فينتك جيت:أحمد أبوعلي
أكد المعماري د. مهندس محمد طلعت، رئيس مجلس إدارة شركة محمد طلعت معماريون، أن يوم التأسيس السعودي كان له دور بارز في توثيق الجذور التاريخية والمعمارية للمملكة، حيث ساهم في إحياء التراث العمراني وتعزيز الهوية الثقافية السعودية من خلال عدة جوانب انعكست على المشهد العمراني الحديث.
وأوضح طلعت أن المملكة شهدت اهتمامًا متزايدًا بالمباني التقليدية، مثل العمارة الطينية والأبراج والمساكن القديمة، مع دمج هذه العناصر في مشاريع معمارية حديثة، ما ساعد في الربط بين الماضي والحاضر.
كما تم تدشين مشاريع جديدة في المدن الكبرى، مثل الرياض وجدة، تركز على إعادة إحياء المساحات العامة التقليدية، مثل الأسواق الشعبية والساحات التاريخية، التي أصبحت مراكز حيوية للتفاعل الاجتماعي والثقافي.
وأشار إلى أن العمارة الإسلامية، التي تتميز بالأقواس والزخارف الهندسية، عادت لتشكل جزءًا أساسيًا من المشهد العمراني في المملكة، وهو ما يتجلى في مشاريع ضخمة مثل المسجد الكبير في الرياض والمجمعات السكنية الحديثة، التي تعكس ملامح الهوية الثقافية السعودية.
وأضاف طلعت أن يوم التأسيس عزز توجه المملكة نحو دمج التراث الثقافي في التصاميم الحديثة، خاصة الطراز النجدي والعمارة الطينية، التي كانت تُستخدم في القرى والمدن القديمة، حيث أصبحت هذه الأنماط جزءًا من العمارة المعاصرة، كما هو الحال في تصميم الأبراج الطينية في بعض المباني الحديثة.
كذلك، تم توظيف الزخارف الإسلامية والهندسة المعمارية التقليدية، مثل الأرابيسك والمقرنصات، في المشاريع العمرانية التي تم تنفيذها بعد يوم التأسيس، ما أضفى عليها بُعدًا ثقافيًا أصيلًا.
كما لفت إلى أن الاحتفال بيوم التأسيس أدى إلى إعادة تصميم المساحات العامة، مثل الساحات والحدائق والمراكز الثقافية، بلمسات تعكس الطابع السعودي الأصيل مع عناصر معمارية حديثة. وفي المدن الكبرى، مثل الرياض وجدة والدمام، تم تنفيذ مشاريع معمارية ضخمة تدمج بين التراث الثقافي والابتكار المعماري، مثل إنشاء متاحف ومراكز ثقافية تعتمد على العمارة الحديثة، مع الحفاظ على عناصر تراثية مثل الفناءات الداخلية والمداخل التقليدية واستخدام الألوان الترابية.
وأكد طلعت أن يوم التأسيس عزز فكرة الحفاظ على المعالم التاريخية وترميمها بأسلوب حديث، كما حدث في تطوير منطقة الدرعية التاريخية، التي أصبحت نموذجًا للتفاعل بين الماضي والحاضر.
بالإضافة إلى ذلك، زاد الاهتمام باستخدام المواد المحلية في البناء، مثل الحجر الطبيعي والطين، ما يعكس احترام المملكة لتراثها ومواردها الطبيعية.
واختتم طلعت حديثه بالإشارة إلى أن المشاريع المعمارية، مثل المتاحف والمراكز الثقافية، أصبحت وسيلة لسرد تاريخ المملكة وتوثيق مسيرتها، كما هو الحال في متحف الملك عبد العزيز ومتحف الوطن في الرياض، اللذين يجسدان روح التأسيس بأسلوب معماري مستوحى من التراث السعودي.
وأكد أن يوم التأسيس السعودي كان له أثر كبير في إعادة تعريف الهوية العمرانية للمملكة، من خلال المزج بين التقاليد التاريخية والتطور المعماري الحديث، ما يعزز الروح الثقافية والتاريخية للمملكة في العصر الحالي.