الكاتب الصحفي إبراهيم العقيلي يكتب جهاز جوال مجاناً

بقلم: إبراهيم العقيلي

هل يستحق مشتركو شركات الاتصالات أن تمنحهم هذه الشركات أجهزة هاتف محمول بشكل مجاني؟
يجيب على هذا السؤال مختصون في الذكاء الإصطناعي والبيانات الضخمة:
يرى المختصون أن هذا ممكن وأن هذه الشركات لن تُمنَى بأي خسارة لو هي منحت مشتركيها أجهزة مجانية.

ويؤكدون أن عائد الإستثمار في البيانات كبير جداً، وأن شركات الإتصالات تجني من هذا الإستثمار أرباحاً كبيرة. ويعتقدون أن شركات الإتصالات لو قامت بتحليل البيانات واستثمارها بالاتفاق مع عملائها ومنحتهم مقابل ذلك أجهزة هاتف محمول مجاناً ،لكانت صفقة رابحة لهذه الشركات.

الدكتور علي بن ذيب الأكلبي، أكد في محاضرة له مؤخراً أن : “البيانات الضخمة التي تجمعها شركات الإتصالات عن المشتركين ،يمكنها في حال الإتفاق مع هؤلاء المشتركين ،أن تستثمرها وتعيد بيعها بأغلى الأثمان لشركات أخرى (طرف ثالث)، مضيفاً: “الطرف الثالث سوف يستفيد من بيانات المشتركين أيما استفادة مما يعني أن شركات الإتصالات لن تخسر أبداً لو منحت كل مشترك لديها بشكل مجاني جهاز هاتف محمول عند اشتراكه لديها”.

وربط هذا المختص بين البيانات الضخمة والذكاء الإصطناعي،مبيناً أن هذا الأخير جاء نتيجة لما أسفرت عنه الثورة الصناعية الرابعة ،هناك من يقول إن الثورة الصناعية الخامسة بدأت بالتزامن مع ظهوره، عبر محاولة محاكاة ذكاء الإنسان من خلال تعليم الآلة لتكون قادرةً على الفهم والتعلم ذاتياً.

وأضاف: على هذا الأساس يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي هو تمكين الآلة لتصبح قادرة على اتخاذ القرار دون تدخل بشري، وهذا هو هدف الذكاء الإصطناعي، الذي تزامن مع بدء استخدام شبكة الجيل الخامس للاتصالات 5G التي تسرّع بدرجة فائقة من القدرة على نقل وتبادل البيانات، وهذا هو السبب الذي يجعل الآلات ذات مهارات معرفية عميقة تمكنها من القيام بالكثير من وظائف البشر التي لم يتوقع أحد أن تتمكن الآلة من القيام بها بإتقان فائق الدقة خاصة الأعمال الروتينية والأعمال الشاقة والخطرة.

وأورد المختص أمثلة على أبرز مجالات توظيف قدرات الذكاء الإصطناعي مثل: الصحة، سلاسل الإمداد، التعليم، الإقتصاد، السياحة والسفر. وقال إن من أهم خصائص الذكاء الإصطناعي القدرة على الإستنتاج وردّة الفعل في أوضاع لم تتم برمجتها في الآلة، وتساءل المختص: لماذا نحتاج الذكاء الإصطناعي؟ فأجاب: أن الذكاء الإصطناعي لم يعد خبراً يحتمل الصدق أو الكذب، ولم يعد ترفاً يحتاجه البعض فقط، فقد دخل الذكاء الإصطناعي في معظم المجالات حيث صار بمقدوره معالجة البيانات الضخمة بشكل آني وبدقة متناهية. وأضاف: غنيٌ عن القول أن كل شيء مزوّد بتقنية الذكاء الإصطناعي يستطيع تأدية مهامه المبرّمجة وفق خوارزميات خاصة ووفق منهجية وأساليب معدّة سلفاً وفق ما يعرف بـ “تعلم الآلة”.

 بالعودة إلى السؤال الأساس وهو: هل سيكون عادلاً لو منحت شركات الإتصالات وتقنية المعلومات مشتركيها أجهزة هاتف محمول بشكل مجاني؟
أجاب مختصون في الذكاء الإصطناعي والبيانات الضخمة ،أن هذا سيكون ممكناً وأن هذه الشركات لن تُمنى بخسارة جراء المنح المجاني..

وانتهينا إلى أن كل شيء مزوّد بتقنية الذكاء الإصطناعي ، يستطيع تأدية مهامَ مبرّمجةٍ وفق خوارزمياتٍ معينةٍ ووفق منهجيةٍ وأساليبَ عملٍ معدةٍ مسبقاً وفق ما يعرف بـ “تعلم الآلة Machine Learning”.

كما يمكن للأشياء التي تعمل بقدرات الذكاء الإصطناعي ،أن تقوم بالتفكير والإستنتاج واتخاذ قرارات جديدة لم تُعَّدَ الآلة للتعامل معها مسبقاً بناءً على تطوير قدرات الآلة على التعلم العميق (Deep Learning)، وهذا يساعد في زيادة إنتاجية الآلة نفسها.
كما يمكن للذكاء الإصطناعي أن يحل محل الانسان في أعمال توصف بأنها خطرة أو شاقة، ويساعد أيضاً على التنبؤ الدقيق عبر جمع وتحليل البيانات وفهم نتائجها.

وفيما يتصل بأهم متطلبات الذكاء الاصطناعي في المنظمات ، فهي تتلخص في التالي:
– قناعة المسؤولين.
– توفر التشريعات.
– توفير بنية تقنية تحتية.
– توفر البيانات DATA.
– توفر إنترنت بسرعة 5G.
– توفر ذكاء إصطناعي IOT.
– توفير الأمن السيبراني.

أمّا المتطلبات اللازم توفيرها لتمكين الذكاء الإصطناعي فهي:
• خوارزميات.
• بيانات.
• إنترنت.
• مجسّات.

وبالتالي فإن إيجابيات استخدام الذكاء الإصطناعي الأبرز تتمثل في التالي:
• يوفر الوقت.
• يساعد في جدولة المهام وفحص المعاملات.
• يساعد في التحليلات التنبؤية.
• يساعد في تنفيذ مهام شاقة أو خطرة.
• يساعد في صنع القرارات.
• يساعد في التعرف البصري والصوتي على الآثار.

وقال مختص في الذكاء الإصطناعي إن هناك شكلاً جديداً من أشكال الذكاء الإصطناعي بل هو أهمها على الإطلاق في وقتنا الحاضر، وهو الذكاء الإصطناعي التوليدي ChatGPT مبيناً أن هذا النوع يعمل على إنتاج وتوليد نصوص ومحادثة آلية ذكية، وتلبية طلبات والردّ على الإستفسارات بقدرات لا تختلف كثيراً عن الأسلوب الذي يستخدمه الانسان.

وزاد في الشرح مستنداً على استطلاع أُجري هذا العام 2023 وأظهرت نتائج تحليله أن الذكاء الإصطناعي التوليدي ،ينتشر على نطاق واسع على الرغم من حداثته، وأن استخدامه بات أمراً شائعاً كما إنه يستحوذ على اهتمام قطاع الأعمال في عدد من دول العالم. خلاصة القول: ان البيانات الضخمة التي تجمعها شركات الاتصالات وتقنية المعلومات عن مشتركيها، يمكنها بعد الإتفاق مع أصحابها ،أن تستثمر هذه البيانات وتبيعها بأغلى الأثمان لطرف ثالث يستفيد منها أيّما استفادة. وهذا يعني أن شركات الإتصالات لن تخسر مطلقاً لو منحت كل مشترك جهاز هاتف محمول مجاناً عند اشتراكه لديها.

الكاتب الصحفي السعودي

إبراهيم العقيلي

كاتب رأي سعودي

يكتب مقالاً أسبوعياً كل يوم اثنين في (صحيفة البلاد) السعودية التي تصدر في مدينة جدة..

أيضاً هو مستشار إعلامي

– 2006 كان مدير التحرير في قناة الاخبارية السعودية..

تويتر:@ogaily_wass

إيميل:ibrahimalogaily@gmail.com