دراسة: تطبيقات البلوكتشين تقود لتحولات جوهرية في مجالات التمويل والتكنولوجيا

فنتيك جيت: محمد بدوي

أعلنت OKX، وهي إحدى أبرز منصَّات تداوُل العملات الرقمية والشركة الرائدة عالميًا في مجال تكنولوجيا السلسلة، بالتعاون مع Blockworks Research، وهي منصَّة مُتخصِّصة في الأبحاث حول العملات الرقمية، عن إصدار تقرير مُشترَك بعنوان: «مستقبل تطبيقات البلوكتشين: إعادة رسم معالم شتى المجالات على المستوى العالمي»، والذي يستعرض أثر تطبيقات البلوكتشين في إحداث تحوِّلاتٍ جوهرية في مجالات التمويل والتكنولوجيا والسلع القائمة على العلامات التجارية وتلك الاستهلاكية وتلك الخاصة بالرياضة والترفيه، وذلك خلال الـ 25 سنة القادمة.

وخلُصَ التقرير إلى أنَّ مواصلة تطوير الاستخدامات العملية الواضحة والمُحدَّدة لتقنية البلوكتشين — ابتداءً بالعملات الرقمية والمستقرَّة، ومرورًا بتحويل أصول العالم الحقيقي إلى عملاتٍ رمزيَّة، وصولًا إلى التطبيقات اللامركزية (dApps) والمَحافظ ذات الوصاية الذاتية وخدمات الدفع — سيُشكِّل عاملًا محوريًا في إحداث تحوُّل جوهري في قطاعات الأعمال الحيويَّة هذه. إذ تُشير الأبحاث إلى أنَّ القيمة الإجمالية للأصول المُدارة من كامل الأصول الحقيقية التي تحوَّلت إلى عملات رمزيَّة قد تصل إلى 600 مليار دولار بحلول عام 2030، مع احتمال تحويل ما نسبته 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى عملاتٍ رمزيَّة والاحتفاظ به ضمن شبكات البلوكتشين بحلول عام 2027*.

كما يُبيِّن التقرير أنَّ تقنيات الذكاء الاصطناعي والعملات الرقمية تسيران باتجاه التكامُل، بما يُتيح إمكاناتٍ أكبر للبرمجة بكفاءة وحل المشكلات التقنية، في حين تُمثِّل العملات الرقمية في إطار هذا التكامل عامِلًا دافعًا أساسيًا يُسهِم في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي ونشرها في بيئات التنفيذ الفعلية.

ووفقًا لما أفاد به Rich Widmann، رئيس قسم استراتيجيات Web3 في Google Cloud وأحد المشاركين في مقابلات التقرير: «تُعدّ تقنية البلوكتشين بمثابة بيئة مُحفِّزة على الابتكار، تُنتج حلولًا إبداعية تحت وطأة الضغوط والتحديات … [وفي غضون 20 عامًا، سنشهدُ] عالمًا تتمكّن فيه الأنظمة الذكية الرقمية من تنفيذ المعاملات بكل سلاسة عبر الوسائط الرقمية، بما يُعزِّز من كفاءة إنجاز المهام وأنماط التفاعل اليومية دون الحاجة إلى الأجهزة التقليدية. ويُجسِّد هذا التوجُّه طموحًا أشمل يتمثَّل في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع البلوكتشين بهدف تعزيز كفاءة الأنشطة التجارية وصياغة الاتفاقيات على نحوٍ برمجيّ مُنظَّم، يسمح بتنفيذها تلقائيًا».

وتستند نتائج هذا البحث إلى مقابلات مع خبراء في المجال، وتحليلات أُجريَت من قِبَل OKX وBlockworks Research، إلى جانب أبحاث مكتبية ودراسات واستطلاعات سابقة صادرة عن جهات عاملة في المجالات المعنية. هذا ومثَّل المشاركون في المقابلات نُخبة من الشركات الرائدة، من بينها: شركة Visa لخدمات الدفع وبنك Standard Chartered وشبكة Polygon وشركة Google وشبكة Aptos ونادي مانشستر سيتي لكرة القدم وفريق ماكلارين لسباقات السيارات وشركة إدارة الأصول Franklin Templeton.

من جانبه صرَّح حيدر رفيق، الشريك الإداري ومدير التسويق لدى OKX قائلًا: «نتطلَّعُ في OKX إلى مستقبل تُعيد فيه تكنولوجيا السلسلة رسم ملامح جميع المجالات تقريبًا. وفي هذا الصدد، يُقدِّم تقريرنا لمحةً عن الإمكانات الهائلة لتقنية البلوكتشين القادرة على إحداث تحوُّل جذري، ونحن على يقين بأنَّها ستُعيد صياغة نماذج الأعمال من جذورها وتُؤسِّس لنُظُم اقتصادية جديدة كليًا. نشعر بحماسٍ كبير حيال ما ستُحدثه هذه التقنية من نقلة نوعية، ونتطلَّع إلى أن نكون جزءًا فاعلًا في هذا التحوُّل وانعكاسه على أسلوب حياة الناس وطبيعة عملها وطُرُق إدارة الأنشطة التجارية والأعمال، وذلك على مستوى العالم أجمع».

في حين أضافَ Jason Yanowitz، الشريك المؤسِّس لمنصَّة Blockworks قائلًا: «شكَّلت شراكتنا مع OKX في إعداد هذا التقرير فرصةً فريدةً، مكَّنتنا من التعمُّق في دراسة الآثار بعيدة المدى لتقنية البلوكتشين، ويسرُّنا تسليط الضوء على حقيقة أنَّ هذه التقنية باتت على أعتاب إعادة صياغة مفاهيم الاقتصاد العالمي. وإنَّه لمن دواعي فخرنا التعاون مع OKX لتُبصِرَ هذه الرؤى التحليليَّة النور، لا سيَّما ونحن نشهد كيف تُحدِث تقنية البلوكشين نقلةً نوعيةً حقيقية في الممارسات المُتعلِّقة بالأعمال التجارية ونماذج وأنماط التداوُل وآليات إنشاء القيمة على مستوى العالم».

ونقدِّم فيما يلي رؤى تحليليَّة أساسيَّة بحسب كل قِطاع:

التمويل – تُعيدُ تطبيقات البلوكتشين رسم معالم آليات إنشاء القيمة والمُنتَجات المالية

– سيواصل المستثمرون من قِطاع المؤسَّسات تخصيص رؤوس أموالهم للاستثمار في قِطاع الأصول الرقمية والمُنتَجات المرتبطة بها. وفي هذا الصدد، سيُسهِّل التطوير المستمر الذي تشهده مُنتَجات التداوُل وخدمات الوصاية على الأصول (إدارة الأصول وحفظها) على المستثمرين الانتقال باستثماراتهم إلى سوق العملات الرقمية ويُعزِّز من مستويات التعرُّض الاستثماري فيها خلال السنوات القادمة.
– توشِك العملات المُستقرَّة على تغيير مشهد أنظمة الدفع عالميًا، إذ تستثمر شركات كبرى مثل Visa موارد مالية وتقنية لدعم هذا التحوُّل، في الوقت الذي تُواصل فيه العملات المُستقرَّة الرائدة اليوم نموّها من حيث القيمة السوقية ومُعدَّلات الاستخدام.
– قامت الشركات المؤسِّسة للعملات الرقمية بحل المشكلات القديمة المُتعلِّقة بالوصاية الذاتية والمدفوعات، لتُسهَّلَ الأمر على الجيل التالي من المُستخدِمين الأفراد والمُستخدِمين من قطاع المؤسَّسات في الانضمام إلى عالم Web3 باستخدام محافظهم الرقمية الخاصة.
– تتجه الشركات الكبرى في مجال الخدمات المالية نحو مستقبل قائم على تحويل الأصول إلى عملاتٍ رمزيَّة، إذ أفاد أكثر من ثلثَي المشاركين في المقابلات التي أُجريت خلال إعداد التقرير من مُزوِّدي الخدمات المالية بأنَّهم يعملون حاليًا على تطوير إمكاناتهم ليتمكَّنوا من إصدار الأصول المُمثَّلة في هيئة عملات رمزيَّة، وتقديم الخدمات المُتعلِّقة بها.

التكنولوجيا – البُنية التحتية تتحوَّل إلى نماذج قائمة على تكنولوجيا السلسلة

– أحدَثَت تقنية البلوكتشين تغييرًا في طريقة بناء واستخدام البرمجيات والشبكات وأنظمة البيانات.
– سيكون لمستقبل الذكاء الاصطناعي ارتباطٌ وثيق بتقنية البلوكتشين، إذ يستكشف المطوِّرون والشركات الناشئة قدرة تقنية البلوكتشين على الانتقال بعمليات تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي لتُصبح ذات طابع لامركزي.
– ستتطوّر الخصوصية وتقنية البلوكتشين على نحوٍ تكاملي في البيئة الرقمية بما يُسهم في تحسين تجربة المستخدمين عبر الإنترنت، مُتيحةً لهم إجراء المعاملات بهويّات مُستعارة مع الحفاظ على تحكُّمهم الكامل ببياناتهم الشخصية.
– يشهد العالم حاليًا تكاملًا متسارعًا بين تقنيات البلوكتشين والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، وهو ما يُبشِّر بفرصة اقتصاديَّة تُقدَّر بتريليونات الدولارات مستقبلًا.

السلع القائمة على العلامات التجارية والسلع الاستهلاكية – تقنية البلوكتشين تُعزِّز تجربة التفاعل مع الشركات التي تعتمد على العلامة التجارية كمحور لأعمالها

– تستعدُّ العلامات التجارية الكبرى في قطاع السلع الاستهلاكية والسلع الفاخرة للاستفادة من الإمكانات الكامنة لتقنية البلوكتشين. إذ بدأت شركات التجزئة الضخمة مثل Walmart والعلامات التجارية الفاخرة مثل LVMH بدمج تقنيات البلوكتشين في عملياتها بهدف إحداث نقلة نوعية في شفافية سلاسل التوريد وعمليات الإنتاج.

– تستكشف العلامات التجارية في قطاعَي السلع الاستهلاكية والفاخرة استخدامات عملية جديدة قد تُعيد تشكيل نماذج أعمالها، بما يشمل جوازات السفر الرقمية للمُنتَجات (شهادات رقمية تُثبت أصالة المُنتَج وتُوثِّق تفاصيله ومصدره وتاريخه الكامل من الإنتاج إلى البيع)، والرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs) الخاصَّة بالعلامات التجارية الفاخرة، والعقود الذكية لتنظيم ممارسات الأعمال التجارية، إلى جانب آليات توثيق وتتبُّع دورة حياة المُنتَج اعتمادًا على البلوكتشين.

– يتجه قِطاعا السلع الاستهلاكية والفاخرة نحو دمج العالمَين المادِّي والرقمي تمهيدًا لمستقبل قائم على تقنية البلوكتشين، فيما ستُسهم التجارب الرقمية في تعزيز الولاء لدى شريحة واسعة من المستهلكين عبر الأعمال التجارية باختلاف أنواعها.

الرياضة والترفيه – البلوكتشين تضع قواعد جديدة وتُثري تجربة المُشجعين
– تستفيد المنظَّمات والفِرَق الرياضية من تقنيات البلوكتشين لتعزيز التفاعل مع المُشجعين، وذلك من خلال المُقتنيات الرقمية الفريدة، والعملات الرمزيَّة الخاصَّة بالفِرَق، وتقديم تجارب حصريَّة. ومن المتوقَّع أن تتوسَّع تطبيقات البلوكتشين مُستقبلًا لتشمل مجالات جديدة مثل الميتاڤيرس والمراهنات الرياضية.

– ستُتيح العملات الرقمية للمُبدعين وصُنَّاع المحتوى إمكانية الحصول على حصَّة أكبر من الإيرادات وتحكُّمًا أكبر فيها، وهو ما يُمثِّل نقلة نوعية مقارنةً بالوضع الحالي، حيث يُضطر المبدعون في مجالات السينما والتلفزيون والموسيقى إلى تقاسم عائداتهم مع منصَّات العرض ومزودات خدمات الاستضافة.

– ستُعيد تقنية البلوكتشين رسم ملامح مشهد مجال صناعة الألعاب، مُقدِّمةً حوافز مالية للاعبين، إذ ستُسهِم توافقية التشغيل بين الألعاب المختلفة ونموذج «العَب لتربَح» في توفير مصادر تمويل أكثر استدامة لمجتمع اللاعبين ومطوِّري الألعاب.