نائب رئيس شركة ديلفركت يكتب: كيف تعمل التكنولوجيا على إعادة اختراع متاجر بيع السلع؟

بقلم: ناجي حداد
نائب الرئيس في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لدى ديلفركت

كيف يقوم الذكاء الاصطناعي وإدارة المخزون الذكية والأتمتة بإعادة تشكيل متاجر بيع السلع، وكيفية تكيّف الشركات لتعزيز الكفاءة وتلبية احتياجات المستهلكين في 2025.

1 / 3

تشهد صناعة بيع السلع حالياً تحول عميق مدفوعاً بالتقدم التكنولوجي السريع، مما يعيد تشكيل كل شيء من سلاسل التوريد إلى تجارب العملاء.

في مشهد مدفوع بالراحة والتخصيص والسرعة بصورة متزايدة، يحتاج صناع القرار في مجال بيع السلع إلى فهم كيفية تأثير تلك التغييرات على كيفية عمل الشركات وكيفية تكيّف الصناعة.

في هذه المقالة، التي تعد جزءاً من تقريرنا لعام 2025 وما بعده، سوف نقدم نظرة مُتعمقة حول كيفية تأثير التكنولوجيا على صناعة التجزئة وكيفية تطور الشركات.
التكيّف مع سلوك المستهلك المتغير: صعود تجارة بيع السلع مُتعددة القنوات

لم يعد بيع السلع يتعلق بالقنوات المعزولة – بل أصبح يتعلق بإنشاء تجربة تسوق متماسكة وسلسة عبر جميع المنصات. يجمع بيع السلع متعدد القنوات بين نقاط الاتصال المادية والرقمية لمنح العملاء رحلة تسوق موحدة. يضمن ذلك النهج أن العملاء الذين يتسوقون عبر الإنترنت أو في المتجر أو عبر تطبيق الهاتف المحمول يتلقون نفس المُستوى العالي من الخدمة والاتساق.

يُعد التبني السريع لاستراتيجيات بيع السلع متعدد القنوات هو استجابة مباشرة للتحولات في سلوك المستهلك. حيث يتوقع عملاء اليوم الراحة والتخصيص ومرونة التبديل بين القنوات بسلاسة.

كيف يتكيف تجار بيع السلع؟

لقد تكيّف تجار بيع السلع مع ذلك من خلال تنفيذ أنظمة نقاط البيع (POS) المتكاملة وحلول إدارة علاقات العملاء ومنصات إدارة المخزون التي توحد جميع قنوات البيع، مما يوفر رؤية المخزون في الوقت الفعلي ويقلل الاحتكاك في تجربة التسوق.

التأثير على تجار بيع السلع : لقد تطلب التكيّف مع مُتطلبات القنوات المتعددة استثمارات تكنولوجية كبيرة، لكن العائد من ذلك كان زيادة رضا العملاء وولائهم. أصبح تجار بيع السلع مُجهزين بشكل أفضل لتلبية توقعات المٌستهلكين من خلال تقليل حالات التكرار وضمان توفر المُنتج.

التخصيص من خلال الذكاء الاصطناعي: تشكيل تجارب العملاء
سرعان ما أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) حجر الزاوية في تكيّف صناعة بيع السلع مع توقعات المستهلكين المتغيرة. حيث تسمح التخصيصات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتجار بيع السلع بتقديم تجارب مصممة خصيصاً تتوافق مع العملاء الأفراد. من خلال تحليل بيانات العملاء، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم توصيات للمنتج وتحسين الحملات التسويقية وإنشاء عروض ترويجية تستهدف العميل مما يزيد من التفاعل.

2 / 3
لقد كان تأثير الذكاء الاصطناعي تحويلياً بشكل خاص في مساعدة تجار بيع السلع على التنبؤ بسلوك المستهلك. وقد سمح ذلك للشركات بالبقاء في طليعة الاتجاهات وتلبية احتياجات عملائها بشكل استباقي. لم تؤدِ القدرة على توفير تجارب مخصصة إلى تحسين ولاء العملاء فحسب، بل عززت أيضاً متوسط قيم الطلبات ومعدلات التحول.

التأثير على تُجار بيع السلع : ساعد تبني الذكاء الاصطناعي تجار بيع السلع على الحفاظ على قدرتهم التنافسية من خلال تعزيز علاقات أعمق مع العملاء. ومع ذلك، فإن التبني الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي يجلب معه أيضاً تحديات، مثل الإرهاق الناجم عن استخدام البرمجيات كخدمة والذي يسمى (SaaS fatigue) لذلك يبحث تجار بيع السلع بشكل متزايد عن منصات موحدة توفر قدرات متعددة للذكاء الاصطناعي في حزمة مبسطة لتجنب أوجه القصور في إدارة الحلول البرمجية المتعددة.

التغييرات التشغيلية مع الإدارة الذكية للمخزون
إن الإدارة الذكية للمخزون تحدث ثورة في عمليات تجار التجزئة، لا سيما في مراقبة المخزون وتحسين سلسلة التوريد. حيث توفر أنظمة المخزون المتقدمة رؤى في الوقت الفعلي حول مستويات المخزون، مما يقلل من مخاطر زيادة المخزون ونفاد العناصر الأكثر طلباً. لقد أصبحت هذه الإمكانية بالغة الأهمية حيث يتكيف تجار بيع السلع مع تقلب طلب المستهلك وديناميكيات سلسلة التوريد المتغيرة.
بالنسبة للعديد من المشغلين متعددي المواقع، فإن قابلية التوسع تمثل تحدياً كبيراً. تتيح الإدارة الذكية للمخزون مراقبة أكثر كفاءة للمخزون عبر مواقع متعددة بشكل أوتوماتيكي. ويساعد ذلك في تقليل التعقيد التشغيلي، مما يضمن اتساق المنتج وتوافره في جميع المتاجر.
التأثير على تجار بيع السلع: لقد مكّنت إدارة المخزون الذكية من زيادة الرؤية والكفاءة في التحكم في المخزون، وهو أمر ضروري لإمكانية التوسع. تواجه شركات بيع السلع متوسطة الحجم التي تتوسع عبر مواقع متعددة تحدي إدارة التكاليف والتعقيد عند دمج هذه الحلول.
تطور القوى العاملة: الأتمتة تعيد تعريف الأدوار داخل المتجر
قد أدى دمج الأتمتة في بيع السلع إلى تغيير العمليات داخل المتجر وأدوار موظف بيع السلع بشكل كبير. إذ تساعد تقنيات التشغيل الآلي مثل أكشاك الدفع الذاتي، تجار بيع السلع على تحسين الكفاءة مع السماح للموظفين بالتركيز بشكل أكبر على المهام المتعلقة بالعملاء. حيث يتم استخدام أتمتة العمليات الروبوتية خلف الكواليس لإدارة المهام الإدارية المتكررة، وتقليل الأخطاء وتوفير وقت الموظفين.

وقد استلزم ذلك التحول إعادة تقييم لأدوار القوى العاملة. حيث ينتقل الموظفون بشكل متزايد من الأدوار المتعلقة بالمعاملات إلى مناصب استشارية تركز بشكلٍ أكبر على العملاء. لذا فإن تطور القوى العاملة هو عملية مستمرة، حيث أصبح تدريب الموظفين وصقل مهاراتهم أمراً حيوياً مع تولى التكنولوجيا للمهام الروتينية.

التأثير على تجار بيع السلع: بالرغم من أن الأتمتة قد عززت من الكفاءة التشغيلية، إلا أنها أدخلت أيضاً تحديات تتعلق بإدارة القوى العاملة. يجب على تجار بيع السلع الاستثمار في البرامج التدريبية لرفع مهارات الموظفين، وضمان قدرتهم على التكيّف مع أدوارهم الجديدة ومُواصلة تقديم القيمة في بيئة بيع السلع التي تعتمد على التكنولوجيا.

تحدي الإرهاق الناجم عن استخدام البرمجيات كخدمة الدفع نحو توحيد التكنولوجيا
3 / 3
إن أحد أهم التحديات التي تواجه تجار بيع السلع اليوم هو الإرهاق الناتج عن استخدام البرمجيات كخدمة ومع انتشار أدوات البرمجيات المتخصصة، أصبح العديد منهم مثقلين بعدد هائل من المنصات التي يتعين عليهم إدارتها. وقد أدى ذلك إلى دفع عملية توحيد التكنولوجيا، حيث يسعون إلى إيجاد حلول تدمج وظائف مُتعددة تحت مظلة واحدة.
وتؤدي الحاجة إلى قابلية التوسع إلى زيادة تعقيد المشهد التكنولوجي لهم، وخاصة لأولئك الذين لديهم مواقع متعددة. تزداد شعبية المنصات الموحدة التي توفر تكامل لنقاط البيع وإدارة المخزون وتحليلات العملاء والمزيد لأنها تقلل من التعقيد وتساعد في تبسيط العمليات.

التأثير على تجار بيع السلع: يتطلب معالجة الإرهاق الناتج عن استخدام البرمجيات كخدمة (SaaS fatigue) اتباع نهج مدروس لتبني التكنولوجيا. ويتعين على قادة بيع السلع إعطاء الأولوية للحلول التي تقوم بتلبية الاحتياجات الحالية وتتناسب مع حجم العمل. يعد دمج التكنولوجيا اتجاهاً متنامياً حيث يبحث بيع السلع عن طرق لتبسيط مجموعة التكنولوجيا الخاصة بهم مع الحفاظ على الكفاءة التشغيلية.

الخلاصة: المشهد الحالي للتحول التكنولوجي في مجال بيع السلع
تشهد صناعة بيع السلع تغيرات سريعة للغاية، وتأتي التكنولوجيا في طليعة ذلك التحول. تعمل التكنولوجيا على إعادة تشكيل كيفية عمل التجار مع العملاء والتفاعل معهم، بدءاً من التخصيص القائم على الذكاء الاصطناعي وأنظمة المخزون التي تدعم إنترنت الأشياء وحتى الأتمتة وتقنية سلسلة الكتل. ومع ذلك، فإن هذا التحول لا يخلو من التحديات. إن الإرهاق الناتج عن استخدام البرمجيات كخدمة، والمخاوف المتعلقة بقابلية التوسع، والحاجة إلى تكيّف القوى العاملة، هي جميعها عقبات يجب على قادة بيع السلع التغلب عليها.

إن تجار بيع السلع الذين ينجحون في هذا المشهد المتطور لن يقوموا باعتماد تقنيات جديدة فحسب، بل أنهم سيفعلون ذلك بشكل مدروس، مع التركيز على الحلول التي تعزز الكفاءة التشغيلية وتجربة العملاء. حيث إن الهدف ليس مجرد تنفيذ أحدث التقنيات، ولكن إنشاء نموذج أعمال أكثر تكاملاً وتركيزاً على العملاء وقابلية للتطوير بحيث يمكنه الازدهار بالرغم من التغيير المستمر.

الخطوات التالية: يجب تقييم التقنيات التي تتوافق مع التحديات الحالية التي تواجهها – تحسين تخصيص العملاء أو تحسين العمليات أو تعزيز شفافية سلسلة التوريد. وإعطاء الأولوية للحلول القابلة للتطوير والتي يمكن أن تتكيّف مع نمو عملك، وكن على استعداد للاستثمار في التكنولوجيا وتدريب القوُى العاملة للحفاظ على القدرة التنافسية.

اقرأ أيضا:

«ناجي حداد» نائب رئيس ديلفركت لأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا يكتب..4 إتجاهات يجب اتباعها في الأعمال والتكنولوجيا وتجربة العملاء في 2025