دراسة  من «بيت.كوم» تكشف عن أبرز خصائص وتحدّيات القيادة المعاصرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

كتب:رامي سميح

نشر “بيت.كوم”، أكبر موقع للوظائف في منطقة الشرق الأوسط، نتائج آخر استبياناته بعنوان “الصفات القيادية: استبيان لتعريف القيادة الفعّالة في مكان العمل الحديث”، والذي تم من خلاله تسليط الضوء على أكثر ما يقدّره المهنيون المحترفون في قادتهم، والمهارات الضرورية لتعزيز مستويات النجاح والتحفيز في مكان العمل.

ويأتي ذلك فيما يتوافق مع المشهد الاحترافي العام سريع التطوّر والتغيير، حيث تمكّن القياديون في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الارتقاء بسماتهم القيادية لتتوافق مع متطلّبات الشركات المعاصرة بشكل ملائم.

وبينما تُنهي الشركات الفصل الرابع والأخير من السنة في ظل حركة أعمال نشطة وتتهيّأ لعام جديد تكون فيه القيادة الفعّالة ضرورية للتخطيط الاستراتيجي، جمع الاستبيان الحديث معلومات معمَّقة من المهنيين المحترفين في مختلف أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والمغرب وغيرها من الدول الأخرى.

وتسلّط النتائج الضوء على الأهمّية المتزايدة لقابلية التكيّف والذكاء العاطفي والتواصل الفعّال في الأدوار القيادية.

وكشف الاستبيان عن أبرز الخصائص والتحدّيات القيادية التي تشكّل مكان العمل هذه الأيام.

ولقد ركّزت نسبة عالية جداً بلغت 85.4% من الذين شاركوا في الاستبيان على أهمّية قدرة القادة على إلهام وتحفيز فِرق عملهم، بينما شدّد 80% على حاجة القادة لإدارة الضغط والإجهاد بكفاءة أعلى وتطوير عنصر المرونة للحفاظ على المعنويات. كما جرى تحديد التواصل الضعيف كعائق أساسي أمام الكفاءة القيادية بالنسبة إلى 42% من المشاركين في الاستبيان، وتبع هذا القيادة التفصيلية (22.3%) والمحسوبية (20.4%).

من ناحية أخرى، برز الذكاء العاطفي كعنصر أساسي ضمن هذا المجال، حيث أشار 66.7% من المشاركين في الاستبيان إلى أهمّيته المتنامية بالمقارَنة مع العقد الماضي، وأكّدت نسبة 40.6% أنه الآن يحظى “بأهمية بالغة”.

وبشكل موازٍ، أشار 82.5% من المهنيين المحترفين إلى قابلية التكيّف كعنصر ضروري بالنسبة للقادة الذي يواجهون التحدّيات غير المتوقَّعة.

من ناحية أخرى، سلّطت الخيارات المرتبطة بالأساليب القيادية الضوء على أهمّية التفاعل والشمولية، مع إعراب 48.6% عن تفضيلهم للقيادة التحوّلية و34.6% للقيادة الديمقراطية.

كما جرى التشديد على موضوع الملاحظات المنتظَمة، مع تفضيل نسبة 69.3% من المشاركين في الاستبيان لعمليات المراجَعة بين القادة وفِرق عملهم مرّة كل أسبوع أو أسبوعين. وعند ترتيب المزايا القيادية، تم اعتبار مهارات التواصل (39.6%) والرؤية (35.5%) الأكثر أهمّية، فيما حصل عنصر التعاطف على ترتيب أقل، مع اعتباره ميّزة أساسية لدى نسبة قليلة بلغت 5.9% فقط.

فيما يخص ذلك، قالت دينا توفيق، نائبة رئيس النمو في “بيت.كوم”: “يُتوقَّع من قادة اليوم القيام بأمور عديدة تتخطّى مجرَّد تحقيقهم للنتائج – فعليهم أيضاً إلهام فِرَقهم وتعزيز مستويات المرونة والتكيف، وإيجاد بيئات ترعى وتشجّع على الابتكار والنمو.

من جهة أخرى، يجب ألّا يتم مطلَقًا إغفال أهمّية الذكاء العاطفي وقابلية التكيّف، فهذه المزايا أساسية لأجل القيادة بكفاءة في مكان العمل سريع التطور.”

الجدير ذكره أن نتائج هذا الاستبيان تؤكّد على الدور المحوري الذي يلعبه القادة في إيجاد بيئة عمل إيجابية وتحقيق الأهداف المؤسَّساتية. ومع استمرار قطاعات العمل في المنطقة بالنمو، فإن فهم المزايا التي تحدّد معالم القيادة الفعّالة أمر مهم وضروري لتطوير مكان عمل يتميّز بمستويات عالية من التحفيز والمرونة.