كتب:محمد بدوي
أكد وزراء تجارة وصناعة ومسئولون دوليون على جهود دولة الإمارات الرائدة في استضافتها للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية بهدف تشكيل مستقبل التجارة العالمية، فضلا عن جهودها في تسهيل الحوار البناء بين دول المنظمة لتعزيز التعاون الدولي من أجل مستقبل اقتصادي مستدام.
وقال الوزراء والمسئولون الدوليون في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن استضافة الإمارات لهذا المؤتمر الضخم يعد دليلا واضحاً لتأثيرها المتنامي في إعادة تشكيل خارطة التجارة العالمية، فضلا عن مكانتها الرائدة باعتبارها مركزاً اقتصادياً عالمياً رائداً يوفر الخدمات المالية المسؤولة والسياسات النقدية اللازمة التي تتكامل مع قطاعات الأعمال والتجارة العالمية.
إعلان أبوظبي
أكدت الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، على إيجابية قرارات إعلان أبوظبي الوزاري الناتجة عن المؤتمر الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية مع اختتام أعماله في العاصمة أبوظبي.
وقالت نجوزي في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام” عقب إقرار إعلان أبوظبي الوزاري في ختام المؤتمر الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية الذي عقد في العاصمة أبوظبي: “القرارات كانت إيجابية للغاية، والاجتماعات كانت مثمرة وناجحة”.
وأشارت نجوزي إلى أن إعلان أبوظبي الوزاري تضمن تمديد الإعفاء المؤقت من بعض أحكام اتفاق الجوانب التجارية ذات الصلة بحقوق الملكية الفكرية، لتمكين الدول النامية من زيادة قدراتها على زيادة إنتاجها من اللقاحات لمكافحة الجوائح المستقبلية، وتمديد وقف فرض الرسوم الجمركية على التجارة الإلكترونية حتى انعقاد المؤتمر الوزاري الرابع عشر للمنظمة في 2026.
وأضافت نجوزي: “تمكننا بنجاح من إغلاق بعض الملفات بعد ساعات طويلة من المفاوضات وحققنا نتائج جيدة للغاية فيما يتعلق بالتنمية بالنسبة للبلدان النامية والأقل نمواً”.
وأوضحت أن هناك بعض الملفات الأخرى لم نتمكن من إغلاقها في الوقت الراهن لكن سنواصل العمل عليها في اجتماعاتنا الدورية التي تعقد في جنيف.
شكر للإمارات
وأعربت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، عن امتنانها وشكرها لدولة الإمارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً، مضيفة: “المفاوضات كانت صعبة للغاية، ولكن بفضل رئاسة دولة الإمارات للمؤتمر تمكنا من احراز العديد من النجاحات”.
وأشارت إلى جهود دولة الإمارات في التنظيم الاستثنائي للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية وسط ترتيبات تنظيمية ولوجستية استثنائية ضمنت نجاح المؤتمر الذي جمع أكثر من 164 دولة وتكتلا تجاريا في المؤتمر الوزاري تحت سقف واحد للتباحث حول مستقبل التجارة العالمية.
ولفتت نجوزي إلى انضمام دولتي تيمور الشرقية وجزر القمر إلى عضوية المنظمة وذلك بعد ثماني سنوات من عدم ضم أعضاء جدد، مشيرة إلى أن هناك 22 دولة تنتظر الانضمام للمنظمة.
وأكدت على أهمية التجارة لتحقيق العديد من الأولويات مثل تعزيز النمو، وتوسيع الفرص الاقتصادية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
خارطة التجارة
وأعرب مانوا كاميكاميكا نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التجارة والتعاونيات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والاتصالات في جمهورية فيجي، عن شكره لدولة الإمارات على استضافتها لهذا المؤتمر وجمع مختلف دول العالم تحت سقف واحد من أجل الحفاظ على نظام تجاري متعدد الأطراف قائم على قواعد محددة لضمان ازدهار الدول.
وأضاف مانوا إن دولة الإمارات من الدول الرائدة في مجال التجارة العالمية وهي مثال يحتذى لبقية دول العالم بعد سلسلة من النجاحات والإنجازات خلال السنوات الماضية ما جعلها مساهماً رئيسيا في تشكيل خارطة التجارة العالمية.
تسهيل الاستثمارات
وقال قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في سلطنة عمان، إن المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية شهد زخما كبيراً على صعيد النقاشات والحوارات بين الدول المشاركة لتسليط الضوء على عدة مواضيع مهمة تدعم وتعزز حركة التجارة الدولية، لاسيما في ظل التوترات الجيوسياسية التي يشهدها العالم.
وأشار إلى أن المؤتمر سلط الضوء على مواضيع رئيسية ومهمة مثل “اتفاقية دعم مصائد الأسماك” ومواضيع أخرى ذات صلة بقطاعات الزراعة والملكية الفكرية وقضايا التنمية والتجارة الإلكترونية وسبل تسهيل الاستثمارات، لافتاً إلى التنظيم الاستثنائي لدولة الإمارات لفعاليات المؤتمر وجهودها من أجل تسهيل الحوار البناء بين دول المنظمة من أجل تشكيل مستقبل التجارة العالمية.
استشراف المستقبل
من جانبه، أكد رياض مزّور، وزير الصناعة والتجارة في المملكة المغربية، على أهمية المؤتمر الوزاري الثالث عشر للمنظمة في استشراف مستقبل التجارة العالمية، مشيراً إلى أن المؤتمر أتاح فرصة لجميع الدول الأعضاء للتحاور من أجل إجراءات وتدابير تجارية أكثر عدالة وشفافية.
وأكد مزّور على نجاح الإمارات في تنظيم نسخة استثنائية من المؤتمر الوزاري نظرا لقدرتها على تنظيم الأحداث والفعاليات الضخمة وجمع العالم تحت سقف واحد للتباحث والتناقش حول أهم القضايا العالمية، لافتاً إلى أن انضمام جزر القمر وتيمور الشرقية إلى عضوية المنظمة بعد 8 سنوات مؤشر على جاذبية المنظمة وأهميتها.
ولفت إلى أن المؤتمر بحث القواعد والقوانين الناظمة لأنشطة التجارة العالمية، وسبل التعاون من أجل التوصل إلى نظام تجاري أكثر كفاءة واستدامة وشمولا، بالإضافة إلى تحسين قدرة الدول النامية والأقل نموا على الوصول إلى النظام التجاري العالمي، والملكية الفكرية، وآلية حل النزاعات في منظمة التجارة العالمية.
جهود حثيثة
من جهته، لفت محمد الأشول وزير الصناعة والتجارة في الجمهورية اليمنية، إلى الدور الرائد لدولة الإمارات في دعم وتعزيز حركة التجارة العالمية، مشيراً إلى أن جهودها الحثيثة عززت المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية.
وأوضح الأشول أن انعقاد المؤتمر في الإمارات هو دليل واضح على التقدم الكبير الذي أحرزته الدولة لتصبح مؤثرا إقليميا ودوليا في التجارة العالمية فضلا عن كونها حاضنة للعمل التجاري في المنطقة والعالم، مؤكداً على أهمية حرية التجارة وتخفيف القيود وزيادة تبادل المعلومات والبيانات الخاصة بالأنشطة التجارية، بالإضافة إلى ضرورة مساعدة الدول النامية للاستفادة من تجارب الدول المتقدمة.
مؤتمر ناجح.
وأشاد ميغيل ماركيز غونسالفيس مانيتيلو، وزير النقل والاتصالات في جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، بالتنظيم الاستثنائي للمؤتمر من قبل دولة الإمارات، مشيراً إلى أن الحدث كان “ناجحا للغاية” من أجل تشكيل مستقبل التجارة العالمية.
واعتبر ماركيز أن انضمام بلاده إلى عضوية منظمة التجارة العالمية كان من أبرز الإعلانات التي شهدها المؤتمر إلى جانب انضمام جمهورية جزر القمر، وهو ما سيسهم في دعم اقتصاد البلدين، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات الدول الأعضاء في مجال التجارة والانخراط في حركة التجارة العالمية.
تنظيم استثنائي
بدوره، قال محمد الحويج وزير التجارة والاقتصاد الليبي إن نجاح الإمارات في استضافة المؤتمر وتنظيمه يؤكد جهودها الداعمة لتطوير منظمة التجارة العالمية في ظل التغيرات التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
وأضاف الحويج أن المؤتمر الوزاري الثالث عشر يأتي في وقت يشهد فيه العالم توترات جيوسياسية تؤثر على سلاسل الأمداد بما ينعكس على حركة التجارة العالمية.
من جانبه، أكد أثير الغريري، وزير التجارة العراقي، على أهمية المؤتمر الوزاري والذي شهد تنظيماً استثنائياً من قبل دولة الإمارات، بالإضافة إلى دوره في بحث مستقبل حركة التجارة العالمية بما يتماشى مع التحديات الراهنة التي يشهدها العالم.