«ماجنيت»: 22 مليار دولار استثمارات الذكاء الاصطناعي بالشرق الأوسط خلال النصف الأول 2025

فنتيك جيت: مصطفى عيد

شهدت منطقة الشرق الأوسط أداءً استثنائيًا خلال النصف الأول من عام 2025، متجاوزة التباطؤ العالمي في تمويلات الشركات الناشئة، بفضل استقرار السياسات النقدية وقوة رؤوس الأموال السيادية.

في ظل توجه البنوك المركزية الخليجية لمواءمة توجهات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حافظت السعودية على سعر الفائدة عند 5%، والإمارات عند 4.4%، مع بقاء معدلات التضخم ما بين 2 إلى 3%. وقد عزز ذلك مناخًا ماليًا داعمًا للاستثمار في التكنولوجيا والمشروعات الناشئة.

وبحسب تقرير منصة ماجنيت – MAGNITT، فقد برزت السعودية كرائدة في إطلاق صناديق تمويل جديدة تجاوزت قيمتها 245 مليون دولار، من بينها «NICE Fund I» التابع لـ«STV» بقيمة 100 مليون دولار، وصندوق «Fund III» التابع لـ«Global Ventures» بقيمة 150 مليون دولار بدعم من «SVC» و«Jada».

كما ظهرت صناديق مبكرة أخرى مثل «Ula Capital» بـ75 مليون دولار، و«Suhail Ventures» بـ50 مليون دولار، و«Palm Ventures» بـ30 مليون دولار.

في قطر، أبرمت «Rasmal Ventures» اتفاقًا للحصول على 100 مليون دولار من «QIA» ضمن برنامج صندوق الصناديق البالغة قيمته مليار دولار، والمخصص للاستثمار في قطاعات الذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا المالية، وحلول البرمجيات كخدمة SaaS. وفي الإمارات، جمعت شركة «Phoenix Venture Partners» تمويلاً بقيمة 50 مليون دولار لدعم الشركات الناشئة في مراحلها الأولى عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقد لعب الذكاء الاصطناعي دور البطولة في مشهد الاستثمارات، حيث سجلت المنطقة التزامات واتفاقيات تمويل تجاوزت 22 مليار دولار خلال النصف الأول من 2025، أبرزها ما شهده مؤتمر «LEAP 2025» في الرياض، والذي أسفر عن تعهدات بقيمة 14.9 مليار دولار تضمنت إطلاق «Humain Ventures» وصندوق جديد بقيمة 10 مليارات دولار موجه خصيصًا للذكاء الاصطناعي، بدعم من صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF).

كما تم توقيع صفقات بقيمة 7.5 مليار دولار، من بينها استثمار بقيمة 5 مليارات دولار في مركز بيانات «DataVolt» المحايد للكربون، وتحالف بقيمة 500 مليون دولار مع شركة «Salesforce».

وساهم مؤتمر «Web Summit» في قطر في دعم خطط الاستثمار الخاصة بـ«QIA»، فيما شهد «Step Dubai» حضور 8000 مشارك و400 شركة ناشئة، إلى جانب توفير تمويلات قابلة للنشر بقيمة 10 مليارات درهم إماراتي، مما عزز من دور الفعاليات في ربط المستثمرين بالشركات الناشئة.

وأسهمت الزيارة رفيعة المستوى التي أجراها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مايو 2025 إلى السعودية وقطر والإمارات، في إطلاق التزامات تجارية جديدة تفوق 1.7 تريليون دولار.

وشملت هذه الالتزامات مبادرة استثمارية سعودية-أمريكية بقيمة 300 مليار دولار، وصفقة قياسية لقطر بقيمة 96 مليار دولار لشراء طائرات من «بوينغ»، واتفاقية تصنيع رقائق ذكاء اصطناعي في الإمارات إلى جانب استثمارات متعددة بقيمة 200 مليار دولار.

هذه التطورات تعكس تزايد اندماج اقتصادات الخليج مع قادة التكنولوجيا والطاقة والتصنيع العالميين، وترسّخ مكانة المنطقة كممر جيوسياسي واقتصادي صاعد يقوده رأس المال السيادي والطموح لريادة قطاعات المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.

وعلى صعيد الطروحات العامة، تميّزت منطقة الشرق الأوسط بأداء قوي مغاير لاتجاهات الحذر العالمية، حيث جمعت 2.4 مليار دولار عبر 14 اكتتابًا أوليًا خلال الربع الأول من 2025، وفقًا لـ«EY»، بزيادة سنوية قدرها 106%.

وكانت السعودية مسؤولة عن 12 من تلك الطروحات، من أبرزها «flynas» بقيمة 1.1 مليار دولار، و«Umm Al Qura Development & Construction» بقيمة 523 مليون دولار، مما رفع عدد الإدراجات في سوق «تداول» لمستويات قياسية.

ورغم أن هذه الطروحات لم تكن مدعومة من صناديق رأس المال المخاطر، إلا أنها أثبتت وجود سيولة محلية قوية، واستعداد تنظيمي متقدم، واستمرار الطلب الاستثماري على الأسهم، وهو ما يوفر مسارًا واقعيًا لخروج الشركات الناشئة والتقنية في المنطقة. يُذكر أن 11 من أصل 14 اكتتابًا تم تداولها فوق سعر الطرح بنهاية الربع الأول، ما يعكس حيوية السوق الثانوية.

في المجمل، باتت عملية تشكيل رأس المال في الشرق الأوسط مدفوعة بشكل متزايد من داخل المنطقة نفسها، في تحول استراتيجي يقلل من الاعتماد على دورات رأس المال العالمية، ويعزز استقلالية التمويل ونضوج المنظومة الاستثمارية الخليجية.

اقرأ ايضا:

«ماجنيت»: تمويلات رأس المال المغامر بالأسواق الناشئة تنخفض 40% إلى 9.1 مليار دولار عبر 1527 صفقة في 2024

ماجنيت: 34% تراجعا في إستثمارات رأس المال الجريء في الأسواق الناشئة في النصف الأول من 2024

ماجنيت:الشركات الناشئة السعودية تواصل الهيمنة على استثمارات المنطقة