كتب: مصطفى عيد
تكلل بالنجاح انعقاد المنتدى العالمي الثامن عشر للبنك الإسلامي للتنمية حول التمويل الإسلامي، على هامش الاجتماعات السنوية والاحتفال باليوبيل الذهبي لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وفي كلمته الافتتاحية، دعا رئيس البنك الإسلامي للتنمية، معالي الدكتور محمد الجاسر، إلى تنشئة جيل من قادة ريادة الأعمال ممن يمكنهم المساعدة في دفع العالم نحو مستقبل راسخ في أعماق المبادئ الأخلاقية والتنمية المستدامة.
وتحت شعار “الابتكار وريادة الأعمال والقيادة في التمويل الإسلامي”، استقطب المنتدى نخبة من قادة الفكر وصناع السياسات والخبراء الماليين وأصحاب المصلحة الفاعلين في الصناعة المالية الإسلامية، حيث ناقشوا كيف يمكن لريادة الأعمال أن تعزز التنمية المستدامة.
وألقى الدكتور الجاسر الضوء على تأثير ريادة الأعمال على الاقتصادات الفردية والعالمية على حد سواء، مستشهداً بأمثلة من الشركات التي أوجدت قيمة عظيمة للبشرية في جميع أنحاء العالم، مثل: علي بابا، وألفابت، وأمازون، وأبل، ومايكروسوفت، ونفيديا، وتيسلا؛ مشيراً إلى أن القيمة السوقية الحالية لهذه الشركات مجتمعة تبلغ حوالي 12 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يتجاوز الناتج الاقتصادي في عام 2023م للمملكة المتحدة وفرنسا وروسيا مجتمعة.
كما أشار إلى التفاوت في معدلات تأسيس الأعمال الجديدة بين الاقتصادات ذات الدخول المرتفعة والمنخفضة، وشدد على ضرورة معالجة هذه الفجوة من خلال تعزيز بيئة مواتية تدعم وتغذي ريادة الأعمال. وأوضح الرئيس إلى أن مبادرات التمويل الأصغر المصممة بشكل خاص لتلبي متطلبات الامتثال لمبادئ التمويل الإسلامي، يمكن أن تكون محورية في هذا الصدد.
كما نوه الدكتور الجاسر إلى العلاقة بين روح ريادة الأعمال وميدان التمويل الإسلامي، مشيراً إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم نفسه كان رائد أعمال ناجحاً يجسد مفاهيم الوفاء وتقاسم المخاطر والالتزام بتحسين المجتمع. وأضاف: “عندما ترتكز المؤسسات المالية على هذه المبادئ، يمكنها أن تعزز بشكل فعال المشاريع التي تساهم في النمو المستدام وتمكين رواد الأعمال المحتملين”.
وفي سياق متصل، ألقى كل من معالي الدكتور ستيفن جروف، محافظ صندوق التنمية الوطني السعودي، والمهندس مطلق المريشد، عضو مجلس إدارة البنك السعودي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، الكلمات الرئيسة التي سلطت الضوء على كيفية التضافر بين مبادئ التمويل الإسلامي وريادة الأعمال من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
وأعقب ذلك حفل تسليم جائزة البنك الإسلامي للتنمية للإنجاز الفعال في الاقتصاد الإسلامي لعام 2024م، للفائز البروفيسور محمد أسوتاي، أستاذ الاقتصاد السياسي الإسلامي والتمويل ودراسات الشرق الأوسط بجامعة دورهام. وقام بتسليمه الجائزة نائب رئيس البنك الإسلامي للتنمية (للعمليات)، الدكتور منصور مختار، نيابةً عن معالي الرئيس الدكتور محمد الجاسر.
كما شهد المنتدى إطلاق تقرير جديد للبنك الإسلامي للتنمية بعنوان “تحفيز ريادة الأعمال الاجتماعية من خلال التمويل الإسلامي”، الذي يستكشف إمكانات التمويل الإسلامي لدعم ريادة الأعمال الاجتماعية والاستثمار المؤثر.
وفي الجلسة الحوارية، تداول الخبراء الأفكار والرؤى حول استكشاف الدور المحوري لريادة الأعمال في تعزيز التنمية المستدامة، وبوجه خاص ضمن الإطار النموذجي للتمويل الإسلامي. وكان من بين المتحدثين في الجلسة الحوارية الدكتور زيجر ديجريف، العميد التنفيذي لكلية الأمير محمد بن سلمان؛ والسيد مراد إرسان، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة تاكاداو TAKADAO؛ والدكتور سامي السويلم، المدير العام بالإنابة لمعهد البنك الإسلامي للتنمية.
وفي الجلسة الثانية تم عرض مشروع “النظام الذكي للاستقرار المالي” قيد الحصول على براءة الاختراع. وهو خوارزمية لتعزيز الاستقرار في الأسواق المالية، يعكف على تطويرها معهد البنك الإسلامي للتنمية وتنفذها شركة سيتلمينت SettleMint المتخصصة في تقنية سلاسل الكتل. وقدم العرض كل من السيد ماثيو فان نيكيرك، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سيتلمينت؛ والدكتور هلال حسين، المدير المساعد لفريق الحلول المعرفية في معهد البنك الإسلامي للتنمية، حيث سلطا الضوء على السمات الرئيسة للنظام وإمكاناته في دعم الصناعة المالية.