«بلومبرج» : مغادرات واسعة لكبار قيادات شركات الاستثمار وصعود الصناديق الصغيرة

كتب:مصطفى عيد

شهد عام 2024 حركة غير مسبوقة داخل كبرى شركات رأس المال الاستثماري، حيث غادر العشرات من الشركاء وظائفهم، إما لاستكشاف فرص جديدة أو نتيجة لتحديات داخلية فرضتها ظروف السوق الصعبة.

وكشف تقرير لوكالة «بلومبرج» أن من بين أبرز المغادرين، أعلن “مات ميلر” رحيله عن “سيكويا كابيتال” بعد أكثر من 10 سنوات، فيما أسس “بلال زبيري” صندوقًا جديدًا مستقلًا. وفي تطور لافت، قرر “سريرام كريشنان” ترك “أندريسن هورويتز” للعمل كمستشار للبيت الأبيض في سياسات الذكاء الاصطناعي.

هذا الاتجاه المتزايد لا يقتصر فقط على انتقالات داخل الصناعة، بل يشهد ميلاد شركات ناشئة جديدة مثل “إيثان كورزويل”، الشريك السابق في “بيسمر”، و”مايك فولبي” من “إندكس فينتشرز”، بالإضافة إلى تخفيف الضغط اليومي عن آخرين مثل “براين سينجرمان” من “فاوندرز فند”.

وفقًا للمستثمر “ريك زولو”، فإن وتيرة التغيير غير مسبوقة، حيث تعكس هذه المغادرات تحولات جذرية في هيكل الصناعة. وأشار “سكوت سانديل”، المدير التنفيذي لشركة “NEA”، إلى أن صعوبة جمع الأموال مقارنة بعام 2021 جعلت من الضروري تقليل عدد المستثمرين في الشركات الكبرى.

بينما تعود بعض المغادرات إلى خيبة الأمل من تحول شركات رأس المال الاستثماري إلى نموذج أقرب لإدارة الأصول، يواجه المستثمرون الجدد تحديات بسبب نقص الخبرة العملية التي تزامنت مع انخفاض أسعار الفائدة أثناء الجائحة.

رغم التحديات، قد تفتح هذه التغيرات الباب أمام مستثمرين وشركات جديدة لإعادة تشكيل الصناعة، وفقًا لـ”كين تشينولت جونيور”، الذي أطلق صندوقًا برأس مال 62 مليون دولار يركز على الشركات الناشئة. ومع ذلك، يظل جمع الأموال تحديًا رئيسيًا للشركات الناشئة، خاصة في ظل انخفاض شهية المؤسسات الكبيرة لدعم مديري الصناديق الجدد.

يشير المستثمرون إلى أن الصناديق الصغيرة التي تركز على العمل عن قرب مع الشركات الناشئة قد تكون الحل في مواجهة ضخامة الصناديق الكبرى.

وعلى سبيل المثال، أطلق “مايك فولبي” صندوق “هانابي كابيتال”، بينما يسعى آخرون مثل “بلال زبيري” و”مايكل جيلروي” لتأسيس صناديق تركز على الذكاء الاصطناعي والابتكار التقني.

مع استمرار نمو عدد الصناديق الناشئة، يظل جمع التمويل تحديًا حقيقيًا. وبينما تهيمن الشركات الكبرى على معظم رأس المال، يجد المستثمرون الجدد أنفسهم أمام سوق صعبة لا ترحم الناشئين، لكنها تحمل فرصًا لإعادة تشكيل قواعد اللعبة.