فينتك جيت: مصطفى عيد
تراجعت أسواق الأسهم الآسيوية والدولار الأمريكي خلال تعاملات اليوم الإثنين، في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتزايد حذر المستثمرين قبيل صدور بيانات التوظيف الأمريكية وقرار متوقع بخفض أسعار الفائدة الأوروبية.
وسجّلت مؤشرات الأسهم في طوكيو وهونغ كونغ خسائر حادة، إذ انخفض مؤشر «Nikkei» الياباني بنسبة 1.3%، فيما تراجع مؤشر «Hang Seng» في هونغ كونغ بنسبة 2.5%. كما هبط المؤشر الأوسع نطاقًا لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان «MSCI» بنسبة 0.8%.
وجاء التراجع وسط مخاوف متزايدة من مضي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدمًا في فرض رسوم جمركية مضاعفة على واردات الصلب والألمنيوم بدءًا من 4 يونيو، ما قد يرفع التعرفة إلى 50%. هذا الإعلان تسبب في هبوط أسهم شركات الصلب الكبرى في كوريا الجنوبية وفيتنام، وهما من أكبر مصدّري المعادن إلى الولايات المتحدة. وقد واجه القرار انتقادات حادة من مفاوضي الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، أمس الأحد، إن الرئيس ترامب سيتواصل قريبًا مع نظيره الصيني شي جين بينغ لمناقشة الخلاف حول المعادن النادرة، إلا أن بكين سارعت إلى رفض انتقادات ترامب التجارية بشدة، مما يُشير إلى أن الاتصال قد لا يكون وشيكًا.
ورغم صدور حكم قضائي مؤخراً بأن ترامب تجاوز سلطاته الدستورية بفرض رسوم شاملة على الواردات من شركاء تجاريين، قللت الإدارة الأمريكية من تأثير القرار. وقال كبير الاقتصاديين في «JPMorgan» بروس كاسمان: «الحكم القضائي يعقد مسار السياسات التجارية، لكن لا تزال هناك أدوات قانونية متعددة تتيح للإدارة تحقيق أهدافها». وأشار إلى وجود نية للإبقاء على حد أدنى من الرسوم الجمركية الأمريكية عند 10% مع إمكانية فرض زيادات قطاعية، خصوصًا على تجارة الولايات المتحدة مع الاتحاد الأوروبي، إلى جانب تحركات متوقعة تجاه بلدان «آسيان» لمنع التحايل عبر إعادة التصدير.
وفيما يترقب المستثمرون ما إذا كان ترامب سينفذ فعليًا قراره يوم الأربعاء المقبل أو يتراجع كما حدث في مرات سابقة، استمر الحذر في السيطرة على الأسواق.
على صعيد الأسواق الأوروبية، انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «EUROSTOXX 50» بنسبة 0.3%، وتراجعت عقود «DAX» الألماني بنسبة 0.2%، فيما استقرت عقود «FTSE» البريطاني.
وفي أسواق العملات، تراجع الدولار قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية، ومع اقتراب الموعد النهائي لقرار فرض رسوم جديدة على الصلب. ويتوقع المتعاملون أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة، في حين يُرجح أن يبقي بنك كندا على الفائدة دون تغيير.
أما أسعار النفط، فقد شهدت انتعاشًا طفيفًا، مع ارتياح المستثمرين من قرار منظمة «أوبك» بعدم رفع مستويات الإنتاج بشكل إضافي.
اقرأ ايضا:
تراجع حاد لأسواق الأسهم الآسيوية وسط قلق من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي
استقرار الأسهم الآسيوية وارتفاع اليورو بعد قرار «ترامب» تأجيل فرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية
أسواق الأسهم الأوروبية تنتعش بعد تأجيل «ترامب» قرار فرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي