دكتوره مروه المصري تكتب..تصميمات الديكورات الداخلية وحالة التأثير والتأثر بالجانب الوجداني والنفسي

بقلم الدكتوره: مروه المصري

بلاشك الديكورات الداخلية لها تأثير كبير على الحالة النفسية والتوازن العام في المساحات التي نعيش فيها، سواء كانت شقتك السكنية أو مكتبك ، ولعل ربط الديكور الداخلي بالحالة النفسية ، فإن ذلك يتحقق في ضوء مجموعه من العوامل، يأتي في أولها الألوان ، حيث تحظى الألوان بتأثير قوي على المزاج والحالة العاطفية، ولذا اختر ألوانًا تلائم طابعك الشخصي والمزاج الذي ترغب في تحقيقه في المساحة.

فعلى سبيل المثال، الألوان الدافئة مثل الأحمر والبرتقالي تعزز الحيوية والطاقة، في حين أن الألوان الباردة مثل الأزرق والأخضر توفر الهدوء والاسترخاء، كما أن الألوان الترابيه قد تعطي إحساسا باتساع التصميم الداخلي للمكان ، وتوفر قدرا كبيرا من الراحه النفسيه ، وكذلك التنظيم والترتيب، فالفوضي المرئية يمكن أن تؤثر سلبًا على الحالة النفسية.

وبالتالي المحافظه على ترتيب المساحة واختيار تصميمًا يتيح سهولة التنظيف والترتيب، وأيضا ضروره استخدام وحدات تخزين فعالة تحقق الحفاظ على الأشياء المهمة مرئية ومنظمه، هذا بجانب الإضاءة، فالإضاءة الجيدة تعزز الشعور بالراحة والنشاط، في حين أن الإضاءة الساطعة أو المظلمة قد تسبب إجهادًا وتعبًا، وبالتالي فإن استخدام مصادر إضاءة متعددة من الضوء الطبيعي قدر الإمكان ، وكذلك استخدام الإضاءة الملونة أو الهادئة تحقق الاستغلال الأمثل للمساحه الداخليه داخل المكان، كما أن تواجد العناصر الطبيعية مثل النباتات والأزهار والحجارة والماء عناصر مهمة في الديكور الداخلي، و تساهم هذه العناصر في خلق جو من الهدوء والاسترخاء وتوفر توازنًا بصريًا للمساحة ، وأيضا عرض الصور أو الأعمال الفنية المفضلة لديك أو الأشياء التي تذكرك بذكريات سعيدة. يمكن أن تساهم هذه اللمسات الشخصية في تعزيز الارتباط العاطفي بالمساحة.

أن الاختيارات الشخصية والأذواق تختلف من شخص لآخر، لذا يجب أن تضع في اعتبارك ما يناسبك بشكل خاص ، بشكل يسهم في إنشاء بيئة تعكس شخصيتك وتلبي احتياجاتك النفسية، إذا كنت تشعر بالضيق والتوتر، يمكنك اختيار ديكور هادئ ومريح يعزز الاسترخاء والهدوء. وإذا كنت تحتاج إلى زيادة الحيوية والطاقة في المساحة، يمكنك اعتماد ألوان زاهية وأنماط حيوية ، بشكل يحقق التوازن بين الجمالية والوظيفية.

كما أن هناك عدة أنماط ديكورية يمكن أن تعزز الهدوء والاسترخاء في المساحة، ومنها علي سبيل المثال :-

الأنماط الطبيعية: تعتمد هذه الأنماط على الاستلهام من الطبيعة واستخدام العناصر الطبيعية في الديكور، و تشمل الألوان الهادئة مثل الأخضر الناعم والبني الدافئ، واستخدام النباتات الطبيعية والأخشاب والحجارة في التصميم، و هذا النمط يساعد على خلق جو هادئ ومنعش.

الأنماط الآسيويه: تتميز الأنماط الآسيوية بالبساطة والانسجام والتركيز على الهدوء الداخلي. يمكن استخدام العناصر مثل الشاشات اليابانية والمصابيح الورقية والمفروشات ذات الألوان الناعمة والخطوط البسيطة لتحقيق جو هادئ ومتوازن.

الأنماط الشاطئية: تلهم هذه الأنماط من الشواطئ والبحر، وتستخدم الألوان الزاهية والألوان الطبيعية مثل الأزرق الفاتح والأبيض والرملي. يمكن استخدام العناصر مثل الأثاث المصنوع من الخيزران أو الجوت والأقمشة الخفيفة والمزينة بالأشكال البحرية لخلق جو مريح ومنعش.

الأنماط المعاصرة الهادئة: تعتمد هذه الأنماط على البساطة والنظام والألوان الهادئة. يتميز التصميم المعاصر بالخطوط النظيفة والأشكال البسيطة والمساحات المفتوحة. يمكن استخدام الألوان النيوترال مثل الأبيض والرمادي والبيج، ويتميز بتصميم عصري وهادئ يعزز الاسترخاء.

الأنماط السكاندنافية: تعتبر الأنماط السكاندنافية بسيطة ووظيفية وتعكس مفهوم “هايج” (Hygge) الدنماركي الذي يشير إلى الراحة والدفء والاستمتاع بالحياة، وتستخدم هذه الأنماط الألوان الناعمة والطبيعية والمواد الطبيعية مثل الخشب والصوف والقطن، وتعزز الشعور بالراحة والاسترخاء.

الأنماط الاستوائيه: والتي ربما تعكس قدرا أكبر من طبيعه وخصائص المناطق الاستوائيه ، وشكل ونوعيه النباتات العشبية التي تنمو فيها، وربما النمط الاستوائي يعطي شكلا اكثر راحه داخل التصميمات ، نظرا لارتباطه القوي بالطبيعة .

كما أن هناك بعض التصميمات الداخلية المحددة التي يمكن أن تساعد في تعزيز الراحة والهدوء في المساحة مثل :

التصميم الهيكلي المفتوح: يمكن أن يساهم التصميم الهيكلي المفتوح في خلق شعور بالانسجام والتدفق في المساحة. تعزز الأماكن المفتوحة والمساحات الواسعة الشعور بالحرية والاسترخاء وتخلق بيئة هادئة.
استخدام الألوان الهادئة: الألوان الهادئة مثل الأزرق الفاتح والأخضر الناعم والبيج والأبيض يمكن أن تعزز الراحة والهدوء في المساحة. يمكن استخدام هذه الألوان في الجدران والأثاث والملحقات لخلق جو هادئ ومريح.

الإضاءة الطبيعية: يفضل الاستفادة من الإضاءة الطبيعية قدر الإمكان. يمكن تحقيق ذلك عن طريق استخدام نافذة كبيرة أو ألواح زجاجية للسماح بدخول أكبر قدر من الضوء الطبيعي. يمكن استخدام الستائر الشفافة أو الستائر الخفيفة للمساعدة في تنظيم الإضاءة وتوزيعها بشكل متساوٍ.
الأثاث المريح: اختيار الأثاث المريح والذي يدعم الجسم بشكل صحيح يمكن أن يساهم في الراحة والاسترخاء. يمكنك اختيار الأثاث الناعم والمريح مع وسائد طرية لتعزيز الراحة وتخلق جو هادئ.
العناصر الطبيعية: يمكن استخدام العناصر الطبيعية مثل النباتات الخضراء والأحجار والخشب لتعزيز الراحة والهدوء في المساحة. تعتبر النباتات الداخلية مصدرًا للهدوء وتنقية الهواء، بينما يمكن أن يضيف الخشب والأحجار عناصر طبيعية ودافئة للتصميم.

كما ان هناك هناك العديد من النباتات الداخلية التي يمكن استخدامها لتعزيز الراحة والهدوء في المساحات الداخليه داخل المنزل او المكتب مثل :

نبات الألوة فيرا (Aloe Vera): يعتبر نبات الألوة فيرا من النباتات الهادئة والمنعشة. إنه يعزز جودة الهواء ويعمل كمرطب طبيعي. كما أنه سهل العناية به ويمكن وضعه في المطبخ أو الحمام.
نبات الزنبق السلطاني (Peace Lily): يعتبر الزنبق السلطاني من النباتات الجميلة والهادئة، حيث إنه يساعد في تنقية الهواء من الملوثات ويمكن أن يعمل كمرطب للهواء، و يُفضل وضعه في غرفة النوم أو الصالة.

نبات الزهرة العنبرية (Jasmine): تعتبر زهرة العنبرية من النباتات المعروفة بعطرها الجميل والمهدئ. إنها تساعد في تعزيز الهدوء وتخفيف التوتر. يمكن وضعها في غرفة النوم أو منطقة الاسترخاء.

نبات النعناع (Peppermint): يُعتبر النعناع من النباتات المنعشة والمهدئة. يمكن استخدام أوراقه لصنع شاي النعناع لتهدئة الأعصاب وتحسين الهدوء. يمكن وضعه في المطبخ أو الصالة.

نبات اللافندر (Lavender): يُعتبر اللافندر من النباتات المعروفة بخصائصه المهدئة والمنعشة. يمكن استخدام زهور اللافندر لصنع أكياس عطرية أو زيوت عطرية لتعزيز الهدوء وتحسين النوم. يمكن وضعه في غرفة النوم أو المنطقة المركزية.

نبات الريحان (Basil): يُعتبر الريحان من النباتات المهدئة والمنعشة. يمكن استخدام أوراقه لصنع شاي الريحان لتهدئة الأعصاب وتحسين الهدوء. يمكن وضعه في المطبخ أو الحديقة الداخلية.

وفي النهايه ، فإن التعامل مع مكاتب متخصصة في التصميم الداخلي للمنازل والمكاتب يمكن أن يكون ضروريًا للحصول على تصميم متقن وملائم لاحتياجاتك وذوقك الشخصي ، وذلك لعده أسباب منها توافر الخبرة والمهارة ، حيث أن مكاتب التصميم الداخلي لديها الخبرة والمهارة في تحليل المساحة وتحديد احتياجاتك واهتماماتك وترجمتها إلى تصميم فريد ووظيفي.

ويمتلك المصممون المحترفون المعرفة والخبرة في مجال التصميم والتنسيق واختيار المواد الملائمة ، وكذلك تحقيق الابتكار والإبداع ، فتعاونك مع مصمم داخلي يعني أنك ستستفيد من رؤية احترافية وإبداعية جديدة، وذلك لأنه يمكن للمصممين المحترفين تقديم أفكار فريدة وابتكارات تصميمية تلبي توقعاتك وتعزز الراحة والهدوء في المساحات.

ويمتلك مصممو التصميم الداخلي المهارات اللازمة لتحديد التخطيط الأمثل للمساحة ، كما أنهم سيقومون بتحليل المساحة وتحديد توزيع الأثاث والملحقات بطريقة تعزز الراحة والهدوء وتحقق الاستخدام الأمثل للمساحة المتاحة ، هذا بالاضافه إلي ما يمتلكه مصممو التصميم الداخلي الخبرة في اختيار الألوان المناسبة والمواد المناسبة التي تعزز الراحة والهدوء.

كما يمكنهم مساعدتك في اختيار الألوان المهدئة والملائمة واختيار المواد ذات الجودة العالية التي تعزز الراحة وتوفر تجربة مريحة ، وعند التعامل مع مكتب تصميم داخلي، فإنهم سيديرون عملية التصميم ويديرون المشروع بشكل شامل. سيتولون التنسيق مع المقاولين والموردين والحرفيين وضمان تنفيذ التصميم بشكل صحيح وفقًا للمواصفات المطلوبة.

بقلم: د مروه المصري

المدرس بكليه الفنون التطبيقية
قسم النحت والتشكيل المعماري
جامعه حلوان

 

إقرأ أيضا:

الدكتورة مروه المصري تكتب عن دور فن النحت في تحقيق الهوية المعمارية للمدن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.