«كيرني» تعزز تبني واعتماد الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا بالتعاون مع «مايكروسوفت»

فينتك جيت: محمد بدوي

تعمل شركة “كيرني“، الرائدة عالميًا في مجال الاستشارات الإدارية، على تسريع وتيرة تبنّي واعتماد الذكاء الاصطناعي المسؤول والقابل للتوسّع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وذلك في إطار التزامها المستمر بدفع عجلة التحوّل القائم على التكنولوجيا الذي يهدف إلى تحقيق تأثير ملموس، بما يتماشى مع الأهداف الاقتصادية والاجتماعية المتغيرة في المنطقة.

تمكين الحكومات والمؤسسات

وكجزءٍ من شراكتها العالمية طويلة الأمد والمتكاملة مع “مايكروسوفت”، تضع “كيرني” تركيزها على تحويل الذكاء الاصطناعي من مفهوم نظري وإطار استراتيجي إلى واقع عملي ومستدام، مما يسهم في تمكين الحكومات والمؤسسات من توظيف إمكانات الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج ملموسة وإحداث تحوّلات منهجية في أعمالها.

دراسة حديثة أجرتها “كيرني”

ووفقًا لدراسة حديثة أجرتها “كيرني”، يرى ما يقرب من 70% من الرؤساء التنفيذيين في الشرق الأوسط أن تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما فيها الذكاء التوليدي، تمتلك القدرة على إحداث تحول جذري في أعمالهم. ومع ذلك، فإن أقل من 40% فقط من المشاركين يشعرون بالثقة في قدرة مؤسساتهم على تبنّي وتطبيق هذه التقنيات وتحقيق نتائج ملموسة.

كما أشار نصف المشاركين في الاستطلاع إلى أن غياب استراتيجية فعّالة يشكّل عائقًا رئيسيًا أمام تحقيق القيمة المرجوة من تقنيات الذكاء الاصطناعي، في حين أكّد 70% منهم على ضرورة بناء بنية تحتية متينة وقابلة للتطوير لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي بفعالية.

إطار عمل استراتيجي

وهذا يفسر لما لم تتمكن سوى أقل من 40% من الشركات في منطقة الشرق الأوسط من تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في أعمالها على نطاق واسع وتحقيق نتائج ملموسة. وهنا يأتي دور التعاون بين “كيرني” و”مايكروسوفت” لسد هذه الفجوة التنفيذية المتعلقة بتبني الذكاء الاصطناعي؛ إذ توفر “كيرني” إطار عمل استراتيجي وقدراتٍ تنفيذية متكاملة من خلال “سيرفيلو” – إحدى شركات “كيرني” المتخصصة في تنفيذ حلول البيانات والذكاء الاصطناعي.

ونماذج التشغيل والحوكمة اللازمة للانتقال بالذكاء الاصطناعي من مجرد تصور نظري في مجالس الإدارة إلى تطبيق عملي في المؤسسات، بينما تُمكّن “مايكروسوفت” من تحقيق التبني الآمن والقابل للتوسع من خلال منصاتها السحابية وحلول الذكاء الاصطناعي الموثوقة.

تقديم حلول ذكاء اصطناعي

في هذا السياق، عبّر ماوريسيو زوازوا، الشريك الأول ورئيس منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في “كيرني”، عن حماسه لهذه الشراكة قائلاً: “نحن نعزز قدرتنا على توسيع نطاق تطبيقات الذكاء الاصطناعي ليشمل عملاءنا والأسواق على نطاق أوسع، مستندين إلى الخبرات التي طورناها في مختبراتنا ومعرفتنا العميقة في التنفيذ العملي. واليوم، من خلال تعاوننا مع مايكروسوفت، نُكمل هذه المنظومة ونُطلق العنان لإمكانات تقديم حلول ذكاء اصطناعي متكاملة”.

تحقيق قيمة مستدامة

من جانبه، أوضح إلياس عاد، الشريك الأول في كيرني الشرق الأوسط وأفريقيا – القطاع الرقمي وريادة الأعمال، أن نهج الشركة يركّز دائمًا على تحويل الرؤى إلى نتائج ملموسة، بما يضمن تحقيق قيمة مستدامة من خلال تطبيق الاستراتيجيات المُعتمدة.

وأضاف: “نُلاحظ أن المنطقة تُظهر اهتمامًا كبيرًا لتصدّر مشهد الذكاء الاصطناعي، إلا أن الطموح وحده لا يكفي؛ فهناك حاجة ملحّة إلى القدرات التنفيذية المتخصّصة، وهو ما نقدّمه للسوق من خلال “سيرفيلو”، الذراع المتخصصة لكيرني في تنفيذ حلول البيانات والذكاء الاصطناعي. ولا تزال العديد من المؤسسات في مرحلة التجريب وتفتقر إلى الثقة والبنية التنفيذية اللازمة للانتقال إلى التوسّع أو إحداث تأثير جذري في هذا المجال.”

رؤية مشتركة

بدوره أكد أحمد حمزاوي، الرئيس التنفيذي للشراكات في مايكروسوفت الإمارات، أن مايكروسوفت تؤمن بالقدرات الهائلة للذكاء الاصطناعي في إحداث تحولات جذرية في مختلف القطاعات والمجتمعات في حال تم تبنيه بمسؤولية وعلى نطاق واسع. وأضاف” تستند شراكتنا مع “كيرني” على رؤية مشتركة تهدف إلى ترجمة طموحات الشركات في الشرق الأوسط إلى واقع ملموس، ومساعدتها على تجاوز مرحلة التجارب الأولية، والمضي قدمًا نحو تحقيق الأثر الإيجابي الواسع.

تعمل كل من “كيرني” و”مايكروسوفت” على تطوير استراتيجيات وأُطُر عمل وبنية تحتية للذكاء الاصطناعي مصممة خصيصًا لمعالجة التحديات في قطاعات رئيسية مثل تحديث القطاع العام، والتصنيع المتقدم، والخدمات المالية، ومبادرات الاستدامة.

تنفيذ مشروع تجريبي

تُبرز الحكومات الإقليمية الرائدة بوضوح مدى أهمية هذا التحول. فعلى سبيل المثال، تهدف الاستراتيجية الرقمية لإمارة أبوظبي 2025–2027 إلى أن تسهم المبادرات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بأكثر من 24 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي، وأن توفر ما يزيد على 5,000 وظيفة جديدة بحلول عام 2027.

وبالمثل، تحدد الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية، التي أطلقتها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ضمن رؤية 2030، أهدافاً طموحة لعام 2030 — تشمل وضع المملكة ضمن أفضل 15 دولة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي، وتدريب أكثر من 20,000 متخصص في الذكاء الاصطناعي، ورعاية نحو 300 شركة ناشئة، واستقطاب ما يقارب 75 مليار ريال من الاستثمارات.

والجدير بالذكر، أنه يجري حاليًا تنفيذ مشروع تجريبي أولي بالتعاون مع إحدى الجهات الحكومية الرائدة في المنطقة بهدف تحسين الخدمات المقدمة للسكان من خلال الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، إلى جانب دمج الحوكمة المسؤولة للذكاء الاصطناعي في جميع مراحل المشروع، من التخطيط إلى التنفيذ.

اقرأ ايضا:

السعودية تحقق قفزة في «مؤشر كيرني العالمي لتطور تجارة التجزئة» لعام 2023

شركة «سترايد فنتشرز» توسع عملياتها في السعودية وتستهدف ضخ 500 مليون دولار في المنطقة خلال 3 سنوات

«جي أم جي» العالمية لتجارة التجزئة تخطط للتوسع في 7 مدن مصرية