

وقال رئيس وزراء الهند المضيفة للقمة ناريندرا مودي “اليوم، بينما نشرع في مبادرة الربط الكبيرة هذه، فإننا نضع بذورا تجعل أحلام الأجيال المقبلة أكبر”.

التجارة العالمية

وقال جون فاينر نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين خلال القمة السنوية للمجموعة في نيودلهي إن الاتفاق سيعود بالنفع على الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في المنطقة، ويتيح للشرق الأوسط الاضطلاع بدور حاسم في التجارة العالمية.
يقول مسؤولون أمريكيون إن المشروع يهدف إلى ربط دول الشرق الأوسط من خلال السكك الحديدية وربطها بالهند من خلال الموانئ، مما يساعد على تدفق صادرات الطاقة والتجارة من الخليج إلى أوروبا، وذلك من خلال تقليص أوقات وتكاليف الشحن واستخدام الوقود.

وقال فاينر إنه من المقرر توقيع مذكرة تفاهم بشأن الاتفاق من جانب الاتحاد الأوروبي والهند والسعودية والإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرين في مجموعة العشرين.

أكبر من مجرد خط سكة جديد

وقال الرئيس الأمريكي معلّقاً على هذا التوقيع “إنه أمر مهم حقاً”، متحدثاً عن اتفاق “تاريخي” خلال مشاركته في ندوة جمعت القادة المعنيين.
من جهتها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون در لايين أنّ المشروع “أكبر بكثير من مجرّد سكك حديد أو كابلات”، مشيرة إلى “جسر أخضر ورقمي بين القارات والحضارات”.

ووفق وكالة أسوشيتد برس، فإن المشروع ينطلق من الهند بحراً إلى دولة الإمارات ثم براً في السعودية، ومنها إلى الأردن وإسرائيل عبر خط سكة حديد، ثم بحراً وصولاً إلى اليونان ومنها إلى أوروبا براً. وبالتالي فإن دول الشرق الأوسط المشاركة في هذا الممر هي الإمارات والسعودية والأردن وإسرائيل. ورغم أن الولايات المتحدة طرف رئيس في الاتفاق، إلا أنها طرف راعي ومستثمر ولا يشملها الممر الاقتصادي. وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الإعلان: “هذه صفقة كبيرة. إنها صفقة كبيرة حقاً”.

ربط الشرق الأوسط بالهند بأوروبا

وتهدف الخطة إلى ربط دول الشرق الأوسط بالسكك الحديدية وبالهند عبر خطوط ملاحية من موانئ المنطقة. وهو بذلك يتضمن شقين في البنية التحتية، الملاحة البحرية والسكك الحديدية.

كيف سيعمل المشروع؟ 
يتألف المشروع من ممرين منفصلين هما “الممر الشرقي” الذي يربط الهند مع الخليج العربي و “الممر الشمالي” الذي يربط الخليج بأوروبا. ووفق خرائط أولية غير رسمية، فإن الممر الشرقي يبدأ من موانئ الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يشق طريقه داخل السعودية عبر خطة سكة حديد تعبر الأردن ومنها إلى إسرائيل حتى ميناء حيفا. ثم يستكمل الممر طريقه إلى أوروبا بحراً حتى اليونان.

وسيعمل المشاركون على تقييم إمكانية تصدير الكهرباء والهيدروجين النظيف لتعزيز سلاسل الإمداد الإقليمية كونه جزءاً من الجهود المشتركة لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ودمج جوانب الحفاظ على البيئة في المبادرة.

دور محوري للإمارات 

ويعكس تعاون دولة الإمارات في هذه المبادرة ودورها المحوري فيها، جهودها لتعزيز شراكاتها الدولية والإسهام في تحقيق مستقبل مستدام، لاسيما قبيل استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 28 ” خلال شهر نوفمبر المقبل.

ودعماً لهذه المبادرة تتطلع الدول المعنية بكل ممر إلى العمل الجماعي لتنفيذ المبادرة وإنشاء كيانات تنسيقية لمعالجة مجموعة كاملة من المعايير التقنية والتصميمية والتمويلية والقانونية والتنظيمية ذات الصلة.

ما هو الجدول الزمني؟ 

لم تحدد الولايات المتحدة جدولاً زمنياً حتى الآن، ولم تقدم أي تفاصيل عن تكلفة المشروع أو تمويله. إلا ان عاموس هوشستين، منسق بايدن للبنية التحتية العالمية وأمن الطاقة، وضع جدولاً زمنياً تقريبياً للمشروع خلال العام المقبل.وفي الستين يومًا المقبلة، ستقوم مجموعات عمل بوضع خطة

وتحديد جداول زمنية. ووفق مصادر تحدثت لوكالة أسوشيتد برس، ستتضمن المرحلة الأولى تحديد المجالات التي تحتاج إلى الاستثمار وحيث يمكن ربط البنية التحتية المادية بين الدول. وقال هوشستاين إنه يمكن وضع الخطط موضع التنفيذ خلال العام المقبل حتى يتمكن المشروع من الانتقال إلى التنفيذ الفعلي.

متى ظهرت فكرة الممر؟ 

يتم الإعداد للمشروع منذ يوليو 2022 حيث تحدث بايدن عن الحاجة إلى مزيد من التكامل الاقتصادي الإقليمي من دون أن يفصح عن شيء.

وفي يناير الماضي، بدأ البيت الأبيض بإجراء محادثات مع الشركاء الإقليميين، في مقدمتهم دولة الإمارات، حول هذا الطرح. وبحلول الربيع، كانت تتم صياغة الخرائط والتقييمات المكتوبة للبنية التحتية الحالية للسكك الحديدية في الشرق الأوسط. وقام مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، وكبار مساعديه في البيت الأبيض هوشستاين وبريت ماكغورك، بجولة في مايو للقاء نظرائهم الإماراتين والسعوديين والهنود.

وعملت جميع الأطراف منذ ذلك الحين على وضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل الاتفاق الذي أُعلن عنه اليوم.

البنية التحتية 
إن جزءاً من البنية التحتية لهذا الممر الاقتصادي جاهز عملياً في العديد من الدول، حيث أن دولة الإمارات من أكثر الدول جاهزية نظراً لاستثمارها المبكر في تطوير البنية التحتية بكافة القطاعات، وستقوم الدول بتطوير خطوط سكك حديدية قائمة بالفعل وتوظيفها لتكون ملائمة لأخذ دور جديد في نقل البضائع عبر القارات.

ووصفت رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، المشروع بأنه “تاريخي” وباعتباره “ممراً اقتصادياً بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا من شأنه أن يجعل التجارة بين الهند وأوروبا أسرع بنسبة 40%.

مزايا المشروع 

يهدف المشروع إلى تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط انابيب وكذلك إنشاء خطوط للسكك الحديدية.

ويهدف أيضًا إلى تعزيز أمن الطاقة، ودعم جهود تطوير الطاقة النظيفة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية، وتعزيز التبادل التجاري وزيادة مرور البضائع من خلال ربط السكك الحديدية والموانئ.

فرصة للازدهار

وقال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إن البنية التحتية المتطورة ستعزز النمو الاقتصادي وتساعد على جمع دول الشرق الأوسط معًا وترسيخ المنطقة كمركز للنشاط الاقتصادي بدلاً من أن تكون مصدرًا للتحدي أو الصراع أو الأزمة كما كانت في التاريخ الحديث.

 

روابط ذات صلة:

خلال قمة G20..بوسطة المصرية الناشئة تفوز بالمركز الأول عالميا في مجال Secured Digital Infrastructure

رسميا..الاتحاد الأفريقي يلحق بنظيره الأوروبي وينضم إلى مجموعة ال 20

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.